الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ماكين··· مؤهلات القيادة

ماكين··· مؤهلات القيادة
4 نوفمبر 2008 00:48
أثناء حديث أدلى به أمام المشاركين في الحملة الانتخابية للحزب ''الديمقراطي''، أيد جوزيف بايدن المرشح لمنصب نائب الرئيس، المرشح الرئاسي ''الجمهوري'' جون ماكين، وزكاه لمنصب الرئاسة من حيث لا يدري· فعل ذلك خلال تحذيره التالي للحاضرين في ذلك الاجتماع المغلق: ''لن تمر أكثر من ستة أشهر فحسب، حتى يختبر العالم باراك أوباما، مثلما اختبر من قبل الرئيس الأسبق جون كنيدي· والعالم يراقبنا دون شك· فنحن على وشك انتخاب رئيس شاب وذكي لم يبلغ من العمر سوى 47 عاماً· وعليكم أن تذكروا أني قلت قولي هذا وأنا أقف أمامكم هنا في هذا الحشد الديمقراطي، إن كنتم قد نسيتم كل شيء آخر عداه· وعليكم أن تفتحوا عيونكم جيداً لأننا إزاء مواجهة أزمة دولية·· وهي أزمة سوف يختبر فيها صبر الرئيس الذي ننتخبه''· واستطرد ''بايدن'' في حديثه قائلاً: ''في استطاعتي أن أرسم لكم حوالي أربعة أو خمسة سيناريوهات عن المصادر التي يمكن أن تنشأ منها الأزمة الدولية المرتقبة''· وبعد أن أشار إلى أزمتي الشرق الأوسط وروسيا بين الأمثلة العديدة التي ضربها، مضى إلى مناشدة الحاضرين بقوله: ''وهو لا شك سوف يحتاج إلى دعمكم له في مواجهة هذه الأزمة· ولن تكون حاجته هذه مالية، إنما سوف يحتاجكم في استغلال النفوذ الذي تتمتعون به في مجتمعاتكم، وأن تقفوا إلى جانبه· ولأن الصورة لن تبدو واضحة منذ الوهلة الأولى، فإنه لن تتضح للجميع صحة موقفنا''· وحين نذكر أن السبب الرئيسي الذي دفع أوباما لاختيار السيناتور جوزيف بايدن نائباً له في حال فوزه بالمنصب الرئاسي هو خبرة بايدن، فإن علينا أن نحسب لكل كلمة قالها بايدن عن أوباما حسابها ووزنها· وبالطبع فليس ثمة غرابة في ألا يشير بايدن إلى اختبار العالم للمرشح ''الجمهوري'' جون ماكين في حال اختيار الناخبين له، على رغم محاولاته العاجزة لنفي معنى ما قاله عن أوباما مؤخراً· والسبب واضح على أية حال· فخبرة ماكين ومعدنه لا يطالهما الشك، لأنهما اختبرا في ظروف قاهرة يفوق تصورها خيال غالبية الأميركيين· وإن كان القصد هو الحصول من الناخب الرئاسي على أقصى حد من التفاني للوطن وبذل النفس المطلق له، فهذا هو ما يتمتع به السيناتور جون ماكين· وفي اعتقادنا أن أفضل وسيلة لخدمة بلادنا هي استدعاء ماكين لتولي المنصب الرئاسي· فالأزمة المالية التي نعيشها اليوم، تمثل تحدياً كبيراً لرفاهية الشعب الأميركي وخيره، وهي أزمة لم تسبقها أي حالة شبيهة لها منذ أزمة الكساد العظيم· يذكر أن أوباما كان قد استبق نضج هذه الأزمة بإعلان سياساته الرامية إلى زيادة الضرائب، بديلاً للسياسات التي اتبعتها إدارة بوش، بخفضها للضرائب المفروضة على الفئات الأعلى دخلاً في المجتمع الأميركي· وعلى رغم أن بلادنا تواجه الآن مخاطر الركود الاقتصادي، إلا أن أوباما لا يزال على إصراره السابق على رفع الضرائب المفروضة على المدخرات الرأسمالية، والفئات الأعلى إنتاجاً، وأصحاب الاستثمارات الصغيرة، مع العلم أن من المؤكد أن تدفع هذه الفئات بعملية النمو الاقتصادي القومي· وحين شرح أوباما للسباك الشهير ''جو'' فكرتـــه عن إعــــادة توزيــــع الثروة، فقـــد كان يقصـــد ما يعنيه، وهو لا شك ماض فيه إذا ما انتخب للمنصب الرئاسي· ولا يبدي أوباما احتراماً يذكر للدخل والثروات التي حصدها أصحابها بعرق جبينهم وبالكثير والنفيس من الجهد· وبدلاً من ذلك يؤمن أوباما بأن وظيفة الحكومة الرئيسية في المجال الاقتصادي هي إعادة توزيع الثروة لصالح العاطلين عن العمل، بدلاً من ''جو'' الكادح المثابر في عمله وإنتاجه اليومي· وفيما لو انتخب أوباما، فإنه سوف يؤدي القسم الدستوري الذي ينص على أن ''يحافظ الرئيس ويحمي دستور الولايات المتحدة الأميركية ويدافع عنه''· غير أن سجل السيناتور أوباما لا يشير إلى احترامه للدستور الأميركي· ففي لقاء صحفي أجري معه في ''إذاعة شيكاغو'' العامة عام ،2001 لاحظ أوباما: أن ''محكمة وارن'' لم تجرؤ مطلقاً على الخوض في عمق قضايـــا إعــادة توزيع الثروة وغيرها من قضايــا العدل السياسي والاقتصادي في المجتمـــع الأميركـــي· وبقدر ما أفكر به من راديكالية في هذا الشأن، فإن محكمة ''وارن'' لم تكن بذاك القدر من الراديكالية· ثم مضى أوباما إلى القول: يعكس الدستور الجانب الأكثر ظلامية في ثقافتنا، وهو الجانب الذي لا يزال مستمراً إلى اليوم· وربما لا يزال أوباما يرى في دستور بلادنا نقصاً كبيراً لكونه لا يوفر سوى ضمانة للحريات السلبية، أي لما لا تستطيع الحكومة أن تفعله لمصلحة مواطنيها، بدلاً من أن توفر لهم حق التمتع بالرفاهية -على حد رأيه-· ولكن الذي نتصوره هو أن الآباء المؤسسين لهذه الأمة سوف يصابون بصدمة ما بعدها إزاء سلوك أوباما وتصوراته لأهم المبادئ الأميركية التي أسسوها· وعلى نقيض أوباما تماماً، يتخذ السناتور جون ماكين شخصية الأميركي الأكثر تقليدية ومحافظة وتمسكاً بهذه المبادئ· ففي المجال الاقتصادي يدعو ماكين إلى سياسة خفض الضرائب المقررة على الدخل، وإلى اقتسام خيرات الازدهار الاقتصـــادي من خـــلال النمـــو وليــــس إعــــادة توزيــع الثروة· كما يؤيد ماكين فكرة أن تقوم المصلحة الاقتصادية المتبادلة على أساس التجارة الحرة، خاصة مع أصدقـــاء الولايـــات المتحـــدة الأميركية وحلفائهـــا مثل كندا وكولومبيــــا· ''بايدن'' قد أشار إلى احتمال تعرض أوباما لاختبار شبيه بذلـك الذي وُضــــع فيــــه الرئيس الأسبق جــون كنيــدي أيام أزمة الصواريخ الكوبية التي نصبها السوفييت في عهد الرئيس نكيتا خروتشوف، وكذلك كانت الإشارة إلى أزمة برلين وحرب فيتنام· غير أن على ''بايدن'' أن يعلم أنه وفي الجانب الآخر من العملية الانتخابية، يوجد مرشح اشتد عوده في ساحات الحروب والأزمات، واختبر تمسكه بما لا يدع مجـــالاً للشـــك، بالمبادئ الأميركيـــة وصون حقوق الإنسان، التي نحترمها داخل بلادنا وخارجها، على نطاق العالم كله· جون إم· هندريكر وسكوت دبليو· جونسون محللان سياسيان أميركيان ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©