الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

رغم أنف الانتهازيين!

15 يونيو 2018 22:27
كان مشهد الخروج الحزين لجماهير المنتخب السعودي التي احتشدت بكثافة في استاد لوزينكي في العاصمة موسكو تراجيدياً، إذ بدت خيبة الأمل واضحة في تقاسيم الوجوه، ونبرات الأصوات جراء الخسارة المفاجئة حد الصدمة من المنتخب الروسي بخماسية بيضاء. مصدر الصدمة، أن كل السيناريوهات التي رُسِمت قبل المباراة، حتى السلبية منها لم يكن بينها ذلك السيناريو الذي سارت عليه المباراة، والذي باغت الجميع منذ دقائق المباراة الأولى، وحتى الدقيقة الأخيرة منها، خصوصاً أن التفاؤل بتحقيق نتيجة إيجابية كان سيد الموقف من الجميع، سواء من هم ضمن دائرة المنتخب أو خارجه. لقد كانت الأجواء مشبعة بالإيجابية طوال فترات الإعداد، وازداد تشبعها بعد المستوى الرائع الذي خلفه «الأخضر» في مباراته الودية الأخيرة قبل ختام تحضيراته، والتي واجه فيها منتخب ألمانيا حامل لقب نسخة المونديال الماضية، حينما خرج خاسراً بنتيجة 1-2، وكان قادراً على تحقيق التعادل، لولا أن الحظ أخرج له لسانه يومها، وهو الذي قدم مباراة بالروعة ذاتها أمام المنتخب الإيطالي، على الرغم من خسارته بالنتيجة ذاتها، بعد مباراة شاطر فيها لاعبو «الأخضر» نجوم «الآزوري» المستوى، بل وتفوقوا عليهم، خاصة في الشوط الثاني من عمر المباراة. الخسارة لا شك كانت مريرة، وطبيعي أن تكون خيبة الأمل وردود الفعل تجاهها كما كانت عليه، ليست من الجماهير وحسب، بل حتى من مسيري المنتخب، الذين كانوا يتطلعون لبداية قوية تعزز حظوظهم في بلوغ الدور الثاني، لكنها - وإن كانت كذلك- لا ينبغي أن تترك آثارها حتى موعد مواجهة منتخب أوروجواي الذي يملك من الإمكانات الفنية، سواء على مستوى المنتخب كمجموعة، أو على مستوى الأفراد ما يفوق المنتخب الروسي، إذ يكفي أن يوجد في كتيبة «السيليستي» المهاجمان إدينسون كافاني، ولويس سواريز، والمدافع ديجو جودين، وليتذكر لاعبو المنتخب السعودي أن الضربة التي لا تكسر تُقّوي، ولذلك لابد لهم ألا ينكسروا على الرغم من قوة الضربة الروسية وما خلفته من آلام، وما تركته من أثر. لعبة كرة القدم- وكما نعرف جميعاً- هي لعبة لا تعترف بقواعد الحساب، ولا بلغة المنطق، ومن يتحدث اليوم بتهكم عن ثقل الخماسية الروسية في الشباك السعودية، يتذكر المسرح الذي نصبه الألمان في مرمى البرازيل في نصف نهائي مونديال 2014، حينما أذلوهم بسباعية مقابل هدف شرفي تركوه لهم شاهداً على الخسارة المذلة على أرضهم وبين جماهيرهم، وهي الخسارة التي يعبر عنها مدرب البرازيل اليوم تيتي بأنها مباراة العار الذي ما زال شبحها يطاردهم، ولأن كرة القدم كذلك نظل نرسم سيناريوهاً وردياً لمواجهة «الأخضر» مع أوروجواي رغماً عن المثبطين والانتهازيين الذين امتلأت قلوبهم حقداً على كل ما هو أخضر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©