تحذيرات في إسرائيل من اغتيالات سياسية

صدرت تحذيرات من أجهزة أمنية في إسرائيل أمس، من اغتيال مسؤولين سياسيين بيد متطرفين من اليمين، قبل بضعة أيام من الذكرى الثالثة عشرة لاغتيال رئيس الحكومة السابق إسحق رابين، بينما صعَّد المستوطنون المتطرفون من هجماتهم على القوى الأمنية والفلسطينيين، مما حمل أمس، على التوعد بمكافحة عنف المستوطنين ضد هذه القوى· ووعدت الحكومة الإسرائيلية بوقف المساعدات عن ''المستوطنات العشوائية'' التي بنيت من دون موافقتها في الضفة الغربية، وقالت إنها ''قررت الوقف الفوري لكل تمويل سواء أكان مباشراً أم غير مباشر للمراكز المتقدمة غير الشرعية أو لبناها التحتية''· وقال المسؤول المكلف أمن قادة إسرائيل، إن اليمين المتطرف قد يلجأ إلى شن هجمات مسلحة، لعرقلة أي اتفاق يجري ''التنازل'' بموجبه، عن الضفة الغربية للفلسطينيين· وأبلغ يوفال ديسكين رئيس وكالة المخابرات الداخلية في جهاز الأمن الداخلي (شين بيت) مجلس الوزراء: ''نلاحظ استعداداً بين اليمين المتطرف للجوء إلى استخدام السلاح لمنع التقدم في العملية الدبلوماسية''· وأعلنت الحكومة، أنها ستحقق في ''ما إذا كانت دعوات إلى العنف قد أطلقتها بالفعل شخصيات'' استيطانية· وقال حاييم رامون نائب رئيس الوزراء إن منفذي أعمال الشغب ''أعلنوا التمرد ضد الحكومة''· ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة ''يديعوت أحرونوت'' الإسرائيلية عن رامون خلال اجتماع مجلس الوزراء، قوله ''إنهم مجرد بعض مئات من الأشخاص الذين في الواقع أعلنوا تمرداً ضد الحكومة الشرعية لدولة إسرائيل، والذين يتصرفون ضد الحكم الديمقراطي في البلاد''· وأوضح المسؤول الإسرائيلي أنه ''منذ إخلاء (مستوطنة) أمونا قبل عامين ونصف، يبدو أن الحكومة متخوفة من مواجهة هؤلاء المتمردين، وهو السبب وراء عدم إزالة أي مواقع غير قانونية منذ ذلك الوقت''· وتوعدت الحكومة الإسرائيلية أمس، بمكافحة عنف المستوطنين في الخليل بالضفة الغربية المحتلة، وقال رئيس الوزراء إيهود أولمرت للصحفيين قبل جلسة لمجلس الوزراء في القدس، إن ''هذا الوضع لا يحتمل وغير مقبول، وانتهاكات القانون ترافقها في معظم الأحيان أعمال عنف ضد قوات النظام''· وكان أولمرت يرد على أعمال العنف التي وقعت ليلاً في الخليل، حيث جرح عنصران من حرس الحدود الإسرائيليين جراء رشقهما بالحجارة، أثناء مواجهات مع المستوطنين للمرة الرابعة في غضون أسبوعين في هذا القطاع· وأشار أولمرت رئيس الحكومة الانتقالية، إلى أن ''هذه المجموعة من الخارجين عن القانون (···) لا يستهان بها''، ملمحاً إلى المستوطنين، لكنه أعرب عن تقديره ''للغالبية الساحقة من المواطنين الذين يعيشون في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) ويطبقون القانون''· ووعد وزير الدفاع ايهود باراك بمكافحة ''ظاهرة خطيرة لا يقبل بها أي مجتمع''، وقال: ''سنكافحهم بكل قوانا، واتفقنا على سلسلة من الإجراءات لتعزيز تحركنا''· وحذر رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشين بيت) يوفال ديسكين، مجلس الوزراء، من احتمال اغتيال مسؤولين سياسيين بيد متطرفين من اليمين، قبل بضعة أيام من الذكرى الثالثة عشرة لاغتيال رئيس الحكومة السابق إسحق رابين، كما قالت الإذاعة العامة· وكان المتحدث باسم حرس الحدود قد أعلن أمس، أن اثنين من عناصر هذه الوحدات جرحا ليل السبت -الاحد قرب الخليل· وقال موشي بينشي إن مستوطنين أرسلوا ليلة السبت- الأحد ''قاصرين لمهاجمة قواتنا المنتشرة قرب الخليل، وجُرح اثنان من عناصرنا بعدما رشقا بالحجارة''· ورداً على سؤال للإذاعة الإسرائيلية العامة، اتهم ممثل للمستوطنين اليهود في الخليل ايتامار بن غفير، حرس الحدود بضرب طفل في العاشرة من عمره، وقال ابن غفير إن ''هذا الطفل لم يكن يريد أكثر من عبور حاجز (···) الذين يضربون أطفالنا يجب أن يعرفوا أننا لن نقدم لهم خدنا الآخر''· وتأتي موجة أعمال العنف هذه التي يقوم بها مستوطنون، بعد تدمير الجيش الإسرائيلي في 29 اكتوبر نقطة استيطانية عشوائية في الخليل، الأمر الذي اعتبرته الحركة الراديكالية للمستوطنين في ''كريات عربة'' في المنطقة، بمثابة استفزاز· وكان نعام فيدرمان احد قادة مستوطني الخليل حيث يعيش أكثر من 600 متطرف، يحتل هذه المستوطنة العشوائية· وفي غمرة هذه الأحداث، عمد مستوطنون إلى أعمال عنف مناهضة للفلسطينيين فرشقوا منازل بالحجارة وألحقوا أضراراً بمدافن إسلامية وخربوا إطارات عدد من السيارات· وقد تسبب أحد المستوطنين في ''كريات عربة'' بفضيحة عندما تمنى أن يموت الجنود الإسرائيليون أو أن يخطفهم فلسطينيون كما أسروا الجندي جلعاد شاليط· وفي الإطار نفسه، اتهم حاخام الخليل و''كريات عربة'' دوف ليور الجيش بالتصرف مع المستوطنين ''مثلما تصرف النازيون في بولندا قبل عشرات السنين''· وبحسب اتفاق مبرم في 1997 مع السلطة الفلسطينية، أخلت إسرائيل 80% من الخليل، لكنها لا تزال تحتل جيباً في محيط الحرم الإبراهيمي حيث يقطن مئات المستوطنين تحت حماية الجيش يحيط بهم 150 الف فلسطيني· ومن جانب آخر، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فلسطينيين اثنين مشتبه بهما في الضفة الغربية ليلة أمس· وقالت صحيفة ''يديعوت أحرونوت'' الاسرائيلية على موقعها الاليكتروني أمس، أن أحد المعتقلين ألقي القبض عليه بالقرب من رام الله، بينما اعتقل الثاني بالقرب من منطقة بيت لحم· وأضافت ان الاثنين هما حالياً قيد التحقيق