هييرو: الفوز هدفنا وحصد اللقب حلمنا

موسكو (الاتحاد) برغم طرح عدد من الأسماء لخلافة جولين لوبيتيجي في تدريب منتخب إسبانيا بعد إقالته المفاجئة أمس الأول، جاء اختيار فيرناندو هييرو المدير الرياضي للاتحاد الإسباني، ليثير الكثير من الجدل حول هذا الخيار، خاصة أن هييرو لا يحظى بخبرة تدريبية كبيرة. بعد اختراق «الاتحاد» معسكر المنتخب علمت من مصادر داخل الفريق والاتحاد بأن اختيار هييرو كان اضطرارياً وإجبارياً، في ظل عوامل عدة، تضافرت ليتولى هييرو المهمة الصعبة التي يبدأها اليوم بلقاء البرتغال. أكدت مصادر لـ «الاتحاد» أن اسم هييرو لم يكن مطروحاً بقوة، ولكن كل الخيارات أشارت إلى الحاجة إلى بعض الوقت، وكان من بين الأسماء المطروحة فيسنتي دل بوسكي المدير الفني الأسبق، خاصة أنه سبق له العمل مع عدد كبير من اللاعبين في المنتخب، بل إن التغييرات التي أدخلها لوبيتيجي على الأداء ليست غائبة عن دل بوسكي الذي يحظى بتقدير كبير، إلا أن ضيق الوقت قبل المباراة أمام البرتغال اليوم، فرض خياراً مختلفاً على الاتحاد الإسباني، إضافة إلى الإيقاع السريع الذي يتمتع به هييرو، وقربه من العديد من اللاعبين في الفترة الأخيرة بفضل عمله في الاتحاد، وخاف مسؤولو الاتحاد الإسباني من تأخير إسناد المهمة لحين التحاق مدرب آخر مثل دل بوسكي بالمعسكر، وهو ما يؤثر سلبياً على اللمسات الأخيرة في استعدادات «الماتادور» لمباراة البرتغال. كما عرف مسؤولو الاتحاد أن أكثر من مدرب أبدى تحفظه على تولي المسؤولية في هذا الموقف العصيب، لأن أي نتائج سلبية لن تؤثر فقط على صورة الاتحاد، وإنما على سمعة المدرب، خاصة أن المنتخب الإسباني يخوض النسخة كأحد المرشحين بقوة للفوز باللقب. كما لعب السبب الأساسي وراء إقالة لوبيتيجي دوراً في اختيار هييرو بالتحديد، خاصة أن رئيس الاتحاد الإسباني أكد في تصريحاته بعد الإقالة أن الاتحاد لا يمكنه القبول بما فعله لوبيتيجي من خلال التفاوض مع فريق آخر خلال ارتباطه بعمل مع المنتخب الإسباني، وجاء إسناد المهمة لهييرو أحد أبرز نجوم النادي الملكي على مدار التاريخ، ليؤكد أن الأزمة ليست متعلقة بالريال، وإنما بالأسلوب الذي سارت إليه الأمور. كما ترددت أنباء عن حدوث حالة من الارتباك والتحفظ داخل المعسكر الإسباني بسبب إقالة لوبيتيجي، وهو ما قد يؤدي لمشاكل لدى بعض اللاعبين، خاصة الريال لتعاطفهم مع المدرب، ولكن تعيين هييرو من شأنه القضاء على أي فتنة داخل الفريق في هذا الوقت الحساس. لم يعلن أي من اللاعبين بشكل رسمي امتعاضه، ولكن تصريحات اللاعبين المنتمين للريال كانت باهتة، ولم تتضمن أي إدانة للمدرب. وأكد فيرناندو هييرو، المدير الفني الجديد للمنتخب الإسباني، أنه لم يكن يتوقع يوماً أن يتولى تدريب المنتخب الإسباني بهذه الطريقة، ولكنه لم يتردد في قبول المهمة، لأنه لم يكن ليقول «لا» للمنتخب الإسباني. أوضح هييرو، الذي كان مرشحاً أكثر من مرة لتدريب ريال مدريد الإسباني، أن هدفه دائماً كان تقديم مسيرة تدريبية ناجحة على غرار مسيرته لاعباً، ولكنه لم يتوقع أبداً أن يتولى تدريب «الماتادور» الإسباني في ذلك التوقيت. كذلك اعترف هييرو بأن أمنيته الحالية هي أن يكرر مع المنتخب الإسباني التجربة الناجحة التي قدمها الفرنسي زين الدين زيدان مع الريال، في إشارة إلى أن زيدان تولى مسؤولية الريال عندما كان لا يملك أي خبرة تدريبية حقيقية، لكنه ترك معه بصمة رائعة، وحقق عدداً من الإنجازات والأرقام القياسية، ويكفي أنه أصبح أول مدرب يفوز مع أي فريق بلقب دوري الأبطال الأوروبي في ثلاث نسخ متتالية. كان الاتحاد الإسباني قد أسند مهمة تدريب «الماتادور» إلى هييرو «50 عاماً» أمس الأول وسط ظروف صعبة عقب إقالة لوبيتيجي من تدريب الفريق، بسبب كشف الريال عن تولي لوبيتيجي مسؤولية تدريب الفريق الملكي.