«نجريج» تدعو لصلاح

القاهرة (الاتحاد) بين الأغاني الخاصة في ملاعب الإنجليز، والحفاوة البالغة في ميادين ومدن روسيا، وأحاديث وسائل الإعلام المختلفة حول العالم، تبقى ضحكة الريفي البسيط ودعوات الأم والأقارب أفضل ما يتمتع به النجم المصري العالمي محمد صلاح وهو يستقبل عامه الـ 26 اليوم، والذي يتصادف مع مباراة مصر أمام أوروجواي. أصبح صلاح الذي تحدى الصعاب ومزاحمة عمالقة المستديرة حول العالم نموذجاً وقدوة لكل الشباب، ولم يبخل عليه الجميع بمختلف الاحتفالات ابتداءً من نجريج بلدته البسيطة في مركز بسيون محافظة الغربية، وحتى مدينة إيكاترينبرج التي تشهد ضربة البداية لمصر مع أوروجواي، ومروراً بمدينة ليفربول التي شهدت ظهور وتألق ووصول نجم كروي مصري للعالمية. حرصت «الاتحاد» على الانتقال إلى مسقط رأس الفرعون المصري والتقت بأسرته، وفوجئت بعدد هائل من القصص والحكايات عن مولده وعلاقته بأسرته وأهل قريته. أكد ماهر شتية عمدة القرية وأقرب المقربين من صلاح وأسرته، أن نجريج صارت مجالاً لحديث وإشادة الجميع بفضل ابنها صلاح، وما حققه لبلدته على مدار سنوات طويلة لم ينس فيها أي فرد من القرية، وظلت مقصده المباشر لقضاء إجازاته رغم تمتعه بالقدرة على قضاء الإجازات في أفضل الأماكن حول العالم. وقال: صلاح كان نجماً منذ صغره، وتعرض للعديد من الظروف التي كانت كفيلة بتحوله عن كرة القدم منها الظروف الأسرية، والمسافة الطويلة التي قطعها لأداء التدريبات في الغربية، وحتى لدى انتقاله إلى المقاولون العرب. انتقل عمدة نجريج للحديث عن الجانب الإنساني في حياة صلاح، وقال إن وسائل الإعلام المختلفة بالغت إلى حد كبير في وصف ما يقوم به من أعمال خيرية، حتى حولته إلى شؤون اجتماعية يمكنها تحمل نفقات أسرة وبلد بأكملها، وهو أمر بعيد عن الواقع. أوضح شتية أن صلاح يحب الخير دائماً وسعى بالفعل في العديد من أعمال وأوجه الخير، ونجح في توفير مرتبات شهرية لعدد محدود من الأسر يحصل كل منها على مبلغ 250 جنيهاً شهرياً، بخلاف مساهماته في عدد من المستشفيات منها بسيون العام، ولكن هناك من صوره وكأنه خزينة مفتوحة للجميع، وعلى من يرغب التحرك إليها والحصول على ما يريد منها، وحاصر الجميع أهل بيته، خاصة والدته في ظل انشغال والده بالعمل، حتى أنها صرخت في بعض الأحيان وأكدت حاجتها للراحة والابتعاد عن الضغوط اليومية. لم يسلم سيرخيو راموس، لاعب ريال مدريد والمنتخب الإسباني، من دعوات الأمهات في نجريج وكل القرى المصرية بعد تسببه في إصابة النجم المصري، وتسابقت السيدات في الدعاء لنجمنا بالشفاء العاجل، وعلى راموس بمواجهة ما هو أسوأ من الإصابة، وهي المقاطع التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، ونسبها البعض إلى سيدات قرية نجريج، وأكد أهالي القرية صحتها فيما بعد. هذا هو عيد ميلاد صلاح، ولكن من دون موسيقى صاخبة، أو أغانٍ إنجليزية، فقط مجموعة من الدعوات وعبارات المدح والثناء الصادقة التي خرجت من أفواه من حوله في نجريج.