الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فنزويلا.. نتائج عكسية للعقوبات الأميركية

21 مايو 2014 22:32
إيمليا دياز ستراك، ونيك ميروف فنزويلا لا تبدو المعارضة الفنزويلية متحمسة لفكرة فرض الولايات المتحدة عقوبات على كبار المسؤولين الفنزويليين، ورجال الأعمال المرتبطين بالحكومة، وذلك رغم تجميد قادة المعارضة لمحادثاتهم مع الرئيس نيكولاس مادورو خلال الأسبوع الماضي. فبتصعيد الرئيس الفنزويلي لحملته القمعية ضد المظاهرات المناوئة للحكومة، وظهور مزاعم جديدة بوقوع انتهاكات حقوقية، اقترح عدد من المشرعين الأميركيين عقوبات موجهة لتجميد أصول كبار المسؤولين الفنزويليين، وبقية الوجوه الحكومية البارزة المرتبطة بالرئيس «مادورو»، وأيضاً منع استصدار تأشيرات لهم لدخول الولايات المتحدة، هذا المقترح عبر عنه السيناتور «ماركو روبيو» الذي رعى مشروع القانون، قائلاً «سنعاقب ونسمي الأشخاص والأفراد المسؤولين عن انتهاك حقوق الإنسان في فنزويلا وسنعمل على إحراجهم». لكن عندما كانت المسؤولة في وزارة الخارجية الأميركية المكلفة شؤون أميركا اللاتينية تدلي بشاهدتها حول الأمر أمام الكونجرس، قالت إن قادة المعارضة ينصحون بعدم فرض العقوبات على رموز النظام، وإنْ كانت المعارضة الفنزويلية نفت تقدمها بطلب وقف العقوبات، الأمر الذي دفع المسؤولة الأميركية إلى التراجع عن شهادتها، قائلة إن الأمور لم تكن واضحة لديها خلال إدلائها بالشهادة، لكن محللين يعتقدون أن المعارضة الفنزويلية متحفظة بالفعل على مسألة العقوبات، وأن مسعى معاقبة النظام لا يحظى سوى باستجابة فاترة من المعارضة. هذا التحفظ يوضحه «رفائيل روميرو»، أستاذ العلوم السياسية بجامعة فنزويلا، مؤكداً أنه في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعرفها فنزويلا وتراجع شعبية «مادورو»، كما تشير إلى ذلك استطلاعات الرأي، قد تمثل العقوبات الأميركية فرصة للرئيس «لتغيير الموضوع» والانصراف إلى معاداة أميركا، مضيفاً أنه «في الوقت الحالي يتحدث الجميع عن معدلات الجريمة المرتفعة، ونقص الغذاء، واحتجاجات الطلبة». لكن إذا فرضت أميركا عقوبات على الحكومة، فسيمنح ذلك فرصة للنظام لإعادة تعبئة قاعدته من خلال «تحميل مسؤولية ما يجري على عاتق التدخلات الخارجية». وكان الرئيس الفنزويلي قد انتقد احتمال فرض عقوبات أميركية على بلاده، واصفاً الأمر بأنه «غباء»، بل إن متحدثاً باسم الحزب الاشتراكي الموحد الذي يرأسه «مادورو»، قال «إنه شرف لنا أن نُعتبر أعداء لأميركا». ولعل ما يعضد تخوف المعارضة تصريحات الرئيس نفسه، الذي اعتبر في مناسبات سابقة أن كل ما تعانيه البلاد من نقص في الحليب والدواء وبقية المواد الأساسية جزء من «الحرب الاقتصادية» التي تشنها الولايات المتحدة على بلاده، لكن تلك التصريحات بدأت تفقد مصداقيتها لدى الفقراء والطبقة العاملة في فنزويلا الذين يمثلون القاعدة الاجتماعية للرئيس مادورو، وكانوا من أنصار الرئيس الراحل، هوجو شافيز، قبل وفاته في السنة الماضية بعد قضائه 14 سنة في السلطة. وعن هذا الموضوع يقول المحلل السياسي، «كارلوس روميرو»: «أعتقد أن الرئيس ما زال قوياً، وإنْ كان يجلس على قنبلة موقوتة لم يتعامل معها حتى الآن بالمهارة اللازمة»، في إحالة إلى المشاكل الاقتصادية المستعصية في البلاد مثل ارتفاع التضخم وانقطاع التيار الكهربائي، وتقليل استهلاك المياه. وبحسب مؤسسة «داتاناليسس» المعروفة بمصداقيتها في إجراء استطلاعات الرأي، فقد تراجعت شعبية «مادورو» بعد أن أعرب أكثر من 59 في المئة من الفنزويليين، عن عدم رضاهم عن الرئيس، لكن رغم هذا الانخفاض في معدلات الشعبية لم تظهر الحكومة في «كراكاس» أية رغبة في الاعتدال، حيث أرسل «مادورو» في الأسبوع الماضي رجال الأمن لفض مخيمات الاعتصام وتفريق المتظاهرين بالقوة، كما تعهد المدعي العام في فنزويلا باتخاذ إجراءات متشددة ضد قادة المظاهرات. وكان تقرير أصدرته الشهر الجاري منظمة «هيومان رايتس ووتش»، قد أشار إلى عدد من التجاوزات الحقوقية، لجأت إليه قوات الأمن ضد الطلبة والمتظاهرين، كما أن أحد كبار رموز المعارضة المناهضة للرئيس، وهو «ليوبولدو لوبيز»، اعتُقل منذ ثلاثة أشهر، ولم يعرض بعد على المحكمة. وفيما انخرط الجناح الأكثر اعتدالاً للمعارضة الذي يتزعمه مرشح الرئاسة السابق، «هنريكي كابريليس»، في مباحثات مع «مادورو»، إلا أنه عاد ليوقفها خلال الأسبوع الماضي، قائلاً إن الحكومة تفتقد حسن النية. ولعل ما يدل على عدم جدية الحكومة في إجراء حوار بناء مع المعارضة، إصرار الحكومة على أن يرأس «لجنة الحقيقة» التي اتُفق على إنشائها للتحقيق في الجرائم المرتكبة طيلة الأشهر الثلاثة من المظاهرات، رئيس البرلمان، «ديوسدادو كابيلو» الذي يعتبر أحد رجال شافيز الذي ربما تهاجمه المعارضة أكثر من الرئيس نفسه، في حين أصرت المعارضة على استدعاء مجموعة من الوسطاء من دول أميركا اللاتينية ومن الفاتيكان، وهو ما استجابت له المجموعة التي ستزور كراكاس خلال الأسبوع الجاري. وبموازاة ذلك، لا تريد الأطراف المعارضة للرئيس أن تمنح الولايات المتحدة بعقوباتها المحتملة فرصة جديد لـ«مادورو»، كي يعبئ قاعدته ويحشد الناس، وهو ما يؤكده «ديفيد سمايلد»، الخبير في شوؤن أميركا اللاتينية، قائلاً «على غرار النظام الكوبي، تعتمد الحكومة الفنزويلية على الأيديولوجية الماركسية المناوئة للإمبريالية التي تقول إن الولايات المتحدة تريد سرقة نفط فنزويلا وإنها ستقوم بكل ما في وسعها لتقويض ثورتها، وطالما تستطيع حكومة «مادورو» إقناع الناس بهذه الفكرة، فلن تكون مطالبة بدفع الثمن السياسي نظير إخفاقاتها العديدة». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©