الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خبراء: الأمراض المنقولة عبر الحشرات ستزداد في الربيع الحالي والصيف المقبل

خبراء: الأمراض المنقولة عبر الحشرات ستزداد في الربيع الحالي والصيف المقبل
8 مايو 2012
يتوقع خبراء البيئة أن تُرصَد أطنان المبيدات الحشرية في الكثير من دول العالم في فصلي الربيع الحالي والصيف المقبل للقضاء على البعوض والقُراد والبق والحشرات المنتشرة في مختلف الأماكن بشكل يفوق ما كان عليه الأمر في السنوات السابقة. ولا يعني ذلك أن هذه المبيدات ستقضي على هذه الغازيات الحشرية الفصلية، بل إن اللسعات والعضات التي تشنها على البشر الراغبين في إبادتها ستزيد وتتضاعف. قد يشعر بعض القراء الذين سبق لهم أن عانوا من آثار عضات البعوض برغبة في الحك بمجرد سماعهم هذا النبأ في استرجاع لذكرى عضة سابقة مؤلمة، وقد يكتفي آخرون برسم عبوس على وجوههم تجهماً بما ينتظرهم في فصل يخططون لقضاء معظمه في الاسترخاء والاستجمام دون منغصات أو مشوشات. يقول جاري سيمون، مدير قسم الأمراض المعدية في كلية الطب بجامعة جورج واشنطن، “إن أول خبر سار يمكننا زفه للناس هو أن غالبية أنواع العدوى التي تنقلها هذه الحشرات خطيرة، لكنها نادرة لحسن الحظ. إذ يندُر أن نسمع عن انتشار واسع لإصابات بالعدوى المسببة لالتهاب الدماغ وفيروس حمى غرب النيل مثلاً”، مشيراً إلى أن حمى الضنك والملاريا وغيرها من الأمراض الناتجة عن فيروسات منتقلة عبر لسعات البعوض تحدث فقط في أقاصي المناطق المدارية والاستوائية. ولتفادي الوقوع فرائس لهذه الجحافل الحشرية من مصاصي الدماء، ينصح جاري باتخاذ مجموعة من التدابير الاحتياطية لاتقاء لسعاتها مثل عدم العيش في بيوت محاطة بالبرك أو المستنقعات باعتبارها مكاناً خصباً لتكاثر مثل هذه الحشرات، مع الحرص على استخدام المنتجات الطبيعية المستخدمة في طرد الحشرات مثل الزيت العطري المستخلص من ليمون شجر الكافور (أوكاليبتوس). مبعث القلق غير أن مبعث القلق الأكبر في فصلي الربيع والصيف يبقى القُراد، يقول توماس ماثيو، أستاذ علم الحشرات والصحة العامة ومدير مركز فيكتور بورن للأمراض بجامعة “رود آيلاند”. فالقُراد يُعد من أكثر الحشرات التي تُشكل خطورةً على الصحة العامة. ويشرح توماس مكمن هذه الخطورة قائلاً “بصفة عامة، هناك أعداد أكثر من القُراد في القرى والمدن أكثر من أي وقت مضى”. ويضيف “لدينا هنا في أميركا قُرادات تأتي من الجنوب، وقرادات الغزال المخموجة تأتي من الشمال وعدد من الضواحي من قبيل محافظة “لندن كاونتي” وفيرجينيا، فهاتين الأخيرتين لديهما مشكلة عويصة مع القُراد”. ولعل أخطر ما في أمر هذا القُراد هو أنه أصبحت لديه القدرة على نقل أمراض إلى الإنسان عن طريق اللسع والعض أكثر مما كانت لديه سابقاً، بما في ذلك داء اللايم ومرض الصفيرة الذي يصيب الأبقار أيضاً والمشابه من حيث أعراضه للملاريا، وداء إرليخ الذي يصيب القطط كذلك، وداء أنابلازموسيس الذي يصيب الإبل والكلاب، وهذان المرضان يُصنفان كلاهما ضمن أنواع العدوى التي يمكن أن تُصبح قاتلةً في حال لم يتم علاجها. وحسب إحصاءات مراكز مراقبة الأمراض والوقاية، فإن الإصابات بداء اللايم وبعض الأمراض النادرة المنقولة عن طريق القُراد ارتفعت بشكل حاد في صفوف البشر خلال العقد الماضي، كما أنها شهدت انتشاراً أسرع في عدد من المدن والبلدان. ويقول توماس “في وقتنا الحالي، صار القُراد الصغير الذي لم يبلغ بعد يحمل تشكيلةً من الأمراض، وهو شبيه بمقاتلات الشبح التي تستخدم تقنية التخفي، والمستعدة لتفريغ حمولاتها من الأمراض والأدواء في أي وقت”. ويضيف “أظهرت دراسة حديثة أن قُرادةً واحدةً من أصل كل أربعة أو خمسة قُرادات غزال مخموجة مثلاً تحمل عدوى اللايم، وغالبيتها تحمل أكثر من مرض واحد”. وينصح توماس وخبراء آخرون بالحرص على الابتعاد عن الأماكن التي يوجد فيها القُراد. كما يعبرون عن قلقهم بشأن الناس الذين يعيشون في أحياء تستوطنها القُرادات. اعرف عدوك يقول بول بيلز، طبيب متخصص في تشخيص وعلاج داء اللايم في مؤسسة الصحة المدمجة الوطنية، “إن الغالبية العظمى من مرضانا الذين يتعرضون لعضات القُراد المسببة لداء اللايم يُصابون بأنواع عدوى أخرى مشتركة في الوقت نفسه”، بما فيها حمى خدش القطة الذي يمكن أن ينتقل عبر عضات القُراد والبعوض، وكذا عبر مرض الصفيرة وداء الإرليخ. ويشير بيلز إلى أن معدلات العدوى قد ترتفع خلال السنة الجارية. ويضيف “مرت سنتان على آخر مرة انتشر فيها داء اللايم في عدد من المناطق الأميركية بسبب وفرة حصاد فاكهة البلوط وما صاحبها من غزو للقوارض والجرذان والفئران بيضاء الأرجل. وعادةً ما تظهر بوادر هذا المرض عقب شتاء خفيف وربيع مبكر أو سابق لأوانه. ويبدو واضحاً أن هذه السنة ستشهد مجدداً انتشار داء اللايم وغيرها من الأمراض المنتقاة عبر عضات القُراد”. وبصيغة أخرى، حتى لو لم تتعرض إلا لعضة واحدة من قُراد ما في مكان ما، فإن ذلك يعني أن احتمالات إصابتك بمرض بسبب هذه العضة الوحيدة تبقى مرتفعةً بالمقارنة مع السنة الماضية. ويضيف توماس “احتمالات الإصابة ما زالت في صالحك إلى الآن. لكن يبدو أنه سيوجد هناك حتماً بضع أشخاص غير محظوظين سيتعرضون لعضات قُرادات معدية ويمرضون. فالأمر يتعلق أساساً برطوبة الجو نسبياً. وإذا جاء شهر يونيو المقبل أكثر جفافاً، فإن ذلك سيعجل بموت القُرادات الصغيرة غير البالغة”. ويرى توماس أنه آن الأوان ليصبح الناس أكثر ذكاءً في التعامل مع انتشار هذه الحشرات، وخصوصاً بعد أن تبين أن أعراض داء اللايم وباقي الأمراض المنقولة عبر الحشرات يصعب تشخيصها وسرعة كشفها. وفي هذا الصدد، يقول بيلز “قد لا يشعر المرء بالعضة الأولى، وقد لا يلاحظ ظهور أي أعراض إلا بعد أن يرى الأشخاص المحيطون به احمرار عينيه مثلاً، أو وهن قواه دون سبب. وينصح بيلز بالانتباه إلى تلك الأعراض المفاجئة ومجهولة السبب التي تصيب الشخص من قبيل الحمى أو قشعريرة البرد رغم سخونة الجو أو التعب المزمن أو ألم المفاصل وصداع الرأس وغيرها من الأعراض التي تستفحل وتتفاقم مع الوقت. بذرة الخشخاش من بين العوامل الأخرى التي تزيد الأمر تعقيداً هو كون فحوص المختبرات المعيارية المستخدمة لتشخيص الأمراض المنقولة عبر الحشرات ما زالت غير موثوقة. ففي سبعين في المائة من الحالات، لا تُظهر الفحوص الروتينية أثراً لداء اللايم مثلاً لدى المصابين به فعلياً، يضيف بيلز. ولذلك يعتبر الباحثون أن أفضل طريقة للوقاية من عضات الحشرات المعدية تبدأ بمعرفة هذا العدو. ويقول توماس “لا يتعلق الأمر هنا بقُرادات ضخمة أو كبيرة تزحف على سطح رأسك، بل بحشرة في حجم بذرة الخشخاش تزحف إلى أماكن حساسة في جسمك، حيث لا يراها أحد”. وينصح بيلز بالتحقق من عدم التعرض لعضات الحشرات في فصلي الربيع والصيف بعد ارتياد الحدائق والمتنزهات، وبعد لعب الجولف، وبعد ممارسة البستنة، أو عند الوجود في أي مكان آخر يشيع فيه وجود الحشرات من بق أو قراد أو بعوض. ويوصي بليز بالانتباه إلى مواضع خاصة في الجسم مثل ما وراء ثنية الركبة، وتحت الإبط، وحول الخصر وخطوط حمالات الصدر وموضع الملابس الداخلية. وبالإضافة إلى هذا، يجدُر التذكير بأنه من المهم جداً الاهتمام بمعالجة الحيوانات الأليفة بانتظام، خاصة تلك المعرضة أكثر لعضات القُراد والحشرات المعدية كالكلاب والقطط والإبل. وعلى مستوى الحماية، ينصح توماس باتباع التعليمات الخاصة بمكافحة عضات الحشرات بعناية. ويضيف أن المنتجات الطاردة للحشرات المحتوية على زيوت “ديت” الصفراء والتي تُتيح إبعاد الحشرات لوقت قصير نسبياً تبدو أقل فعاليةً من الملابس الواقية من الإصابة بعضات الحشرات بفضل احتوائها على المركب الكيميائي “بيرميترين” القادر على الفتك بالقُرادات والحشرات حتى بعد غسلها مرات متكررة. وقد سبق لتوماس أن شارك في دراسة أظهرت أن ارتداء ملابس معالَجة بمركب “بيرميترين” تُسهم في تقليل مخاطر التعرض لعضات الحشرات بشكل كبير. وتوصل توماس وزملاؤه في هذه الدراسة إلى أن المشاركين الذين استخدموا ملابس معالَجة بالبرميترين تعرضوا لعضات الحشرات ثُلُث المرات التي تعرض فيها المشاركون الآخرون الذين كانوا يلبسون ثياباً عاديةً غير معالجة. ووجدت دراسة حديثة أخرى أن العمال الذين يعملون في فضاءات مفتوحة بأزياء معالَجة بمركب “بيرميترين” انخفضت لديهم عضات الحشرات بنسبة 93% بالمقارنة مع العمال الآخرين الذين يرتدون ملابس عادية. ويقول توماس إنه يطلي أحذية كافة أفراد أسرته بمنتج يحوي “البيرميترين” مرةً واحدةً في الشهر، ويدافع عن ذلك بالقول “هذا الأمر يسمح لي بحماية نفسي وأسرتي من عضات القُراد والبعوض في فصلي الربيع والصيف خصوصاً”. هشام أحناش عن “واشنطن بوست”
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©