القاهرة (الاتحاد)
خارجة بن زيد بن ثابت الأنصاري النجاري، كنيته «أبو زيد»، ثقة كثير الحديث، أحد فقهاء المدينة السبعة، أبوه من كبار صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وكاتب الوحي.
تميز بأناقته وحُسن مظهره ووجاهته، تبدو عليه أثار النعمة والثراء، من الشخصيات البارزة في ميدان الفقه، والذين أثروا الدعوة الإسلامية بأثارها الطيبة، ففي خلافة عثمان رضي الله عنه كان ممن أُسند إليهم كتابة المصحف.
عُرف بخصال نبيلة وسمات جليلة، كثير التفكر والتدبر في معاني آيات القرآن الكريم، ما لبث حتى ارتفع ذكره، وبزغ نجمه، وحين استوى علمه جلس للإفتاء في مسجد المدنية، أقبل عليه الناس ينهلون من علمه ويُستفتيهم في أمورهم وكان عمر بن عبد العزيز يعرف له قدره ومكانته، لما ولي الإمارة، طلب إليه أن يقدم له النصيحة، فيما يعرض له من أمور الفتيا والقضاء.
كتب عمر بن عبد العزيز أن يعطى خارجة ما قطع عنه من الديوان، فكره أن يخصه أمير المؤمنين بحقه، وطلب أن يكون ذلك عامّا لكل من قطع عنهم نصيبهم من الديوان، وقال: إني أكره أن يلزم أمير المؤمنين من هذا مقالة، ولي نظراء، فإن عمهم أمير المؤمنين بهذا، فعلت وإن هو خصني به، فإني أكره ذلك له، فكتب عمر: لا يسع المال لذلك، ولو وسعه لفعلت. تلقى العلم على أيدي جمع كبير من الصحابة رضي الله عنهم، روى عن أبيه وعمه يزيد وأسامة بن زيد وسهيل بن سعد وعبد الرحمن بن أبي عمرة وأمه أم سعد بن الربيع وأم العلاء الأنصارية. تتلمذ على يديه كبار الأئمة والعلماء الذين نشروا علمه في المدينة وفي كافة الأقاليم الإسلامية، حيث روى عنه ابنه سليمان وابنا أخويه سعيد بن سليمان بن زيد بن ثابت وقيس بن سعد بن زيد وعبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان وابنه محمد بن عبد الله، ومجالد بن عوف وأبو الزناد، وأبن شهاب الزهري وعثمان بن حكيم والمطلب بن عبد الله بن حنطب ويزيد بن قسيط وغيرهم. عاش سبعين عاما، توفي في العام تسعة وتسعين هجرية، وقيل في العام مئة، ودفن بالبقيع.
عدد اليوم
