الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

القاص السوري محمد مينو يكتب قصة رحيله في دبي

القاص السوري محمد مينو يكتب قصة رحيله في دبي
19 سبتمبر 2016 23:08
أبوظبي (الاتحاد) فقدت الساحة الثقافية في الإمارات صباح أمس (الاثنين 19 سبتمبر 2016) الكاتب والقاص السوري محمد محيي الدين مينو الذي وافته المنية في دبي التي يعمل ويقيم فيها منذ سنوات طويلة بعيداً عن الأهل والوطن. والفقيد ليس كاتباً وقاصاً وناقداً أدبياً فحسب، وإنما هو رجل تربوي عمل في التدريس قرابة ثلاثين عاماً، توزعت بين سوريا موطنه الأصلي والإمارات، قدم خلالها إسهامات عديدة على الصعيدين التربوي والثقافي. وقد تميز محمد محيي الدين مينو بجهوده التوثيقية على صعيد البحث، وبجهده النقدي على صعيد القراءات الأدبية الخاصة بفن القصة القصيرة، التي يقول عنها: «ظلّت القصّة القصيرة حتّى عهد قريب عالةً على النقد الأدبيّ، وكأنّها فنّ هجين، لا نظريّةَ له، تتعامل بوضوح مع معطياته ومنجزاته، فهي في منظورنا النقديّ التقليديّ حكاية Fabula فحسب، تستوي فيها مختلف أنواع السرد القصصيّ الأخرى من رواية وقصّة وخرافة ونادرة ومقامة وأسطورة.. ولعلّ الطبيعة اللدِنة للقصّة القصيرة – وهي طبيعة لا تستقرّ على شكل فنّيّ واحد – قد أسهمت في هذه البلبلة النقديّة، وربّما أوقعتها في شَرَك الرواية وأهلها بطريقة أو بأخرى، وصار هؤلاء ينظرون إليها نظرة صَغَار، ولا سيّما الناقد المجريّ جورج لوكاتش Georg Lukacs الذي عدّها شكلاً من الأشكال الملحميّة الثانويّةMinor epic forms. وهذه النظرة إلى القصّة القصيرة لا تكاد تختلف عن النظرة القديمة إلى القصّ عموماً، إذ عدّه بعضهم – وهو ينظر إلى طبيعته الخلاّقة - بدعةً كاذبةً، وازدرى أهله، واتّهمهم بالغفلة والحمق تارةً وبالضلالة والكذب تارةً أخرى». وللراحل رأي مقدر في ما يخص تقنية كتابة القصة القصيرة التي يرى أن «بناءها الفني يتميّز من البناء الفنّيّ للرواية، فلكلٍّ منهما تقنيّته، ولكلٍّ منهما طبيعته ووظيفته، وإنّ اتّفقتا في العناصر، والتقتا في الأهداف. وقد تنبّه بعضهم – ولا سيّما الكاتب الأمريكيّ إدغار ألن بو (1809 – 1852) إلى ضرورة تمييز هذه من تلك، فسعى إلى تقنين القصّة القصيرة كشكل فنّيّ يخالف الرواية في بنائه وشكله وهدفه، ورأى أنّ قِصرها لا يعني روايةً مبتورةً أو موجزةً، بل يعني نوعاً وشكلاً مختلفاً، ولكنّ نقدنا العربيّ الحديث ظلّ يعامل القصّة القصيرة معاملةً مهينةً، وكأنّها سرد Narration فحسب، وراح يحلّل بناءها السرديّ أفقيّاً وعموديّاً، ويقلّبه على صفيح ساخن، بل ينظر إلى عناصر البناء الفنّيّ للقصّة القصيرة من خلال علاقة كلّ منها بالسرد وحده، فإذا كنّا يوماً تحت سطوة الرواية ونقّادها، فنحن اليوم أسرى السرد ونظرياته ونقّاده». ولعل أبرز ملامح الإبداع الخاص بالراحل يتمثل في إخلاصه، حيث يقول في مقدمة كتابه «مقاربات في القصة القصيرة»: أخلصتُ للقصّة القصيرة إخلاصاً كبيراً، ورحت بشغف أكتب عنها دارساً لا مؤرّخاً ولا ناقداً، وأسعى ما وسعني الجهد إلى تخليصها ممّا لحق بها من الأدران، وما أحاق بها من ظلم وخلاف واضعاً في الحسبان التقنية Technicality قبل أيّ اعتبار آخر، فلعلّني أستطيع أن أضع بين يدي أدبائنا الشباب وطلاّبنا ومدرّسينا معاً حدوداً واضحة المعالم لهذا الفنّ اللدِن الذي لم يستقلّ بعدُ بنظريّته ولا نقده، والذي ظلّ على المدى عرضةً للتطوّر، يحتاج إلى رصد دائم واهتمام بالغ، وأنا لا أدّعي هنا أنّني قد استطعت أن أتخلّص من براثن نقد الرواية وسلطة نقّادها، أو أنّني قد أتيت بما لم يأت به الأوائل. هي مجرّد مقاربات Approaches أولى، لا تؤسّس نظريّةً، ولا تبني قصوراً منيفةً، وإنّما تلملم أشلاء مبعثرةً هنا وهناك برفق، افتقدناه طويلاً في علاقاتنا وحيواتنا. والقصّة القصيرة وجهنا الحقيقيّ الذي نحاول دائماً أن نخفيه بمختلف الوسائل عن الأعين والألسن معاً، وكأنّها مرآة حقيقيّة، تتناثر عليها تناقضاتنا الصارخة وخفايانا الفاضحة». ولد محمّد محيي الدين مينو بمدينة حمص في سورية 4/‏ 7/‏ 1956. وحصل من جامعة دمشق على إجازة في اللغة العربيّة وآدابها 1980، ودبلوم الدراسات الأدبيّة 1981، وماجستير في الآداب 1988. وعمل معلّماً ومدرّساً، فمعيداً بقسم اللغة العربيّة وآدابها في كليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة في جامعة البعث في حمص، ومنذ عام 1992 عمل مدرّساً للغة العربيّة في إحدى مدارس دبيّ الثانويّة، كما عمل موجّهاً للغة العربيّة في منطقة الشارقة التعليميّة. • نال جائزة مجلس مدينة حمص الأولى للقصّة القصيرة 1998، وجائزة غانم غباش الأولى للقصّة القصيرة 1998 والتقديريّة 2001، وجائزة قصّة الطفل العربيّ الثانية 1999. وهو عضو اتّحاد الكتّاب العرب في سورية، وعضو اتّحاد كتّاب وأدباء الإمارات. له عدة مؤلفات أهمها: الدائرة: قصص قصيرة، 1981، العالم للجميع: قصص للأطفال، 1995- شعر عمرو بن أحمر الباهليّ: دراسة وتحقيق، 1999- أوراق عبد الجبّار الفارس الخاسرة: قصص قصيرة، اتحاد الكتّاب العرب في دمشق 1999- قصّة الطفل العربيّ: دراسة (مشترك)، الهيئة العليا لقصّة الطفل العربيّ في أبوظبي 1999- الغوّاصون السبعة: قصّة طويلة للأطفال، الهيئة العليا لقصّة الطفل العربيّ في أبوظبي 1999. فنّ القصّة القصيرة: مقاربات أولى، منطقة دبي التعليميّة 2000 و2007 - مملكة الكراسي الخشبيّة: قصص للأطفال، اتحاد الكتّاب العرب في دمشق 2001 و«تجارب جديدة في القصّة السوريّة القصيرة في جزأين: الأول، عالم عبد الحليم يوسف التعبيريّ 2004. والثاني، عالم خطيب بدلة السرديّ 2005. وفي المجال التربوي أصدر عدة كتب منها: - كتب اللغة العربيّة للصف الرابع الابتدائيّ (مشترك)، وزارة التربية والتعليم في الإمارات 2006/‏ 2007. - كتب اللغة العربيّة للصف الخامس الابتدائيّ (مشترك)، وزارة التربية والتعليم في الإمارات 2007/‏ 2008. - القصّة القصيرة في الإمارات: الأصوات الجديدة (مشترك)، دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة 2006. - يوم تعرّى النهر: قصص قصيرة، اتحاد الكتّاب العرب في دمشق 2008. اتحاد الكتاب ينعى الفنان الإماراتي حسن شريف والقاص السوري محمد مينو أبوظبي (الاتحاد) نعى اتحاد كتاب وأدباء الإمارات الفنان التشكيلي الإماراتي الكبير حسن شريف الذي انتقل إلى رحمته تعالى أمس الأول (الاحد 17 سبتمبر 2016)، وجاء في بيان أصدره أمس أن الاتحاد يشعر ببالغ الألم لرحيل أحد أهم رموز الثقافة الإماراتية عموماً والحركة التشكيلية الإماراتية خصوصاً، حسن شريف الفنان المعلم الذي أثارت أعماله أسئلة في معنى الحياة كما في معنى الفن، واكتسب بمنجزه الإبداعي شهرة تردد صداها في المحافل العربية والعالمية، لكنه لم يبد في لحظة من اللحظات مكترثاً بها، وذلك لانشغاله العميق بتفاصيل المغامرة الإبداعية التي كان يخوض غمارها. وأضاف الاتحاد في بيانه أن الألم كبير برحيل حسن شريف، لكن العزاء في الروح التي ستظل حاضرة من خلال أعماله، ومن خلال امتدادات تجربته في جيل عريض من الفنانين التشكيليين الإماراتيين. وفي بيان مماثل نعى الاتحاد القاص والناقد السوري محمد محيي الدين مينو الذي وافته المنية صباح أمس (الاثنين 19 سبتمبر 2016) في دبي محل إقامته منذ سنوات طويلة، وجاء في البيان أن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات خسر برحيل مينو واحداً من أعضائه النشطين الذين أسهموا عبر السنوات الماضية في كثير من فعالياته لا سيما نادي القصة في الشارقة، حيث شارك في كثير من أمسياته وندواته وكانت له بصماته على مسيرة النادي. وأشاد الاتحاد بجهود الراحل في متابعته للحركة الأدبية الإماراتية، ورصده لها عبر أكثر من مؤلف، فضلاً عن منجزه الإبداعي في مجال القصة القصيرة التي يعد واحداً من كتابها المتميزين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©