الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

توريه من كوكب آخر

15 يناير 2014 23:12
بالقطع لن أخالف لا الإعلاميين ولا النقاد ولا المدربين الذين جعلوا من العملاق والسقاء الرائع للسيتزن، الإيفواري يحيى توريه أفضل لاعب أفريقي لسنة 2013 ومنحوه من الألقاب والنياشين ما يستحقه لاعب طبع السنة بالكثير من الإبداعات الفردية والجماعية الجميلة، لن أخالفهم لأن توريه كما قدم ويقدم نفسه منذ سنوات، منذ أن مر على البارسا وانتمى للكتيبة الخارقة التي طبعت كرة القدم الحديثة بفلسفة التيكي تاكا، يتمثل كل العناصر التي تساعد على التميز بل والتفرد برغم أن الفيل الإيفواري يلعب دور السقا، دور حامل الماء الذي يروى عطش الآخرين ويتقدم بهم إلى القمم ليبقى حيث هو. لن أختلف لأنني موقن من أن الخاصيات الفنية والأبعاد الرياضية والتكتيكية تجعل من يحيى الأجدر بحيازة تاج التميز، إلا أن الرائع في بلوغ هذا اللاعب بالطول الفارع الذي يتمتع به هذا التتويج الجميل هو أننا جميعا نحتفل بلاعب مبدع ومفكر قلما نجد مثيل له بين النجوم الذين يبدعون في فضاء الكرة العالمية ويحتلون مساحات كبيرة في فضاء الصحافة، القصد أن يحيى توريه ينظر لكرة القدم من زاوية مختلفة، إنه لا يعتبرها مدرة للمال والشهرة فقط ولا يراها جسراً لتسلق الطبقات والهروب من جحيم الحاجة والفاقة والعوز فحسب، لكنه يراها نمطاً للحياة وفلسفة تحقق الذات، لقد علموه أن كرة القدم مثل علم في مختبر. مر علي قبل أسابيع حوار غير عادي أجرته مجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية مع يحيى توريه، حرصت على أن أقرأه مرات عديدة لكم الرسائل الإنسانية والقيم الإحترافية التي يصدرها، وانتهيت إلى التعرف على عمق هذا الفتى الذي انتمي في سن مبكرة لأكاديمية أنشأها الفرنسي جان مارك جيو أحد النجوم السابقين للكرة الفرنسية بأبيدجان عاصمة كوت ديفوار، أكاديمية فيها آمن بأنه حصل على فرصة فريدة للهروب ولتغيير نمطه فما فرط فيها، وأكاديمية علمته ماذا تكون كرة القدم اللعبة والتحدي والحياة، فأجاد القبض على كل التفاصيل، لقد عرف كيف يلعب كرة القدم وكيف يفهم كرة القدم، لأن من يفهم أبعاد وأحجام اللعب، ومن يتوغل عميقاً في الأسرار الكامنة وراء وضع الخطط وهندسة التدريبات يستطيع أن يصل درجة متقدمة في الإبداع. يصل يحيى توريه في التعريف بموجبات النجاح إلى درجة وصف نفسه بالآلة التي برمجت بشكل يساعد على فهم الأشياء وإخضاع كرة القدم بكل متناقضاتها للمنطق، لذلك يشعر توريه بسعادة غامرة لأنه جنى من إخلاصه لكرة القدم ومن شغفه بها كل هذه النجاحات التي حققها ومازال يحققها. drissi44@yahoo.fr
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©