الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحناء··· زينة الإماراتيـــــة في العيــد

الحناء··· زينة الإماراتيـــــة في العيــد
12 يناير 2006
هناء الحمادي:
بينها وبين المرأة 'قصة جمال' لا تنتهي فصولها أبداً··· رافقتها منذ الزمان الغابر والعصور القديمة، بل ربما كانت وسيلتها الأولى للتزين والحصول على تلك اللمسة الأنثوية الجميلة التي تطلق في روحها عصافير الهناء لتزقزق عالياً في سماء بيتها المفتوحة··· وفي رحلتها الطويلة تعددت فصول الحكاية وأضافت لها المرأة في كل يوم فصلاً جديداً ما تزال ترويه كقصة جمال تتكرر··· أما بطلة الحكاية فهي الحناء··· هذه العجينة التي وجدت فيها المرأة سراً من أسرار الجمال··· ولوناً فريداً من ألوان الأنوثة التي ابتدعته وطورته بأناملها الناعمة، ثم سرعان ما صار فناً شعبياً له عشاقه، وواحدا من عناصر الجمال لا تكتمل زينة المرأة إلا به·
الحناء، قديم كما يقال، لكنه سيظل جديدا بكل المقاييس، وما هو مؤكد انه سيظل منافسا لنتاجات بيوت الزينة ومستحضرات التجميل العصرية·
ومناسبة حديثنا اليوم عن الحناء يأتي من منطلق أنها ترتبط بالأعياد والمناسبات، فنجد المرأة وخاصة في العيد تسارع إلى أقرب صالون لتخضب يديها وقدميها بأجمل نقوش الحناء التي تتفنن خبيرات النقش اليوم في إبداع أجمل وأحدث خطوط نقشها، سواء النقش الهندي أو النقش ذي الرسومات والورود·
فتجميل الأيدي والأقدام بالحناء عادة محببة في الأفراح والمناسبات السعيدة، فضلاً عن أنها من مظاهر الفرح بحلول العيد عند النساء في الخليج عامة والإماراتية خاصة·
الحناء كانت موضوع لقائنا مع خبيرة النقش على الحناء أمل كانو ـ من صالون كازابلانكا:
تقول أمل كانو: 'الحناء وسيلة تجميلية عرفتها المرأة منذ القدم وهي من أهم الأدوات التي تستعملها المرأة للتزيين، وإذا كانت مرتبطة بالأفراح والمناسبات السعيدة في أي وقت، فهي سمة من سمات العرس الخليجي عامة والإماراتي بصفة خاصة، وتمارسها النساء ضمن عادات وتقاليد العرس الذي لم يتغير حتى الآن·
حنّونا من حنّاكم
فقبل الزفاف بيوم تخضب العروس يديها ورجليها بالحناء، وتسمى 'ليلة الحنَّة' وكانت لهذه الليلة طقوس تمارسها السيدات، حيث تجتمع قريبات العروس وصديقاتها ونساء الحي حول العروس وهي تجلس في وسطهن على فراش مخصص لهذه الليلة، ويضربن على الدفوف ويغنين الأهازيج والأغاني ويرقصن فرحا بالمناسبة، والمرأة التي تقوم بتزيين العروس بالحناء تسمى (بالمحنية) ومن الأهازيج التي كن يرددنها:
حنونا من حنّاكم
ترى إحنا نمشي وراكم·
وتتابع أمل حديثها عن 'حنّة' العيد فتقول: عند حلول العيدين (الفطر والأضحى) تعبر المرأة عن فرحتهما بها بأن تتزين بالحناء، وفي الماضي كانت النساء تتخضب بالحناء قبل العيد بيومين أو ثلاث ويكررن الحناء عدة مرات حتى يحصلن على اللون الأحمر الغامق المائل إلى الخمري، كما 'تتحنى' البنات الصغيرات اللاتي يسعدن كثيرا بها، أما اليوم فقد أصبحت الصالونات مليئة بالنساء اللاتي يقدمن هذه الخدمة، ويتفننَّ في النقش والزخارف لتعطي الأيدي والأقدام لونا مائلا إلى الأحمر الداكن أو اللون الأسود·
حناء زمان
اختلفت أشكال الحناء اليوم عنها في أيام زمان، حيث كانت النقوش في ذلك الوقت مختلفة ولكل رسمة اسم، فنقش 'القصة' و'ابوالبيطان' للعروس والمتزوجات من الشابات، أما الفتاة قبل الزواج فكان عليها أن تتخضب على شكل 'الغمسة' وهي طلاء اليد كاملة كالقفاز، وكذلك الكبيرات في السن يتحنين بنقش الغمسة و'الجوتي' أي تطلي أرجلها بالحناء وكأنها تلبس الحذاء البوت، أما اليوم فقد طغت رسمات ونقوش حديثة وجميلة فهناك النقش الهندي، والنقش برسومات على شكل زخارف أو أوراق، وعادة ما تكون النقوش بحسب طلب الزبونة، ولا توجد منطقة محظورة في الجسد، حيث تفضل بعض النساء أن يكون النقش على كامل الرجلين من أسفل القدم حتى أعلى الفخذ، وبالنسبة لليدين فمن الكف والمعصم حتى الكتف، إضافة إلى الظهر والصدر أحيانا، وفي بعض الأحيان تأتينا نساء متزوجات يطلبن أشكالا من الرسومات والنقوش التي يحددها الأزواج أحيانا، أو تتناسب مع رغباتهم، كما أن بعض الفتيات العازبات في بعض الأحيان يفضلن أن يكون النقش على كامل اليدين والرجلين، وتضيف أمل: هناك عدد محدود من النساء يطلبن النقش بصورة مستمرة مرة أو مرتين في الأسبوع، أما الأغلبية فيطلبنه في مناسبات معينة كالأعياد وحفلات الزفاف·
عجينة الحناء
وحول كيفية عمل عجينة الحناء تقول أمل كانو: في السابق كانت الحناء تعجن بالماء والليمون اليابس، وتتحنى بها المرأة أكثر من مرة حسب اللون الذي ترغبه، فإذا رغبت في الحصول على اللون الأحمر فإنها تتحنى مرتين، وإذا رغبت في الحصول على اللون الغامق المائل إلى السواد تتحنى أكثر من مرتين، أما اليوم فدخلت مواد كيماوية في صنع عجينة الحناء، وهناك بعض الصالونات تضع من 'البترول' في الحناء أثناء العجن، حتى يعطي اللون الأسود أو البني الغامق· وتضيف أمل: منذ سنوات طويلة وأنا اعمل محنية وخلال هذه الفترة صممت المئات من الرسوم والنقوش إرضاء للأذواق المختلفة، ومن خلال خبرتي لاحظت إن الإماراتية من أكثر الجنسيات حباً للتزين بالحناء، وكذلك أرقى ذوقاً في اختيار تصاميم الحناء فهي خبيرة في النقوش ودائماً تبحث عن الجديد·وأضافت: ونظراً للإقبال الكبير على هذه النوعية من الزينة كثرت مراكز التجميل في جميع أنحاء الدولة وتبارت الصالونات وبيوت التجميل وأيضا بعض المواطنات الفنانات في الرسم بإعداد كتالوجات تضم رسوماً ونقوشا مختلفة، وكما شمل التطور كل شيء في حياتنا العصرية كان لابد أن يدخل الكثير من التطور والتعديل في فن الحناء لتصبح وسيلة تجميل عصرية فمثلاً الآن اختصارا للوقت استخدمت معاجين تصنع على هيئة قمع تسهل عملية الرسم والنقش، بينما في السابق كن يستخدمن أعواد الثقاب في الرسم والتي تأخذ الوقت الطويل والجهد وهي أداة قديمة· وحول أكثر من يقبل على الحناء تؤكد الخبيرة أمل أن الفتيات الصغيرات يقبلن أكثر على رسومات خفيفة ولا يحبذن الحناء على أطراف الأصابع ويفضلن تلوين الأظافر 'بالمناكير'، أما السيدات فيملن إلى النقوش الهندسية المميزة بخطوط دقيقة كالأشكال الهندسية وورود صغيرة وهي الشائعة·
أسعار العيد 'غير'
وعن الأسعار تقول أمل: لكل رسمة سعر، والسعر يعتمد على الجهد المبذول والوقت الذي يستغرقه النقش؛ فالبعض منهن يكتفين بالرسم في كف اليد فقط وأخريات يرغبن أن تكون الرسومات إلى الكتف، لكن النقوش الصغيرة أغلى بشكل عام، حيث يبدأ السعر بخمسين درهماً لرسم اليدين، ويزداد السعر حسب الطول ونوع النقش، أما حناء العروس فتتراوح بين 450 درهما إلى 1000 درهم في حال ذهبت إليها المحنية في المنزل بينما يقل السعر إذا حضرت العروس إلى الصالون، وترتفع الأسعار في المناسبات والأعياد نظراً للإقبال الكبير والزحمة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©