الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ذا هيل»: على إدارة ترامب فضح خداع حكام قطر ودعمهم الإرهاب

«ذا هيل»: على إدارة ترامب فضح خداع حكام قطر ودعمهم الإرهاب
31 يوليو 2017 01:11
دينا محمود (لندن) لا تزال وسائل الإعلام العالمية التي تغطي تطورات الأزمة التي تضرب الخليج بسبب السياسات القطرية المتعنتة وعناد الدوحة ورفضها العودة إلى الصف الخليجي، تدعو إلى تشديد الخناق على «الإمارة المعزولة» وعدم الاستجابة إلى أي دعوات تستهدف تخفيف الضغط عليها قبل أن تتخلى عن سياستها التخريبية المُزعزعة للاستقرار. صحيفة «ذا هيل» الأميركية، دعت إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى كشف «حقيقة حكام قطر ودعمهم الجماعات الجهادية المتطرفة التي تريد تصدير الإرهاب إلى أوروبا وأميركا». كما تدعو الصحيفة، في مقالٍ للكاتب كينيث آر.تيمرمان، إلى ضرورة جعل السياسات المناوئة للإرهاب التي تنتهجها الولايات المتحدة أكثر فعالية، عبر نقل قاعدة «العديد» الجوية الأميركية من قطر إلى «أراضٍ صديقة بشكلٍ أكبر مثل الإمارات»، وذلك في ظل محاولة الدوحة استغلال مسألة وجود هذه القاعدة على الأراضي القطرية كورقةٍ تستخدمها ضد الولايات المتحدة. كما لا يتردد تيمرمان في المطالبة بأن يجري كذلك نقل القوات التي تستخدم قاعدة «إنجرليك» الجوية الموجودة في تركيا إلى إقليم كردستان العراق. ويشير الكاتب الأميركي المخضرم إلى أن هذا الأمر يرجع إلى كون تركيا «حليفاً قوياً لقطر، ودولةً معاديةً على نحوٍ متزايد لمصالح الولايات المتحدة وحلفائنا». ويشدد تيمرمان على أن نقل هاتين القاعدتين من قطر وتركيا، سيؤدي إلى تعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط على المدى البعيد «وإبعاد قواتنا عن قبضة نظامين مناوئين لأميركا». ورغم أن الكاتب يقر بأن عملية النقل هذه ستتطلب تكاليف يتحملها دافع الضرائب الأميركي على المدى القصير، فإنه يشدد على أن هذه الخطوة ستقود «على المدى البعيد، إلى تعزيز الوضع الأمني في المنطقة وإنقاذ حياة الأميركيين»، في إشارة إلى أن حرمان الحكومتين القطرية والتركية من أي دعم غربي، قد يجبرهما على وقف دعم جماعات إرهابية تنفذ هجمات تطال الأميركيين كما غيرهم من الجنسيات داخل الشرق الأوسط وخارجه. ويوجه تيمرمان انتقادات للسياسات التي انتهجتها إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما حيال مسألة مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط، قائلاً إن وجود هذه الإدارة في البيت الأبيض كان يعطي القطريين شعوراً بأن بوسعهم الاعتماد على واشنطن لدعم مواقفهم. ويعزو الكاتب ذلك إلى «تفضيل أوباما وكبار مستشاريه جميعاً لجماعة الإخوان (الإرهابية) وتأييدهم لشحنات الأسلحة التي وُجِهت إلى جماعات.. متشددة في سوريا تحولت فيما بعد لتصبح تنظيم داعش» الإرهابي. ويسوق الكاتب دليلاً على التوجهات المثيرة للجدل التي كان يتبناها مستشارو أوباما في هذا الشأن، عبر إشارته إلى دعمٍ أبداه أحد كبار هؤلاء المستشارين للدوحة بعدما قررت الدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب اتخاذ إجراءاتها الحاسمة ضدها مطلع الشهر الماضي، وهو الدعم الذي يراه تيمرمان «علامةً أخرى على السياسة الكارثية المؤيدة للإخوان» التي انتهجتها الإدارة الأميركية السابقة. وفي مقاله المعنون بـ«يجب على الولايات المتحدة وشركائها العرب مواصلة سحق العلاقات التي تربط قطر بالإرهاب»، ألمح تيمرمان إلى أنه كان ينبغي التبكير بالإقدام على تلك الإجراءات الصارمة التي اتُخِذت ضد حكومة الدوحة أوائل الشهر الماضي لإجبارها على وقف دعمها للتنظيمات الإرهابية وترويجها للتطرف واحتضانها لدعوات الكراهية. وأشار إلى أنه تساءل عندما عَلِمَ بهذه الإجراءات، عن السبب الذي جعل الأمر يستغرق كل هذا الوقت قبل المضي على ذاك الدرب ضد «الإمارة المعزولة». ومثله مثل الكثير من الكتاب والخبراء والمراقبين في مختلف أنحاء العالم، يقول كينيث تيمرمان - الذي كان مرشحاً للكونجرس عن الحزب الجمهوري في انتخابات عام 2012 - إن دعم قطر لجماعة «الإخوان» الإرهابية والجماعات المماثلة «التي تعمل بالنيابة عنها، معروفٌ بشدة وموثق للغاية ويعود إلى عقودٍ مضت». ويستعرض تيمرمان - الذي ألف كتاباً ذائع الصيت عن الهجوم الإرهابي الذي استهدف القنصلية الأميركية في مدينة بنغازي الليبية عام 2012 - ملامح ذاك الدعم القطري للإرهابيين، عائداً بالذاكرة إلى يناير 1998، أي بعد عامين ونصف العام تقريباً من الانقلاب الذي نفذه أمير قطر السابق حمد بن خليفة وأطاح فيه والده، لتمضي «الإمارة المعزولة» منذ ذلك الحين على طريق مغاير لكل الأعراف والتقاليد الخليجية. ويروي الرجل أنه كان في ذلك الوقت في العاصمة البريطانية لندن لإعداد موضوعٍ لحساب مجلة «ريدرز دايجست» الأميركية بشأن أسامة بن لادن مؤسس تنظيم القاعدة الإرهابي، الذي كان وقتذاك - بحسب المقال - مجرد ممولٍ غامضٍ للإرهاب. وفي سياق مقاله، يقول تيمرمان إنه التقى حينذاك بمجموعة متنوعة من مناصري بن لادن، من بينهم السوري عمر بكري، وكذلك خالد الفواز الذي أدين فيما بعد بتهمة التآمر لتفجير سفارتي أميركا في نيروبي ودار السلام عام 1998. لكن أهم ما يكشف عنه المقال، يتمثل في المعلومات التي حصل عليها كاتبه قبل نحو 20 عاماً، بشأن تلقي الإرهابيين الذين يقودهم بن لادن أموالاً بشكل مباشر من السفارة القطرية في لندن، وهي مدفوعاتٌ يقول تيمرمان إنها كانت مرصودة من قبل جهازيّ الاستخبارات في بريطانيا والمملكة العربية السعودية. ولا يغفل الكاتب الإشارة هنا إلى شروع الحكومة القطرية مبكراً للغاية في دعم أنشطة أسامة بن لادن الإرهابية، وذلك منذ عام 1998 على الأقل. فهذا الرجل - الذي سيصبح المطلوب الأول للولايات المتحدة فيما بعد - كان في ذلك الوقت مغموراً لدرجة «أننا لم نستطع العثور على صورة» له لنشرها ضمن الموضوع، وهو ما جعل تيمرمان يستعين برسمٍ لوجه ابن لادن. وبعبارة جازمة، يلخص الكاتب الأميركي المعلومات التي توافرت لديه في هذا الصدد بالقول، إن الحكومة القطرية كانت تأمر سفارة البلاد في بريطانيا بإرسال «حقيبة من الأموال السائلة أسبوعياً» لأبرز معاوني بن لادن، وذلك في فترة كان فيها تنظيمه الدموي يتبلور كـ«تهديد إرهابي دولي». ويبدي تيمرمان استغرابه من أن التحقيقات التي أجرتها الولايات المتحدة بشأن هجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية، لم تركز على هذه النقطة، قائلاً إن ذلك «لا يزال يشكل لغزاً بالنسبة لي». ولا تقتصر الأدلة التي يستعرضها المقال على تلك التي تثبت دعم قطر لتنظيم القاعدة فحسب، بل تشمل كذلك الدور التخريبي الذي اضطلعت به «الإمارة المعزولة» في ليبيا خلال الفترة التي شهدت إطاحة العقيد معمر القذافي وما أعقب ذلك من أعوام. ففي هذا الشأن، يشير الكاتب إلى أنه كانت لقطر قواتٌ خاصة على الأرض الليبية لتجنيد المتشددين وتدريبهم، فضلاً عن إرسالها أسلحةً وإمدادات لوجيستية عن طريق الجو لبعض الجماعات هناك. ويقول تيمرمان إن القطريين فتحوا علانيةً معسكرات تدريب لمسلحين من طرابلس كان يقودهم عبد الحكيم بلحاج، المعروف بأنه من بين مؤسسي جماعة ليبية متشددة تحمل اسم «الجماعة الإسلامية المقاتلة». ويشير الكاتب إلى أنه أُبلِغَ من جانب عميلٍ سابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي آيه) بأن بلحاج وضع «الأسلحة الأميركية» التي وصلته من قطر في يد عناصر القاعدة. الدعم القطري للإرهابيين شمل كذلك - وفقاً للمقال - أبو سفيان بن قمو، وهو معتقل سابق في جوانتانامو قاد جماعة «أنصار الشريعة» الإرهابية في مدينة درنة الليبية، ولعب دوراً - على ما يُعتقد - في هجمات سبتمبر ضد الولايات المتحدة، وكذلك في الهجوم على قنصلية واشنطن في بنغازي قبل خمس سنوات. ويلفت تيمرمان النظر في مقاله إلى ما أورده هو نفسه في كتابه «قوى الظلام: الحقيقة بشأن ما حدث في بنغازي» بشأن اضطلاع المسؤولين القطريين بأنشطةٍ على الأرض في بنغازي، بالتعاون مع عملاء سريين يعملون لمصلحة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني. ويقول إن هؤلاء كانوا مسؤولين عن «تجنيد وتدريب وتوجيه ميليشيا استُخْدِمَت لتنفيذ» هجوم بنغازي. ويبرز المقال حالة العداء التي عانى منها القطريون في الشارع الليبي بسبب توجهاتهم المؤيدة للإرهاب والتطرف، إلى حد أن «شركة الخطوط الجوية القطرية أُجْبِرتْ على تعليق كل رحلاتها إلى بنغازي في أغسطس 2013. وعندما حاولوا استئنافها بعد شهرين، تظاهرت حشود غاضبة.. مُطالبة إياهم بالعودة إلى ديارهم». ويتطرق تيمرمان في مقاله إلى استمرار دعم «الإمارة المعزولة» لجماعة الإخوان حتى بعد «الهزيمة الكاملة التي مُنيت بها في مصر»، وذلك في إشارة واضحة إلى ثورة 30 يونيو التي أسقطت حكم الجماعة الإرهابية في صيف عام 2013. ويشير كذلك إلى أن الدعم القطري كان يُوجه إلى أكثر الجماعات المتشددة تطرفاً في سوريا، وهو ما يدحض ما تقوله الدوحة من أنها تدعم المطالبين بالحرية في الأراضي السورية. ولا يغفل المقال التحليلي المطول كذلك الإشارة إلى الانتهاكات المستمرة من جانب القيادة القطرية لاتفاق الرياض لعام 2013 وملحق الآليات التنفيذية له لعام 2014، واللذين نصا على وقف دعم «الإخوان» والتنظيمات الإرهابية في سوريا وأيضاً الجماعات الإرهابية في اليمن. ويقول الكاتب إن هذه الانتهاكات تواترت على مدى نحو 4 سنواتٍ، وأن الإجراءات الحازمة التي اتخذتها الإمارات والسعودية ومصر والبحرين ضد الحكومة القطرية في مطلع يونيو الماضي، جاءت بعدما «فاض الكيل» بهذه الدول.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©