عواصم (وكالات) - حثت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس، طرفي الصراع في سوريا على السماح بإجلاء سريع للقتلى والجرحى، وبينهم عدد كبير من المدنيين يرقدون دون مساعدة طوال أيام، أو أشهر وسط قتال عنيف يدور في المدن. ونبهت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة إلى أن القانون الإنساني الدولي ينص على نقل الجثث على وجه السرعة، وبالوقت اللازم وإجلاء الجرحى لتلقي العلاج. وقال ماجني بارث الرئيس الجديد للجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا في بيان صدر بجنيف أمس، «ندعو طرفي الصراع إلى الرحمة بالمدنيين، والسماح لهم بالانسحاب إلى الآمان والسماح بإجلاء الجرحى ونقل جثث القتلى».
وقبل 3 أسابيع، دعا قادة محليون في حلب إلى أول هدنة مؤقتة لهم خلال أشهر ليتمكن عاملون في الإغاثة من نقل 31 جثة متعفنة وسط الأنقاض في جبهة القتال. ويقوم متطوعون من الهلال الأحمر السوري في واقع الأمر بنقل الخسائر في الأرواح، لكن الصليب الأحمر يوفر حقائب للجثث والمشورة التقنية في طريقة التعامل مع الجثث المتحللة والمساعدة على التعرف على هوياتها في وقت لاحق. وقال اندريس باتينو مستشار الطب الشرعي الإقليمي لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر «الفشل في التعرف إلى الموتى معناه أن يظل مصير عدد كبير من الناس مجهولاً، وأن تظل الأسر غير قابلة لإقامة العزاء لقتلاها».
إلى ذلك أعربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، في بيان أمس، عن غضبها واستيائها الشديدين، إثر ورود تقارير عن مقتل عشرات المدنيين، بينهم أطفال في بلدتي البيضا وبانياس بمحافظة طرطوس. وقالت ماريا كاليفيس مديرة مكتب اليونيسف الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في البيان، إن «المنظمة تعبر عن الغضب والاستياء الشديدين عقب تقارير وردت عن وقوع قتلى في البيضا وبانياس، حيث أشارت تلك التقارير إلى أنه في يومي 2 و3 مايو الحالي، قتل من البلدتين العشرات، بينهم نساء وأطفال». وأضافت «إن كانت أعمال القتل هذه تذكر بشيء، فإنها تذكر بأن المدنيين، خصوصاً الأطفال منهم، هم الذين يدفعون الثمن الأغلى، نتيجة سفك الدماء المتواصل في سوريا»، مشيرة إلى أن «العنف الوحشي يؤدي إلى معاناة إنسانية قصوى وفقدان للأرواح».
وبحسب كاليفيس، فإن «5,5 مليون شخص اجبروا على النزوح، بما فيهم 1,4 مليون أصبحوا لاجئين في الدول المجاورة التي تعاني الضغوط الشديدة». ودعت كاليفيس جميع الأطراف إلى «احترام التزاماتهم القانونية الدولية، واحترام قدسية أرواح الأطفال». وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أشار السبت الماضي، إلى العثور على 62 جثة، بينها جثث 14 طفلاً، على الأقل في حي سني جنوب مدينة بانياس.
عدد اليوم
