السيد سلامة (أبوظبي) - أكد محمد حسن عمران الشامسي، رئيس مجمع كليات التقنية العليا أنّ استراتيجية الكليات وتميزها ستظل مستمرة خلال الفترة المقبلة، تؤدي دورها كواحدة من أفضل مؤسسات التعليم العالي في الدولة والمنطقة.
وأشار إلى أن دور الإدارة الجديدة للكليات يستهدف مواصلة ما تحقق من منجزات في هذه المؤسسة الوطنية، التي تمثل ربع قرن من التميز العلمي والتطبيقي، حيث رفدت سوق العمل في الدولة بأكثر من 60 ألف خريج وخريجة من ذوي الكفاءات العلمية والمهنية المتميزة، ويمثل هؤلاء 50% من إجمالي أعداد الخريجين المواطنين في سوق العمل بالدولة.
وثمَّن الشامسي جهود معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في تأسيس كليات التقنية العليا وترجمة توجيهات القيادة الرشيدة بأن تقدم هذه الكليات نموذجاً فريداً في التعليم العالي التقني.
وأكد أن الفترة المقبلة ستشهد إضافة نوعية لهذه المسيرة من خلال محاور أساسية يتم تحديدها للقيادات الإدارية والأكاديمية في الكليات يتصدرها محور التوطين، بحيث تكون الكليات بيئة جاذبة لاستقطاب العناصر الوطنية المؤهلة للعمل في مختلف المجالات الإدارية والتدريسية، ومحور ثانٍ يتعلّق بتكريس الهوية الوطنية والاهتمام باللغة العربية في المساقات والبرامج الدراسية المطروحة بالكليات، والتي ترتبط بمحددات الهوية الوطنية، وسيتم خلال الاجتماع المقبل لمجلس أمناء الكليات مناقشة خطط تنفيذية في هذا الصدد، ووضع أهداف محددة وفق فترات زمنية معينة تجعل تحقيق هذه المحاور في مقدمة أولويات إدارة الكليات خلال الفترة المقبلة.
جاء ذلك في تصريحات لـ «الاتحاد» على هامش أول جولة يقوم بها الشامسي أمس في كليات التقنية العليا للطلاب في أبوظبي، بحضور الدكتور طيب كمالي، مدير مجمع كليات التقنية العليا، والدكتور ريتشارد جيب، مدير كلية أبوظبي للطلاب، والدكتور سعود الملا والدكتور حمد عيضابي، نائبا المدير، وعدد من رؤساء الأقسام العلمية والطلاب بالكليات.
وأكد محمد حسن عمران الشامسي على أن كليات التقنية العليا تفتح أبوابها لاستقطاب شباب الوطن من الخريجين والخريجات في مختلف المجالات وفقاً للمؤهلات العلمية لكل منهم، وطبقاً لاحتياجات الكليات على مستوى الدولة، مشيراً إلى وجود اتجاه لدى الكليات لطرح برامج دراسية باللغة العربية، خاصة البرامج المرتبطة بأقسام الإعلام، وغيرها من التخصصات التي يمكن أن ترفد سوق العمل بكوادر مميزة في هذه المجالات.
كما سيتم خلال المرحلة المقبلة التركيز على طرح برامج علمية متخصصة في درجة الدبلوم، وهي برامج سبق للكليات أن حققت تميزاً فيها على مستوى سوق العمل داخل الدولة، وقدمت كوادر وطنية على درجة عالية من التأهيل العلمي والمهني من حملة هذا الدبلوم، وبالتالي فإن الكليات تسعى خلال الفترة المقبلة لدراسة التوسع في طرح هذه البرامج، بالإضافة إلى دراسة الآليات التي تكفل استقطاب الخريجين المتميزين، وتأهيلهم للانخراط في سلك التدريس في مختلف التخصصات العلمية.
وقال الشامسي إنَّ هذه البرامج والخطط لن يتم تنفيذها بين يوم وليلة، وإنما هي مجرد موجهات عامة سيتم ترجمتها في خطط تنفيذية تلتزم بها إدارات الكليات، ويتم العمل بها بصورة دورية بعد إقرارها.
وأشار إلى أن النجاح الذي حققته الكليات خلال ربع قرن يضاعف من المسؤوليات الملقاة على عاتق جميع أعضاء الهيئات الإدارية والتدريسية في الكليات، ويدفعهم جميعاً لمواصلة التميز، خاصة في ضوء تجربة الكليات الرائدة ونجاحها في الالتحام بسوق العمل وتوفير الموارد البشرية من المواطنين للعمل في مختلف قطاعات التنمية والإنتاج في الدولة.
وأكد على أن كليات التقنية العليا ستظل دائماً رافداً قوياً للتنمية البشرية، حيث تضم أكثر من 17 ألف طالب وطالبة، وتخصصات علمية وتطبيقية تغطي جميع المجالات الهندسية والتقنية والإدارية والعلوم الصحية وغيرها من المجالات ذات العلاقة باقتصاد المعرفة، مشيراً إلى أن الكليات ستواصل ريادتها في توظيف تقنيات متطورة في التعليم بعد نجاح تجربتها المعتمدة على التدريس من خلال «آي باد».
وشملت جولة الشامسي في كلية أبوظبي للطلاب، المكتبة المركزية، حيث اطلع على التجهيزات التقنية المتطورة بها، ومراكز مصادر التعلم، وأيضاً مختبرات الهندسة الكيميائية والمدنية، والإلكترونية، والإعلام، وتوفور 54، وجناح هندسة وصيانة الطائرات بالتعاون مع طيران الاتحاد، وغيرها من مختبرات تكنولوجيا المعلومات والإدارة، وتخدم هذه المختبرات أكثر من 3500 طالب بالكلية التي تعتبر الأكبر من نوعها على مستوى كليات التقنية العليا في الدولة.
عدد اليوم
