يناقش قادة دول مجلس التعاون الخليجي خلال اجتماعهم التشاوري في العاصمة السعودية الرياض اليوم الثلاثاء، “التدخل الإيراني” في الشؤون الداخلية لدول المجلس، الأمر الذي “يمثل انتهاكا للمواثيق الدولية ومبادئ حسن الجوار”. وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) أمس في تقرير لها بمناسبة استضافة الرياض اليوم الاجتماع التشاوري السنوي الثالث لقادة دول مجلس التعاون الخليجي، أن خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز سيكون على رأس مستقبلي قادة دول المجلس. وأضافت أن القادة سيتابعون خلال اللقاء مسيرة العمل المشترك بجوانبه السياسية والاقتصادية والأمنية، سعيا لتحقيق مزيد من طموحات أبناء المجلس من التلاحم والتعاون والتقدم ويستعرض القادة في لقائهم المستجدات العربية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأوضحت أن القمة التشاورية الثالثة عشرة لقادة دول المجلس تعقد في ظل ظروف بالغة الدقة، خاصة على صعيد قضايا الاستقرار والأمن الإقليمي لدول المجلس. وأشارت إلى أن قادة دول المجلس سيناقشون “التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية لدول المجلس الذي يمثل انتهاكا للمواثيق الدولية ومبادئ حسن الجوار، وكذلك تصريحات بعض المسؤولين الإيرانيين غير المسؤولة التي تتعارض مع مبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل”.
وقالت الوكالة إن “التلاحم القوي القائم بين شعوب دول المجلس وقياداتها في مواجهة الدعوات المغرضة والتدخلات الخارجية التي تستهدف وحدة وأمن دول المجلس يجسد الوحدة الحقيقية والترابط بين القيادة والشعب”. وأضافت أن “المتتبع لمواقف دول المجلس يرى أنها لم تقف في احتواء أزماتها عند مملكة البحرين فقط بل حرصت على وقف نزيف الدم في اليمن والحفاظ على وحدة وأمن واستقرار اليمن”. وأوضحت أن “كل ما سبق ملفات لقضايا إقليمية تتفاعل في منطقة الخليج العربي وما حولها بصورة متسارعة ومتغيرة، ما يتطلب إجراء مشاورات مكثفة بشأنها في القمة التشاورية للوصول إلى رؤية مشتركة للتعامل معها بما تقتضيه مصالح دول المجلس وأمنها الإقليمي”.
من جانب آخر، أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني أن قادة الدول الخليجية سيناقشون اليوم في الرياض خلال قمتهم التشاورية النصف سنوية الأحداث التي شهدها المحيط العربي والإقليمي، مؤكدا أنهم متفقون على أمن واستقرار المنطقة في مواجهة التحديات.
وقال الزياني إن “مستوى التمثيل سيكون عاليا وعلى أعلى المستويات كعادة القمم السابقة”، موضحا أن المبادرة الخليجية التي أطلقتها دول المجلس لحلحلة الأوضاع في اليمن سيتم بحث ما وصلت إليه إلى جانب ردود ورؤى الطيف اليمني والفرقاء السياسيين. وأضاف الزياني لصحيفة “عكاظ” السعودية في عددها الصادر أمس: “دول مجلس التعاون أطلقت مبادرة لحلحلة الأوضاع في اليمن، ولمسنا تجاوبا من جميع الأطراف، ونأمل أن تنتهي هذه الجهود إلى حلول تنهي الأزمة تقود اليمن حكومة وشعبا إلى بر الأمان، ووقف نزيف الدم في اليمن والحفاظ على الوحدة والأمن والاستقرار”. وأوضح المسؤول الخليجي أن على إيران أن تحترم حقوق الجوار وميثاق الأمم المتحدة والمواثيق الدولية العديدة المتمثلة في احترام سيادة كل دولة وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
وتطرق الزياني إلى أهداف مهمة تمثل خلاصة رؤى وأفكار قادة دول المجلس أبرزها “تحقيق تنمية الإنسان تعليميا، صحيا، اجتماعيا، إضافة إلى مواصلة المحافظة على الأمن والاستقرار وتعزيز الأمن الغذائي والمائي”. وامتدح دور قوات درع الجزيرة المرابطة في البحرين حاليا، مؤكدا على أنها تعمل بكفاءة عالية وعلى أعلى المستويات، وهناك رضا كبير جدا من جميع أطياف المجتمع البحريني وتقدير لمساهمتها الفاعلة في إرساء دعائم الأمن وركائزه في المملكة البحرينية.
عدد اليوم
