أعلن مصدر عسكري ليبي، أن طائرات حلف شمال الأطلسي (الناتو) قصفت في الساعات الأولى من صباح أمس، عددا من المواقع المدنية والعسكرية جنوب طرابلس، مما أدى إلى وقوع عدد من القتلى. وأوضح المصدر أن القصف استمر لأربع ساعات وأدى إلى تدمير عدد من المباني الحكومة والمدنية. ووقعت الهجمات في منطقة الجفرة جنوب طرابلس. وقال التلفزيون الليبي نقلاً عن متحدث عسكري إن سفناً حربية لحلف شمال الأطلسي قصفت “أهداف عسكرية ومدنية” في مدينتي مصراتة وزليطن في غرب البلاد أمس. وقال تلفزيون الجماهيرية إن القصف أدى الى وقوع عدة إصابات، وبعض الأضرار، لكنه لم يذكر مزيداً من التفاصيل.
في وقت اتهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحكومة الليبية بشن “هجمات عشوائية متكررة” على مناطق سكنية في بلدات نالوت وتاكوت والزنتان. وقالت إن التقارير الواردة على ألسنة اللاجئين “تصف نمطا من الهجمات يشكل انتهاكا لقوانين الحرب” بقذائف المورتر وقصف المساجد ومحطات المياه والمنازل ومدرسة كما وقع هجوم قرب مستشفى. وشاهد مراسل لرويترز بعض الأدلة على هذا في نالوت التي تبعد 70 كيلومترا عن حدود تونس حيث سقطت قذائف على واجهة منزل وعلى مسجد. وقالت المنظمة “نطاق الهجمات، يوحي بأن الحكومة لم تبذل جهدا ولم تحاول التركيز على الأهداف العسكرية”.
وفي مدينة مصراتة المحاصرة التي تسيطر عليها المعارضة نشرت قوات القذافي مدافعها ودباباتها في مناطق سكنية عند الأطراف لمعرفتها أن حلف شمال الأطلسي سيحجم عن توجيه ضربات خوفا من أن يوقع خسائر بين المدنيين. ويبدو أن التحالف الغربي ركز غاراته الجوية في هذه المنطقة على مخازن الأسلحة التابعة للقذافي إلى الجنوب من الرنتان. وفي مصراتة على الساحل لم تتمكن غارات حلف الأطلسي من إسكات مدافع القذافي.
واكد المتمردون انهم عززوا سيطرتهم على منطقة بورقية فيما تتركز المعركة في منطقة مطار مصراتة. وقال عمر سالم (48 عاما) قائد العمليات “نستعد للتقدم واحتلال المطار، هذا الأمر قد يحصل في أي لحظة”، داعيا الحلف الأطلسي إلى قصف مستودعات الذخيرة التي يملكها الجيش على بعد خمسة كيلومترات جنوب المطار. وأوضح قائد آخر هو احمد باسم أن “الجيش متمركز في المطار ومخازن الذخيرة موجودة في سوق التوانسة على بعد خمسة كلم جنوبا”. وبعد أسبوع من الهدوء، استهدفت المدينة مجددا بقصف كثيف بقذائف الهاون وصواريخ جراد ردا على هجمات المتمردين. وفي بنغازي معقل المعارضة في الشرق، قال سعدون المصراتي المتحدث باسم المتمردين “إذا استمر الهجوم المتعمد على منطقة الميناء فقد نجد انفسنا في وضع سيء جدا على صعيد التزود بالمياه والغذاء”. وأصاف أن المخزون الحالي قد يكفي “لنحو شهر”، موضحا أن سفينة واحدة تنقل مساعدات إنسانية تصل أسبوعيا إلى مصراته منذ بدء قصف الميناء قبل أسبوعين.
وأكد المصراتي أن الأسلحة الخفيفة التي يستخدمها المتمردون في مواجهة دبابات قوات القذافي ومدفعيتهم غير كافية، وقال أيضأ “نريد أسلحة تغير المعطيات”.
وأضاف ان مصراتة مازالت محرومة من المورد الرئيسي للمياه وان الحلول المؤقتة التي ابتكرها المقاومون للتغلب على هذه المشكلة لن تدوم على المدى الطويل. وقال من المتوقع أن تستمر إمدادات الوقود حتى ثلاثة اسابيع.
وقال المصراتي من الواضح أن قوات القذافي على الأرض تضعف يوما بعد يوم كما أن معنوياتها منخفضة. وأصاف أن الشيء الذي مازال لا يوجد له تفسير بالفعل هو القصف العنيف الذي مازالت قوات القذافي تتمكن من شنه ضد قوات المعارضة. ودعا المصراتي حلف شمال الأطلسي إلى تصعيد هجماته على قوات القذافي الموجودة خارج المدينة قائلا انه يتعين على الحلف تغيير أساليبه لمجاراة الأساليب الجديدة التي انتهجتها تلك القوات.
عدد اليوم
