الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اعتقالات واسعة في حمص وحماة وبانياس والمعضمية

اعتقالات واسعة في حمص وحماة وبانياس والمعضمية
10 مايو 2011 00:32
واصل الجيش السوري أمس عمليات اقتحام أحياء بانياس وحمص وحماة والمعضمية قرب دمشق، معتقلاً المئات من المدنيين، وفق ناشطين حقوقيين. بينما أعلنت السلطات الحكومية عن مقتل 6 عسكريين، بينهم 3 ضباط، بإطلاق نار في حمص وبانياس، وأشارت إلى “استسلام 1083 متورطاً في الاحتجاجات بمختلف المحافظات، تم الإفراج عنهم فوراً، بعد تعهدهم بعدم تكرار أي عمل يسيء إلى الأمن”. وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، لوكالة “فرانس برس”، “إن عمليات تفتيش المنازل تواصلت في بانياس التي لا تزال الدبابات فيها، وسط استمرار قطع المياه والكهرباء والاتصالات الهاتفية”، وأضاف “أن حملة الاعتقالات التي يشنها الجيش تستند إلى قوائم تضم أكثر من 400 شخص في المدينة التي كان أوقف فيها مساء الأحد الشيخ أنس عيروط الذي يعد زعيم حركة الاحتجاجات، وبسام صهيوني الذي اعتقل مع والده وأشقائه. وأضاف عبد الرحمن “ان أصحاب متجر لبرمجة الإنترنت أوقفوا أيضاً في بانياس المعزولة عن العالم الخارجي”، وأشار إلى أن المعتقلين، الذين تضاعف عددهم وأصبحوا بالفعل بالآلاف، يزجون في الملعب البلدي، حيث ينهال عليهم رجال الأمن بالضرب، قبل إن يفرج عن عدد منهم، إلا أنه أوضح لاحقاً أن قوات الأمن أفرجت عن المعتقلين الذين يزيد عمرهم عن 40 عاماً، لكن من دون أن يتمكن من تحديد عدد المفرج عنهم، مشيراً إلى أن مئات النساء تحدين الأمن وقوات الجيش، وخرجن إلى الشوارع، واقتحمن مراكز الجيش، للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين في بانياس، ولافتاً “إلى أن النساء تابعن اعتصامهن على الرغم من إطلاق النار لتخويفهن وتفريقهن”. ولفت عبد الرحمن إلى أن أهل بانياس كانوا يتوقعون من الجيش إلقاء القبض على العناصر المسلحة التي تروع السكان، ولكن على ما يبدو ألقي القبض على مدنيين عزل، وأضاف “ان الحل الأمني والعسكري لم ولن يجدي نفعاً، ولا تحل الأمور إلا من خلال مجتمع ديموقراطي يضم جميع أبنائه”. وفي حمص التي دخل الجيش عدداً من أحيائها الأحد، ذكر ناشط حقوقي “أن دوي ثلاثة انفجارات سمع فجراً في حي بابا عمرو”، وأضاف “ان عناصر الجيش الذين تموضعوا منذ الجمعة مع دبابات في وسط المدينة دخلوا أحياء عدة تضم معارضين للنظام، مثل بابا عمرو وباب السباع، وذلك بعد أن تم قطع الكهرباء والهاتف والاتصالات عنها”. وابلغ سكان في حمص وكالة “رويترز” “انهم سمعوا صوت إطلاق نيران بنادق آلية وقصف مع قيام قوات الجيش بالتوغل داخل الأحياء السكنية”. وأضاف هؤلاء “ان حصاراً كاملاً فرض على المناطق، وهناك تعتيم كامل على عدد القتلى والجرحى، فيما تتعرض الاتصالات والكهرباء للانقطاع على نحو متكرر هناك”. وقال مدافع عن حقوق الإنسان في حمص “إن قناصة انتشروا في مناطق سكنية، بينما خبت أصوات إطلاق النار في أحياء المدينة التي اقتحمتها الدبابات”، وأضاف “هناك قناصة يمكن رؤيتهم فوق أسطح المباني العامة والخاصة في مناطق العدوية وباب سباع والمريجة.. المئات فروا من القرى الثلاث الواقعة مباشرة إلى الجنوب الغربي من حمص، حيث انتشرت الدبابات”. وقال ناشطون في المعارضة إن قوات الأمن اعتقلت المئات أيضاً في مداهمات للمنازل بمدينة حماة وضواحي دمشق. وقال ناشط حقوقي “إنه سمعت عيارات نارية، وتم قطع الاتصالات في المعضمية قرب العاصمة، وان الطريق المؤدية من البلدة إلى دمشق مقطوعة”. وذكر ناشط حقوقي آخر “ان بلدية المعضمية محاصرة بقوات الأمن والجيش ونعتقد أن ما يجري يماثل ما جرى في درعا وبانياس وأحياء في حمص”، مشيراً إلى حملة اعتقالات في البلدة. ولفت ناشطون إلى تظاهرات ليلية جرت في دير الزور والجزيرة (شمال شرق) وريف درعا (جنوب) على الرغم من التعتيم الإعلامي عنها، تعبيراً عن “الاحتقان” الذي ولدته الأحداث في درعا. ونقلت “رويترز” عن شاهد عيان قوله “إن قوات الأمن قتلت اثنين على الأقل من المتظاهرين العزل مساء الأحد حين فتحت النار على تظاهرة ليلية في مدينة دير الزور الشرقية، وأوضح الشاهد من حي المطار القديم في المدينة “توجد جثتان على الأرض ولا يمكن لاحد الوصول إليهما.. يوجد إطلاق للنار ويفر الناس من المكان”.وقال شهود إن الجيش يكثف وجوده في أنحاء منطقة حوران بعد انسحاب جزئي من درعا هذا الأسبوع، ويعيد الانتشار في بلدات ريفية. وأوضح احد السكان في طفس “نعرف انهم لن يسامحونا بسبب تضامننا مع درعا..انهم يستهدفون طفس أيضاً لأن بها الكثير من الشبان الذي فروا من الهجوم على درعا”. وقال المرصد السوري “إن 621 مدنياً و120 من الجنود وقوات الأمن قتلوا منذ بدء الاحتجاجات. بينما قال مركز سواسية لحقوق الإنسان ومناهضة التمييز، وهو منظمة حقوقية أخرى، “إن عدد القتلى المدنيين يزيد على 800”. أما رسمياً، فقد قالت صحيفة “الوطن” المقربة من السلطة نقلا عمن أسمتهم مصادر في محافظة طرطوس “إن الهدوء عاد إلى بانياس بعد معارك شرسة خاضتها وحدات من الجيش والقوات المسلحة مع مسلحين انتشروا في مختلف مناطق المدينة”. وأضافت الصحيفة نقلا عن جرحى الجيش الذين اسعفوا إلى المشفى العسكري في طرطوس قولهم “إن الجيش فرض سيطرته على مختلف مناطق بانياس والقرى المجاورة، وقام بشبه عملية جراحية حفاظاً على أرواح المدنيين الذين كان المسلحين يستخدمونهم دروعا بشرية”. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية “أن ثلاثة ضباط قتلوا، إضافة إلى 3 جنود، بإطلاق نار استهدفهم في حمص وبانياس”. وأضافت نقلاً عن مصدر مسؤول في وزارة الداخلية “ان عدد الذين سلموا انفسهم من المتورطين في الاحتجاجات وصل حتى أمس إلى 1083 شخصا في مختلف المحافظات”. وأشار المصدر إلى أن السلطات أفرجت عنهم فورا بعد تعهدهم بعدم تكرار أي عمل يسيء إلى أمن الوطن والمواطن”. ونقلت “الوطن” عن الرئيس السوري بشار الأسد تأكيده خلال لقائه مع وفد من أبناء محافظة اللاذقية “ان الأزمة ستمر وتنتهي، ومسألة الإصلاح الإداري والسياسي والإعلام على الطريق”. وأضافت أن الأسد شدد خلال اللقاء على تعزيز الوحدة الوطنية، قائلاً “إن الوطن أم للجميع ويجب أن يكون الجميع يداً واحدة في مواجهة المؤامرة التي تتعرض لها سوريا”. وقالت صحيفة “البعث” الناطقة باسم الحزب الحاكم “إن المجموعات الإرهابية المسلحة عمدت إلى استخدام السلاح الذي حصد أرواح المدنيين والعسكريين بهدف خلق الفوضى والفتنة كي تقطع الطريق أمام تنفيذ المشروع الإصلاحي”. وأشارت إلى أن ترجمة المراسيم والقرارات غير ممكنة في حالة الاضطراب وعدم الاستقرار، الأمر الذي يحتم تدخل الدولة بكل الوسائل لفرض الأمن ومنع دائرة النار والفتنة من الاتساع”. واعتبرت “البعث” “ان تسارع وتائر العملية الإصلاحية بحاجة إلى تضافر الجهود الوطنية على اختلاف مشاربها وتوجهاتها، خاصة أن هذا الإصلاح ينطلق من اعتبار الوطن للجميع وصونه وحمايته مسؤولية الجميع”. وقالت صحيفة “الثورة” الحكومية “إنه من الواضح أن سوريا تتجه إلى مرحلة جديدة، قوامها إعادة تفعيل المجتمع وزج كل طاقات أبنائه في بناء الوطن، وترميم ما تصدع باتجاه بناء دولة عصرية بكل المعايير السياسية والاقتصادية والقانونية، بعيداً عن لغة العنف وعن الرهانات الخارجية التي لا يخفى على أحد أهدافها ومراميها”.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©