السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التسوق عبر الإنترنت يسوده الخوف من «القراصنة» ونوع البضاعة المعروضة

التسوق عبر الإنترنت يسوده الخوف من «القراصنة» ونوع البضاعة المعروضة
19 يوليو 2010 20:59
«لا أشتري إلا بواسطة الانترنت، إنما من موقع معروف على الصعيد العالمي، وهو يعرض أغراضاً جديدة أو مستعملة أو غيّر الشاري رأيه بها من دون استخدامها أو اضطر لبيعها»، هذا ما تقوله رولا التي كانت تقيم لفترة طويلة في إحدى الولايات الأميركية وحين قدمت للإقامة في دبي تابعت هوسها بالبحث عن أي شيء من خلال الانترنت، غير مبدية أي تخوّف من سرقة رقم بطاقة الائتمان لديها التي تستطيع سحب 50 ألف درهم منها كحدّ أقصى، الأمر الذي تحذر منه المصارف وتنصح المودع بتخصيص بطاقة ائتمان خاصة للانترنت لها حدود دنيا في الصرف للشراء عبر الانترنت، خوفاً من اللصوص المتربصين بالشارين والبارعين في الدخول إلى الحسابات وسرقتها... ويومياً نسمع بقضايا تتعلق بسرقة المال عبر الانترنت من خلال سرقة بطاقة الائتمان. الشراء عبر الانترنت مسألة عادية، لا بل دخلت الروتين اليومي في الدول الأميركية والأوروبية، ويلجأ إليها البعض في فرنسا مثلاً لشراء أغراض من الصين لا تصل إلى بلدهم بقرار من الدولة، فيخترقون بالشراء الشخصي هذه القرارات غير عابئين بأسبابها ونتائجها عليهم إذا ما علقوا في السنّارة. محاذير شخصية في بعض الدول العربية، يلجأ البعض للشراء عبر الانترنت الكتب غير المتوفرة في بعض المواضيع، ومنهم من يشتركون بمجلات شهرية أو فصلية، قد تكون ممنوعة عن الدخول ولكن للشراء الشخصي والبريد الشخصي ميزته في بعض الأحيان، فحين يمنع كتاب في أحد الدول العربية، يجد بعض الناس وسيلة لقراءته ومعرفة أسباب منعه في طلبه من الانترنت مستخدمين الشراء عبر الدفع ببطاقات الائتمان. لكن هذا لا يعني أن الشراء عبر الانترنت أصبح رائجاً في الدول العربية، فثمة محاذير شخصية تتجاوز المحاذير العامة والمعروفة، ثمة خوف داخلي من التعرّض للغشّ بعد الدفع ولا وسيلة ناجعة لاسترجاع المال المدفوع. وتؤكد رولا أنها تتعامل مع موقع معروف ولا تشتري إلا منه، وقد أعادت واحدة من القمصان التي اشترتها حين اكتشفت لدى استلام القميص الذي أرسل من أميركا إلى الإمارات، أن ثمة عيباً لم يذكر في الإعلان عن بيع القميص في الموقع، فأعيد إليها مالها وثمن إعادة القميص. وتضيف «هذا لا يحصل في العادة، لأن الموقع الذي أشتري منه معروف، وإذا كان هناك قميص أو حذاء أو ساعة أو حتى مجوهرات فيها عيب، يذكرونه وإن كان غير ظاهر للعيان، وهذا ما يجعل ثمن الأغراض التي أشتريها نوعاً من «اللقطة». ضرورة المعاينة ما تقوم به رولا، لا يقدم عليه أبداً سامر رنو، الرئيس التنفيذي لشركة علاقات عامة في دبي، فهو لا يحبذ الشراء عبر الانترنت، فهو أساساً يهوى تسوق الإلكترونيات والكاميرات وأشياء مماثلة، وهذه كلّها يفضّل أن يراها بأم العين وليس من خلال صور تعرض على شاشة الكومبيوتر، ويقول «كيف لي أن أرى المنتج وألمسه وأقلبه وأن أسأل عن رأي البائع في بعض التفاصيل المتعلقة به إذا كنت سأشتريه عبر الانترنت، كما أن أسعار الالكترونيات والكاميرات هنا في الإمارات لا تبعد كثيراً عن أسعار البلد المنشأ فيصبح في هذا الحال من المستغرب الشراء عبر الانترنت عوض أخذ الشيء المراد بعد معاينته شخصيا والتأكد من رغبتنا باقتنائه». ويضيف «ربما يخاطر شخص في الشراء عبر الانترنت بأشياء زهيدة الثمن، ولكن في الالكترونيات الباهظة الثمن أساساً ما معنى المخاطرة بتعريض أرقام بطاقات الائتمان للسرقة من الهاكرز المترصدين، وما معنى عدم التأكد من الغرض الذي نريد شراءه، فالمال سيدفع في كلا الحالتين. الأمان أولاً إن تخوّف سامر رنو من الهاكرز على الإنترنت دفعه لدى بناء موقع لمجلة أطلقها حديثاً أن يلجأ إلى المسؤول عن تقنية المعلومات في شركته ليدفع الأخير ببطاقة ائتمانه الشخصية، والتي عرف رنو أنه يستعملها دائماً من دون أي تخوّف، وأعطاه الثمن في المقابل، ويقول «أنا من الأشخاص الذين يتبعون المثل القائل «أفضل لك أن تتصرف بطريق آمنة عوض التأسف فيما بعد». ويشير إلى أن محاذيره التي تبعده عن الشراء عبر الانترنت ليست أبداً نفسها لدى شقيقته وزوجها المقيمين في الولايات المتحدة الأميركية، ويقول «من يعيش في أميركا يعتاد التسوق عبر الانترنت الذي دخل في تفاصيل حياة الناس حتى باتوا يستخدمونه في تسوق أتفه الأشياء، فعملية التوصيل أسهل في أميركا أو في الدول الأوروبية، وتكون التكلفة أسهل. هذا عدا أن الدخول إلى الانترنت في العالم العربي لا يزال أقل بكثير من الدول الغربية التي بات فيها كل شيء يتم عبر الانترنت، وهذا بالطبع يحتاج إلى دراسة لمعرفة مدى تأثير اختلاف الثقافة والعقليات والسلوكيات بين الشرق والغرب- هذا إذا كان الوصول إلى البحث في الشبكة متاحاً». ويشير سامر إلى أن الكثير من الجرائد في الغرب تحولت من الطباعة الورقية في إصداراتها إلى النشر الإلكتروني، فيما لا يزال هذا الأمر غير مستحب في العالم العربي، على الرغم من توفيره اقتصاديا عملية الطباعة المكلفة. ويخلص للقول في هذا المجال «إن ثقافة استخدام الانترنت لم تدخل بعد إلى أذهاننا في العالم العربي، وربما يسجّل الدخول بنسبه العالية إلى الانترنت في العالم العربي، فقط لإجراء المحادثات وللتعبير عن الأفكار في المنتديات، أما أن يكون الانترنت في العالم العربي وسيلة توعية ثقافية أو للشراء أو لقراءة الكتب التي بات متاحا تحميلها مقابل مبالغ زهيدة فهذا لا يزال أمراً مستبعداً. ما يتحدث عنه سامر لم يمنع أحد أصدقائه من شراء ثلاث سيارات دفعة واحدة عبر الانترنت، سيارة له وسيارة لزوجته وسيارة لابنه الشاب بعد أن نال رخصة قيادة، ويقول رنو «في هذا المثل الذي جرى على أرض الواقع، نحن لا نتحدث عن مئة دولار أو ألف أو أكثر، إنما عن 60 ألف دولار وأكثر ربما». أما لماذا أقدم صديقه على عملية الشراء هذه، فيقول إنه «أعجبته سيارات معيّنة وأجرى حساباته لعملية الشراء لثلاث سيارات متنوعة ورأى أنه من الأفضل له شراؤها عبر الانترنت من الدوران في المعارض ولدى الشركات، كما أن العملية بالإضافة إلى الشحن والجمارك كانت أوفر بالنسبة إليه في ما اختاره». ويشير رنو أنه لا بأس من الشراء عبر الانترنت في حال عدم توفر الأغراض التي نريدها في المكان الذي نقيم به، إنما من شركات معروفة ولماركات مشهورة عالمياً ولها اسمها وقيمتها، وهنا لن يواجه الشاري مشكلة في معاينة ما يريد شراءه، ولن يصدم حين يصله الغرض الذي دفع ثمنه. ويخلص رنو إلى القول «إن مسألة تحولنا للشراء عبر الانترنت كما يفعل المقيمون في أميركا وأوروبا هي أيضاً بالنسبة إلينا مسألة ثقافية لجهة تلقينا لثورة الانترنت والتكنولوجيا، فالشباب الذين ولدوا بعد تجدينهم متعلقين في معظم أمورهم بالإنترنت فيما من تعرف من جيلنا على هذه الثورة بعد أن أصبح شاباً فيختلف الأمر معه وتختلف السلوكيات». كتب وألعاب هناء صباغ، متخصصة في التغذية وأم لولدين، تجيب عن سؤالنا لها حول التسوق عبر الانترنت ضاحكة «ربما لست الشخص المناسب للإجابة على هذا السؤال. فأنا أعتبر من الأشخاص ذوي الطراز القديم في كل ما يتعلق باستخدامات الانترنت لجهة المواقع الاجتماعية والبريد الالكتروني وسواه. أنا لا أحب الفايسبوك مثلاً ولا أستخدم إلا الاتصال بالفيديو وبشكل نادر جداً للتحدث مع الأهل». وتضيف «لم يحدث يوماً أن فتحت إعلاناً أو عرضاً ظهر لي وأنا أجري بعض الأبحاث المتعلقة باختصاصي بواسطة الانترنت». أما عن التسوق، فتقول إنها تسوقت لشراء كتب تحتاج إليها وغير متوفرة حيث تقيم، كما لشراء ألعاب معينة لولديها، ولم تعد الكرّة، على الرغم من أنها استخدمت موقع أمازون المعروف والذي شعرت معه ببعض من الأمان، يضاف إليه أنها عمدت بذكاء لاستخدام بطاقة ائتمان خاصة محدّدة فيها كمية المال التي بالوسع استخدامها بالاتفاق مع المصرف الذي تتعامل معه. وهذا برأيها يجعلها تتفادى أية مشاكل قد تتأتى عن وضع رقم البطاقة للدفع عبر الانترنت. وعن رأيها بالتسوق بشكل عام، تقول «أنا من الأشخاص الذين يفضلون رؤية ومعاينة الأشياء التي أريد شراءها، خصوصاً أنني وسواي لا نثق بسياسات إعادة الغرض بعد شرائه في دول العالم العربي. وقت ضيق ليلى قيامة مجاعص، مقيمة في أبوظبي، وتعرف بحبها للتسوق بين صاحباتها فيلجأون إليها لسؤالها عن الأسعار وأماكن توفر بعض الأغراض والبضائع، ولكن قالت، حين سألناها رأيها، أنها ليست عاشقة للتسوق بقدر ماهي منظمة ونتيجة لضيق وقتها كونها مدرسة في مدرسة خلال الفصول الدراسية، تلجأ إلى التسوق من أجل توفير ما تحتاج إليه مستبقة الفصول وحتى أعياد الأصحاب والمناسبات الاجتماعية التي تستدعي منها لفتة اجتماعية مثل تقديم الهدايا. أكل «الضرب» اعتاد أحد الزملاء الذين يشترون عبر الانترنت الحديث في عالم الإلكترونيات والكتب التي لم تصل بعد إلى المكتبات العربية، أن يستلم ما اشتراه ويدفع ثمن التوصيل، بعد أن أنشأ عنواناً له في الولايات المتحدة الأميركية لتسهيل مسألة التوصيل من دون تكاليف باهظة. وهو كان يستخدم هذه الإلكترونيات قبل سواه، ويعترف المحيطون به بأنه سباق في البحث عن كل جديد خصوصاً الجديد في اهتماماته، من قارئ إلكتروني إلى كاميرات وعدسات جديدة وكتب لن تصل العالم العربي ليس لسبب إلا لأنها لمتخصصين في مجالات محددة وبالتالي فإن اقتناءها لبيعها في المكتبات يعتبر تجارة فاشلة لأصحاب المكتبات... فيكتفون بالعناوين الرائجة والمعلن عنها والتي ستترجم قريباً. فمن السهل وبسحر ساحر الكاتب الذي كتب عن السيد أوباما (رئيس الولايات المتحدة الأميركية) وكاتب آخر كتب عن زوجة الرئيس، أن تصلنا هذه العناوين قبل وصول دراسة جديدة حول النوع البشري وحول نقض نظرية داروين مثلاً. الأهم من كل ذلك، أن هذا الزميل وفي إحدى زياراته لبلده العربي في إجازة من عمله في الإمارات، أحب أن يصله غرض ألكتروني طلبه ودفع ثمنه عبر الإنترنت، وبلغ ثمنه 900 دولار أميركي، غير أن فرحته بالحصول على ما طلبه فسدت وتعكّر مزاجه حين اكتشف أن الجمارك في ذلك البلد ثمّنت الغرض ووضعت قيمة جمركية عليه فاقت ثمنه الحقيقي، أي أنه اضطر أن يدفع للجمارك وللتوصيل ما يقارب الألف دولار، وهو معقود اللسان ومذهولاً. لم يتوقع ذلك، وكان يتوقع دفع مئة دولار للجمارك العالية في ذلك البلد كحد أقصى. وكما تناهى إلينا، نحن زملاؤه، أنه تاب عن عاداته ورغبته في امتلاك كل جديد لدى اطلاقه في الأسواق الأميركية والأوروبية، وبات مكتفياً في انتظار وصولها إلى حيث يقيم، في أي بلد عربي... حتى لو انتظر ستة أشهر أو أكثر.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©