الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

واشنطن ترهن التعاون مع موسكو بوصول المساعدات إلى حلب

واشنطن ترهن التعاون مع موسكو بوصول المساعدات إلى حلب
16 سبتمبر 2016 23:32
عواصم (وكالات) أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أمس، أن واشنطن لن تتعاون عسكريا مع موسكو في سوريا ما لم يسمح نظام الأسد بوصول المساعدات الإنسانية إلى المدن المحاصرة، في حين أعلن الكرملين استعداد روسيا لاستخدام نفوذها لدى نظام الأسد لإلزام قواته بتنفيذ اتفاق الهدنة ،وهي القوات التي أعادت نشر أسلحتها الثقيلة في منطقة شارع الكاستيلو في حلب خشية قيام قوات المعارضة بهجوم مباغت لاستعادة السيطرة عليه. وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة أبلغت روسيا أمس، أنها لن تنشئ لجنة للتمكين من استهداف مشترك للمتشددين في سوريا حتى تبدأ المعونات الإنسانية في التدفق إلى مدينة حلب المحاصرة ومناطق أخرى. وقال جون كيربي المتحدث باسم وزارة الخارجية في بيان، إن وزير الخارجية جون كيري نقل تلك الرسالة في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرجي لافروف أكد خلاله أن واشنطن تتوقع أن تستخدم موسكو نفوذها لدى الرئيس الأسد « كي يسمح للقوافل الإنسانية التابعة للأمم المتحدة بالوصول إلى حلب ومناطق أخرى في حاجة للمساعدة». إلى ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية بيتر كوك إن النظام السوري لم يلتزم الكثير مما ورد في اتفاق وقف الأعمال القتالية، بما في ذلك عدم التزامه السماح بوصول المساعدات الإنسانية. وقد حمّل البيت الأبيض النظام السوري وداعميه في موسكو المسؤولية المباشرة عن عدم إيصال المساعدات إلى الملايين من السوريين الذين هم في أمسّ الحاجة إليها. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست إن الاتفاق الأميركي الروسي أدى إلى خفض حدة العنف، لكنه تضمن أيضا أن تستخدم روسيا قدراتها ونفوذها على النظام السوري للسماح بدخول المساعدات، وهذا لم يتحقق. وأبدت روسيا استعدادها لتمديد الهدنة في سوريا 72 ساعة رغم «العديد من الانتهاكات» لوقف اطلاق النار الذي تفاوضت عليه موسكو وواشنطن، وفق ما أعلن مسؤول كبير في هيئة الأركان الروسية الجنرال فيكتور بوزنيخير ، مؤكداً في تصريح بثه التلفزيون الروسي «نحن مستعدون لتمديد الهدنة 72 ساعة اضافية» داعيا في الوقت نفسه الولايات المتحدة إلى اتخاذ «اجراءات حاسمة» لكي تحترم فصائل المعارضة وقف اطلاق النار. وأكد الكرملين في سياق آخر استعداد موسكو لاستخدام نفوذها لدى النظام السوري لإلزام قواته تنفيذ اتفاق الهدنة، على أن تمارس الولايات المتحدة ضغطا، من جانبها، على المعارضة و ذلك في وقت أعادت قوات النظام الأسلحة الثقيلة إلى طريق الكاستيلو في حلب، حسب ما ذكر مسؤول روسي. وقال سيرجي كابيتسين إن القوات الحكومية السورية واجهت «قصفا عنيفا» الليلة السابقة وأصيب جنديان اثنان. وفي المقابل عبر المتحدث باسم الكرملين، عن أمله في أن تمارس واشنطن نفوذها أيضا على جماعات المعارضة المسلحة لتنفيذ الاتفاق الذي قال عنه إنه صامد إلى حد كبير «رغم بعض الانتكاسات». وقالت موسكو إن روسيا تتباحث مع الولايات المتحدة الأميركية من أجل الإعلان عن الاتفاقيات التي توصلا إليها بشأن سوريا، مشددة على أولوية فصل المعارضة السورية عن المجموعات «الإرهابية» حسب وصفها، واتهمت أطرافا في واشنطن بعدم الرغبة في ضربهم. ويتضمن الاتفاق الروسي الأميركي بنودا معلنة تشمل وقفا لإطلاق النار، وإيصال المساعدات للمدنيين، والاستهداف المشترك لجماعات مستثناة من الاتفاق في مقدمتها تنظيم «داعش» وجبهة فتح الشام (النصرة سابقا)، إضافة إلى عقد جولات جديدة من المفاوضات بين النظام والمعارضة السوريين. ورأت موسكو أن فكرة دعم هذه الاتفاقيات في مجلس الأمن الدولي مفيدة، لكن من غير الصحيح الطلب من الشركاء دعم ما لا يعرفونه مشيرة إلى أن الاتفاق الروسي الأميركي لا يتضمن بنودا عن مستقبل الأسد، باعتباره شأناً داخلياً سورياً. وطالب المسؤول الروسي واشنطن بالتحدث بشكل صارم مع المعارضة المسلحة التي ترفض التزام الهدنة، لأن موقفهم هذا لن يجلب السلم إلى سوريا. وفي سياق متصل، أشار مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، إلى أن موسكو تبذل جهودا حثيثة من أجل أن يتبنى مجلس الأمن الدولي الأسبوع القادم مشروع قرار لدعم اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا الذي توصلت إليه موسكو وواشنطن مؤخرا. وأكد تشوركين أن روسيا تعكف على صياغة مشروع القرار الأممي، مشيراً إلى أن من الضروري إقراره في 21 سبتمبر عندما يعقد مجلس الأمن اجتماعا على مستوى عال بشأن سوريا. من جهته، قال الائتلاف الوطني السوري المعارض إن إعراب مبعوث الأمم المتحدة ستفان دي ميستورا عن أمله في أن يعطي النظام التصاريح اللازمة لدخول المساعدات الإنسانية إلى حلب، يخالف قرارات مجلس الأمن التي تنص على سحب أي صلاحية لدى النظام لمنع دخول المساعدات إلى المناطق الخارجة عن سلطته. هذا ولا تزال شاحنات المساعدات الإنسانية التي ينتظرها السكان المحاصرون في حلب عالقة في المنطقة العازلة على الحدود بين تركيا وسوريا، في اليوم الرابع من دخول الهدنة الهشة حيز التنفيذ. وتأمل الأمم المتحدة في وصول أربعين شاحنة محملة بالمساعدات الغذائية التي تكفي لإطعام ثمانين ألف شخص لمدة شهر إلى الأحياء المحاصرة في شرق حلب، بأسرع وقت ممكن. وأعلن المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ديفد سوانسون، أن «التحدي الذي لا نزال نواجهه هو ضمان التوافق بين أطراف النزاع والجهات التي تتمتع بنفوذ عليهم». وأضاف سوانسون «أنه أمر محبط جدا لنا نحن العاملين الإنسانيين، فنحن هنا ومستعدون للتحرك والعالم يتفرج». ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا حول سوريا بمشاركة وزيري خارجية روسيا والولايات المتحدة سيرغي لافروف وجون كيري للإطلاع على تفاصيل اتفاق الهدنة في سوريا الذي تفاوضت عليه روسيا والولايات المتحدة وتقييم ما اذا كان سيدعمه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©