الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البثنة.. بساط أخضر على سفوح الجبل وبطن الوادي

البثنة.. بساط أخضر على سفوح الجبل وبطن الوادي
6 مايو 2013 20:35
ياسين سالم (الفجيرة) - تأسرك مناطق وقرى الإمارات لما تحتويه من مناظر أخاذة وطبيعة خلابة، وبساطة تعيدك للزمن الغابر، فهذه المناطق التي تجاور الجبل منذ القدم وتتمتع بجو معتدل معظم أيام السنة، لا تزال تحافظ على مظاهر الحياة القديمة لأهل الإمارات، فالأسر متماسكة والزيارات متواصلة والزراعة تحظى باهتمام على الرغم من التحول الذي طرأ على هذه القرى بعد قيام الدولة. وتضم البثنة قلعة تهدمت أكثر من مرة، وتمت إعادة بنائها خاصة البرجين الرئيسيين بالطين والحصى، وفي عام 2005 قامت إدارة التراث والآثار في الفجيرة بمشروع ترميم كامل للقلعة، الذي استمر حتى نهاية العام الماضي، وسوف تفتتح القلعة لاستقبال زوارها حسب سعيد عبدالله السماحي مدير إدارة التراث والسياحة في الفجيرة خلال الأسابيع القليلة المقبلة. وديان والبثنة التي تقع على طريق الفجيرة ـ مسافي وتبعد عن قلب مدينة الفجيرة 26 كيلو متراً من ضمن هذه المناطق الجميلة، والتي تضم أكثر من 2600 نسمة و10 آلاف نخلة ومركزاً للشرطة وروضة ومدرسة بنيت عام 1977. وتحيط بها شعاب وأودية أشهرها (وادي حام) والذي يعتبر أكبر أودية الفجيرة، الذي كان يستقطب الرحالة المتنقلين بين مختلف مناطق الساحل الشرقي. الزراعة وتشير معاجم اللغة العربية إلى أن اسم البثنة يعني (الأرض السهلة اللينة طيبة الإنبات) وهو الوصف الذي ينطبق على البثنة، فعندما تقترب من هذه المنطقة تلاحظ تلك الأشجار المترامية على سفوح الجبل والمتناثرة في بطن الوادي، والتي تعتمد في السابق على مياه الطويان - كما يقول مصبح بن علي الكعبي- أحد أبناء منطقة البثنة، والذي يشرف بنفسه على الزراعة في مزرعته، مضيفاً أن البثنة تشتهر منذ القدم بالزراعة بسبب خصوبة التربة والمياه العذبة، وتتميز بشكل خاص بزراعة أشجار النخيل لا سيما (أنوان) و(قش فلقة)، ثم أضيفت إليها زراعة (الخلاص) و(اللولو) وباقي الأصناف، كما تكثر فيها زراعة الليمون والهمبا (المانجو). ومع انحسار الأمطار جفت معظم الآبار القديمة وأصبح الاعتماد على الآبار الارتوازية التي يصل عمقها إلى أكثر من 800 قدم. مشيراً إلى أن معظم أهالي البثنة متمسكون بالزراعة لما تشكله من موروث مهني يعتز به. أما المعلم التاريخي الآخر فيتمثل في (القلعة) والتي تطل بشموخ من التلة الجبلية المشرفة على واحة النخيل، وهذه القلعة يعود تاريخ بنائها إلى 1735م وتتكون من مبنى رئيس مخروط الشكل من ثلاثة طوابق، إضافة إلى مبنى برج آخر أصغر من الأول من جهة الشمال، ويمكن الدخول إلى القلعة عبر بوابة لا يزيد ارتفاعها عن متر ويتجه مباشرة في البداية إلى صحن القلعة الذي يشكل في الوقت نفسه قاعدة الحصن، وتنتشر في أعلاه ثماني فتحات بشكل دائري تغطي جميع الاتجاهات وتمثل نقاط ارتكاز لبنادق المدافعين، ويصل ارتفاع القلعة إلى 20 متراً عن الأرض، وحسب أقوال الرواة فإنه كانت توجد في صحن القلعة بئر ماء يتم النزول إليها من خلال درج إضافة إلى مخزن للمواد الغذائية. كما تضم البثنة سد البثنة والذي شيد قبل 12 سنة من ضمن مشاريع السدود التي قام ببنائها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، لحفظ المياه والاستفادة منها في أعمال الزراعة والري وتعزيز منسوب المياه الجوفية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©