حسن البلوشي يحول الدراجات النارية لقطع فنية متحركة

حبه للدراجات النارية كان هاجسه ودافعه، وولعه بتلك الآلة القوية الصارمة جعله يتفنن في العناية فيها، إنه الاماراتي حسن البلوشي الذي اختار أن يمارس حبه وولعه بعالم الدراجات النارية، عبر افتتاحه لورشة صغيرة تقدم خدمات مختلفة لمقتني الدراجات النارية لتزيين دراجاتهم ومضاعفة قوة محركها مع إضافة جديدة تتمثل في تلبية تصاميم وأفكار جديدة تغير شكل الدراجة بكاملها وتحيلها لدراجة من عالم الكارتون والخيال. كانت بداية حسن البلوشي ابن 21 ربيعا عندما استوحى تصميم دراجة فريدة الشكل من أحد الأفلام الأجنبية وحول ذلك التصميم بعد جهد عامين متواصلين إلى قطعة فنية رائعة وقع في غرامها كل من رآها خصوصا من الشباب الإماراتيين المولعين بالدراجات النارية، وبدأ زوار محله يعرضون شراءها بمبالغ طائلة لكنه رفض ذلك دوما. يقول حسن البلوشي: “اخترت العمل في هذا المجال لأنني أعشق اقتناء وقيادة الدراجة النارية كحال الشباب الإماراتيين الذين باتوا ينصرفون عن عالم السيارات إلى عالم الدراجات النارية ونتيجة لذلك لحبي لها ورؤيتي لإقبال الشباب عليها قررت منذ عامين تقريبا أن يكون لي محل أو مصنع خاص أمارس فيه هوايتي في بيع قطع الزينة وتركيبها على الدراجات النارية فيما نسميه بتعديل الدراجات النارية بالإضافة إلى تلبية رغبات الشباب الذين يحلمون بأن تكون دراجاتهم متميزة وفريدة من نوعها فهم يحبون لفت الأنظار بها والتباهي بجمالها وعدم وجود شبيه لها، فصرت أستقبلهم وأتعرف على التصاميم الجديدة التي يريدون أن تضاف إلى دراجاتهم سواء في شكلها الخارجي والداخلي أيضا أو يطلبون مني أن أبتكر لهم تصميما متميزا نتيجة عدم وجود فكرة معينة برأسهم فأبدأ أقترح عليهم ما سأضيفه وأرسم التصميم على الورقة ومن ثم على برنامج الفوتوشوب بعد أن أدخل إليه صورة الدراجة الحقيقية وأبدأ أعدل وأضيف عليها حتى أصل إلى التصميم الذي يرضي الزبون”. مراحل التنفيذ يتابع البلوشي حديثه: “تبدأ بعد ذلك عملية التنفيذ الفعلي لما تم تخيله من شكل جديد للدراجة، وأستعين بفريق متكامل من التقنيين أو الميكانيكيين يعملون معي يدا بيد في تركيب هذه الإضافات التي نجلبها من أميركا أو من داخل الدولة إن توفرت في المصانع، لكن المشكلة أن هذه القطع بدون ضمان ولا توفر كل متطلباتنا فنضطر إلى مراسلة المصنع الذي تم تصنيع الدراجة فيها ونطلب منه قطعا معينة يصنعها لنا حسب الطلب لأنها من وحي أفكارنا نتفاهم معه على التصميم الذي نريده ويرسل لنا ما نريده، ومن ثم نقوم بتركيبه عليها أما عملية رسم صور على الدراجة أو عمل مجسمات عليها كأحد الشباب الذي طلب مني تركيب رأس ذئب في مقدمة الدراجة وهذا ليس بصعب علينا إذ نلبي أي طلب أو رسمة في خيالهم وذلك عبر رسمها على الهيكل ونحتها بالمعجون وصبها بالبلاستيك وتركيبها وتلوينها بألوان خاصة ومرشات أو مسدسات هوائية وطلائها باللكر والبولش ليعطيها لمعانا ونعومة ودواما”. دراجة البلوشي يشرح البلوشي فكرة الدراجة المتميزة التي صممها من وحي أفكاره ونفذها مع فريق من الميكانيكيين ويقول: “اشتريت دراجة نارية عادية، من أنواع الدراجات الشائعة في كل مكان ففكرت بأن أغير شكلها وأنفذ بعض الاضافات التي تخيلتها عليها، ممارسا بذلك هوايتي ومجملا لدراجتي الخاصة وفي نفس الوقت يرى الناس من حولي من خلالها ماذا أستطيع أن أفعل وإلى أي مدى قادر على تحويل أي فكرة في ذهني وأذهانهم إلى واقع عملي يرونه ويلمسونه على دراجاتهم، وفعلا تمكنت من ذلك وأنا فخور بما وصلت إليه فقد أرضيت طموحي وما أحلم به بعد أن رأيت نظرات الإعجاب والانبهار من كل من رأى دراجتي المبتكرة...” من وحي السينما الخطوة الأولى التي اتخذها البلوشي في دراجته هي تصميم شكل جديد جميل لها غير مسبوق وذلك بعد الإطلاع على عدة مواقع الكترونية وآخر ما وصلت إليه صناعة الدراجات في العالم ويقارن الفكرة التي تراوده في شكل الدراجة بما هو موجود في الواقع، ويحاكي عبر هذه الفكرة فيلما أجنبيا خياليا أبطاله كائنات فضائية اسمه (the alien) يرسم على دراجته رسما يشابهها ويلونها بألوان تناسبها كالأزرق والذهبي بتماوج لوني غريب داخل الشخصيات المرسومة عليها أما اللون العام فهو الرمادي أو الفضي، ومن الإضافات التي قلب بها شكل الدراجة رأسا على عقب تغيير إطاراتها من حجم 180 إنش إلى 360 إنش للإطار الواحد مما يشير إلى ضخامة الإطارات وسماكتها، كما زودها بنظام هيدروليك يفيد سائقها بالتحكم بارتفاعها عن سطح الأرض ويمنحها منظرا ملوكيا أثناء الحركة. مؤكدا البلوشي أنه لا يوجد دراجة نارية في الدولة مزودة بنظام هيدروليك وتعتبر دراجته الأولى من نوعها في المواصفات الشكلية والداخلية، وحول أيضا قطع هيكل الدراجة من حديد أسود إلى كروم فضي، وأضوية على جوانبها داخلية وخارجية تضيء وتتبدل تلقائيا بين 8 ألوان مختلفة، وقام بتركيب تلفزيون في مقدمتها يراعي مسألة الأمان للسائق فلا ينشغل به بل يمكن له التفرج عليه إذا ما وقف بدراجته في مكان مع أصحابه أو ليراه الناس فيلفت انتباههم ويمكن وضع السي دي فيه ويوجد نظام صوت يتميز بإمكانية الحصول على صوت مميز عال منبعث من التلفاز أو السي دي هذا علاوة على الإكسسوارات الفخمة التي جلبها من أميركا خصيصا لدراجته، إلى جانب زجاجة نيتروجين تزيد من قوة المحرك وتوربو من الفئة الثانية يزيد من قوة المحرك أيضا فتصل إلى 386 حصانا وهي قوة عالية جداً تحقق سرعة جنونية للدراجة تصل إلى 360 كم / الساعة مما يعني عدم إمكانية قيادة هذه الدراجة في الشوارع العادية وإنما فقط في السباقات. صعوبات جمة من أكثر الصعوبات التي واجهها البلوشي في دراجته الجديدة إيجاد قطع لها داخل الدولة وتعذر ذلك ووجود بعضها بدون ضمان لكنه لم يتخل عن بعض الصناعات المحلية في دراجته حيث تمت عملية تركيب التلفاز في هيكل السيارة لدى أحد الفنيين، كما أن عملية شحن القطع تتطلب وقتا وكلفة عالية مما يعيق العمل ويؤخره، ولعل عملية تركيب التوربو لدراجته تطلبت منه 3 أشهر لأنها كانت تطلق دخانا كلما حاول تركيب معتمداً على الكتيب الذي أرسل معه من الشركة المصنعة، حتى توصل إلى حل بمد أنابيب محلية تسهل عملية وصول الزيت ودورانه في التوربو. يحلم البلوشي أن يطور تجارته التي تعتبر من التجارات الرائجة لكنها ذات أسعار مرتفعة نوعاً ما ويطمح في أن يفتح مصنعاً كبيراً يصنع فيه قطع الدراجات وكل ما تلزمه من زينة يقوم بتصميمها وتركيبها بنفسه لتكون محلية 100%.