الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عيّن خير- (كل اثنين)

عيّن خير- (كل اثنين)
18 يوليو 2010 21:12
فخ «الزوجة الثانية» المشكلة عزيزي الدكتور: لا أعرف من أين أبدأ مشكلتي..لقد سقطت فى فخ «الزوجة الثانية» ولا أعرف كيف؟ لقد أحببته منذ النظرة الأولى في لحظات hندفاع وطيش، ولم أستطع مقاومة سيل العواطف الجياشة التي غمرني وحاصرني بها رغم علمي أنه متزوج، وخلال سبع سنوات عشناها في خيالات وأوهام الحب، لم أكن أسمع أو أرى شيئاً غيره، وتزوجنا بعدها رغم عدم الموافقة التامة من قبل أسرتي، وقد تخلى عني مادياً تقريباً منذ أيام زواجنا الأولى، واستنزفت كل ما ادخرت وتكفلت أنا بكل شيء حتى سداد ديون الزواج التي تعاهدنا بسدادها سوياً، ثم بدأ بالتدريج في التخلي عنى في كل شيء، والتمرد على كل شيء حتى إنه بعد إنجاب ابنتنا الأولى بأقل من شهر طلب مني أن ننفصل لأنه لا يستطيع الاستمرار، ولا يستطيع تحمل أي مسؤولية إضافية، فهو يكتفي بأسرته الأولي والتزامه تجاهها، فكرت في كيفية مواجهة أسرتي والناس من حولي، ورفضت وتمسكت به ووعدته ألا أطالبه بأي شيء فأنا لا أستطيع الحياة بدونه ، واستمرت الحياة وهو يتركني أياماً طويلة وحدي مع ابنتي، فليس لديه سوى حجج واهية، وأعذار أعرف أنها غير صحيحة، فصبرت عليه وتحملته لسنوات، وحاولت خلالها إنشاء جسور معقولة من الصلة مع أهله رغم رفضه. لكنه بعد إصراري وافق حتى أننى تعرفت على زوجته الأولى وأولاده وقضينا بعض الأوقات سوياً وهو الأمر الذي لم أستطع الاستمرار فيه، وبدأ هو من جهته في التقرب إلى ابنتنا وبدأت مشاعر المودة بينهما بعد أن كانت مقطوعة تماما، وعندما بدأت أأمن غدر الدنيا أنجبت طفلنا الثاني الذي فارق الحياة بعد شهره الرابع، وانهارت الدنيا من حولي رغم أنى متماسكة قدر المستطاع وراضية بقضاء الله لكننى لا أستطيع أن أعيش حياة طبيعية، ورغم أن زوجي بات أكثر تقربا إلى، إلا أنني أصبحت ناقمة عليه على كل الهوان الذي سقاني إياه طيلة ست سنوات هي عمر زواجنا، وأصبحت كارهة لنفسي لقبولي بكل ما مر بي معه ولتمسكي به، وبت أؤنب نفسي وأزجرها باستمرار على قبولي أن أكون زوجة ثانية. فليس وضعي ولا مستواي الاجتماعي يسمح بذلك لقد حقرت من شأني بارتباطي به، وأجهزت على البقية الباقية في نفسي باستمراري معه وفشلي في تركه، وبت أشعر الآن أنني غير قادرة تماماً على الاستمرار معه، لا أدرى لماذا؟ فماذا أفعل حتى أننى لا أعرف إن كنت مازلت أحبه أم لا ؟ فبم تنصحني؟ أم عفراء النصيحة سيدتي.. قرأت رسالتك أكثر من مرة لمحاولة استنباط أسباب حنقك على زوجك، فمن اللحظة الأولى لمست أنك صاحبة عاطفة سريعة التأثر، بل يمكن أن تكوني متسرعة في ردود أفعالك، وشبهت نفسك بأنك سقطت في فخه، وكأن ليس لك أى ذنب، لدرجة أنك لم تقنعين أهلك تماماً بهذا الزواج. إن الزواج الثاني ليس بجريمة، والتعدد هو الأصل، لكن متى يقبل الزوج عليه؟ ومتى توافق الأنثى؟ وما هي الضوابط والمعايير التي تحكم مثل هذا الزواج؟ أنت تنازلت بسرعة عن حقك في تكفله بنفقات الزواج، ومسؤوليته في سداد ديونه، وأظن أنه استغل قدرتك المالية وترك لك المسألة، لأنه يعلم ضعفك أمامه، ضعفك العاطفي واندفاعك نحوه، وضعفك أمام أسرتك، وضعفك أمام المجتمع، وضعفك أمام نفسك، وللأسف استغل هذا كله لصالحه. بعد العشرة تكشف زوجك أمامك، وربما بعد فجيعة صدمتك في طفلك تكشفت لك شخصيته الحقيقية، وتماديتي في جلد ذاتك وزجرها والميل إلى الانتقام منها بالتخلي عنه وتركه، وربما تحملينه المسؤولية في نقمتك عليه، ومن ثم تجدين نفسك لا تتقبلين العيش معه. أنصحك بالابتعاد عنه قليلاً وإعطاء نفسك فرصة للتفكير الهادئ بعيداً عنه، وتختبرين نفسك، وحاولي أن تقيمين الأمر بموضوعية، فلا أنصحك بالطلاق، لأن آثار الطلاق لن تدركيها إلا بعد فوات الأوان، وضعي في اعتبارك ابنتك، ونظرة المجتمع إلى المطلقة، وكيف تواجهين الحياة دونه؟ ولعل تفكيرك يتغير بعد أن ترتاح نفسيتك قليلاً، فالسرعة غير مطلوبة في مثل هذه المواقف على الإطلاق. مع أطيب التمنيات. هل أعيد المياه إلى مجاريها؟ المشكلة عزيزي الدكتور: أنا فتاة جامعية، حلمت كأي فتاة بفتى أحلام يملأ حياتي وأشاركه بناء أسرة سعيدة. ولم يكن لأسرتي مطالب سوى شاب يحافظ عليّ وأن يصون كرامتي. وكان نصيبي الزواج من شاب محب وخلوق لم يبخل علي بشيء، فأحببته من كل قلبي، ولم أهتم ليوم بمعاملة أهله السيئة وخاصة شقيقته التي لم تتزوج . مرة سنة بعد أخرى وأنا في قمة السعادة رغم أننا لم نرزق بأولاد. زرت الطبيبة وأجريت كل الفحوصات، وكان زوجي يقول لي:» إذا لم يرزقنا الله بالأولاد فيكفيني حبي لك»، واكتشفنا أن السبب يكمن فيه، وبدأ العلاج وكنت راضية بحكم الله وصابرة، وقررت حتى لو لم يرزقنا الله بالأولاد سأكمل مسيرة حياتي معه لأنني أحببته من كل قلبي. .. حدث خلاف بيني وبين أخت زوجي واحتدم الكلام بيننا، فرمتني في عرضي، فلم أسكت لها، وكبر الخلاف وتدخل زوجي وضربها على الكلام الذي قالته في حقي، بعدها طلب مني زوجي أن أذهب عند أهلي لبضعة أيام حتى تهدأ الأمور. وبعد فترة قرر زوجي أن يعيدني، ورجعت معه لكن في فندق بمدينة أخرى لمدة ثلاثة أيام، بعدها رجعت لأهلي وقال إنه سيحاول أن يجد حلاً في أقرب وقت. ومرت عدة أيام ومرض والد زوجي وتوفاه الله، وذهبت لأقدم واجب العزاء لأهله، ورغم المقابلة الفاترة لكنني تفهمت الموقف. وكنت أتحدث مع زوجي كل يوم تقريباً، بعد مدة بدأ يتهرب مني، ومرات يغلق المحمول ولا يرد على رسائلي، وفي ليلة كلمني وقال لي بكل بساطة أن كل شيء بيننا انتهى، ولم أتمالك نفسي من طعنته التي كانت فوق احتمالي، وسقطت مغشية عليّ، ولما أفقت وجدت والدي يقول لي :»الرجل يا ابنتي موقف.. والذي باعك بسبب أهله لا يستحقك، ولا يستطيع أن يحافظ عليك». كان كلام أبي كالسكاكين التي تقطع قلبي، لماذا فرقوا بيني وبينه ؟ وبعد عدة أيام بعث لي رسالة مع إحدى قريباته يشرح لي فيها الأسباب، وزادت من طعناته لي أنه اتهمني أنني أبحت لأهله أنه عقيم لذلك قرر أن نفترق. أقسمت له أنني لم أقل هذا الكلام، لكنه لم يصدقني، فتأكدت من كلام أبي فودعته متمنية له كل السعادة.وتم طلاقي منه منذ حوالي سنة، وتقدم لي غيره للزواج، لكن قلبي ما زال معلقاً به. وبدأ يتصل بي من حين لآخر بغية إعادة المياه إلى مجاريها، لكنني أتجاهل طلبه، وأجد نفسي مترددة، فبم تنصحني؟ ياسمين النصيحة معاناتك ومشكلتك واحدة من بين مئات أو آلاف الحالات التي يتسبب تدخل الأهل في إفساد العلاقة بين الزوج والزوجة، أو بسبب ضعف شخصية الزوج وعجزه عن اتخاذ موقف حازم في كثير من الأحيان. وما يعقد المسألة حالة زوجك الصحية، وإحساسه بالضعف وعدم الثقة في نفسه أمامك وأمام أهله بعد ما أثير من كلام. ولم يستطع في موقف محدد أن يكون صاحب قرار، بل تخلى عنك مع أول مشكلة، وبعد أن تبين الحقيقة يعود لكي يعيد الأمور لمجاريها لأنه يشعر أن ليس بإمكانه الزواج من أخرى حتى لا يصادفه نفس المشكلة. على أية حال.. إن تفكيرك في الأمر يحمل رغبة غير معلنة في العودة إليه، وأنت وحدك من يقرر ذلك في ضوء ما حدث، وفي ضوء علمك بحالته، وهل بامكانك الصبر وتقبل مسألة عدم الإنجاب منه أم لا؟ فاذا كانت قناعتك بزوجك الآن ربما تتأثر بعاطفتك ومشاعرك، فماذا ستكون عليه في الغد؟ إن الأمر يصعب تقديره، وعليك وحدك أن تقرري وجهتك، واحزمي أمرك بموضوعية وهدوء. مع أطيب التمنيات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©