الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طفلي يخاف من الطبيب

طفلي يخاف من الطبيب
18 يوليو 2010 21:03
الأب قلق والأم حائرة لاتدري ماذا تفعل؟ ولا كيف تتصرف مع الطفل، فيما الطفل يبكي خوفاً، هذا المشهد كثيراً ما يتكرر عندما يشعر أحد أبنائنا بالمرض، كأن تؤلمه أسنانه مثلاً، والحال أن الخوف من الطبيب مشكلة تزعج الآباء، وتسبب لهم الكثير من المعاناة، لماذا يبكي الطفل عندما يعلم بأنه سيذهب إلى الطبيب؟ وكيف يمكن تخليصه من مشاعر الخوف هذه؟ كلما ذُكر لها أنها ستذهب للطبيب شعرت فاطمة بالخوف، فهي على حد قول والدتها أم محمد، تخاف من أدوات الدكتور الموجودة في الغرفة، تقول أمها عن خوف ابنتها المتكرر: «دائماً ما تشعر ابنتي بألم في أسنانها نظراً لتعرض أكثر من ضرسين للتسوس، وهذا الأمر يجعلها تتألم كثيراً وبمجرد أن نذكر لها أنها ستذهب إلى الدكتورة لخلع الضرس، نراها تصرخ وترتجف يداها، وسبب ذلك، على حد قولها، أنَّ غرفة الأسنان مخيفة. تتابع أم محمد: «حاولت كثيراً إقناعها بأنني سأكون بجانبها، وأنَّ وخزة الإبرة لن تكون مؤلمة كثيراً، لكنَّها بعد أن ترى والدها يتعامل معها بعصبية، ويصرخ في وجهها، ترضخ لأمره مجبرة فيما الدموع تنهمر من عينيها. وهكذا مع كل زيارة يتكرر الصراخ خوفاً من الإبرة وكرسي الدكتورة الذي يولد لديها خوفاً شديداً، وبعد أن يتم إنجاز المهمة أحاول أن أضمها إلى حضني، وأشتري لها هدية جميلة، وهذا نوع من التشجيع إن كانت هناك زيارة ثانية للعيادة». ذاكرة الألم بدوره يلفت شاهين سالم، رب أسرة، إلى أن معظم أبنائه يشعرون بالخوف من زيارة الطبيب، وهو يتفهم موقفهم: «نحن الكبار نشعر حتى الآن بالخوف من زيارة الطبيب، والسبب هو ارتباط العيادة بالأبرة التي تسبب الألم أثناء وخزها بالجسم، فما بالنا بأطفالنا الذين يكرهون مجرد الحديث عن زيارة العيادة للعلاج، كما أن الأدوية التي تُصرف معظمها مُرة الطعم، ويصعب على الأطفال شربها، وكثيراً ما ألاحظ أن الأهالي ينقلون هذا الخوف لأبنائهم، فمجرد سماع الطفل والديه يتحدثان عن ألم الأبرة أو مرارة الدواء، يتسلل الخوف لا شعورياً نحو أعماق عقله، ونراه يخلق أعذاراً كثيرة للتهرب من زيارة الطبيب». كما أن رائحة غرفة الطبيب وأدواته تشكل هماً آخرا، يشرح شاهين ذلك قائلاً: وجود الإبرة والأدوات الحادة خاصة في عيادات الأسنان تجعلها بالنسبة للكثيرين غرفة للرعب، حيث يشعر الطفل هنا بالخوف، كما أن تعامل الطبيب مع الطفل بحنان أو عصبية أمر ذو أهمية كبيرة على هذا الصعيد، فقد يشعر الطفل بالأمان إن كان الطبيب خبيراً في التعامل مع الأطفال بحنان وطيبة، وقد ينفر الطفل من الدكتور العصبي أحياناً كثيرة، لابد لتلك العوامل أن تنعكس سلباً على الطفل». للأطفال آراؤهم لا أخاف من مراجعة طبيب الأسنان للفحص فقط، لكن ينتابني شعور بالخوف حين يقوم الطبيب بخلع ضرسي، تصف ريم خالد (9 سنوات)، شعورها بالقول: «أراجع الطبيب بصورة دورية مع والدتي لاكتشاف أي تسوس أو التهاب بشكل مبكر، ومعالجته فوراً بأقل درجة من الألم، لكن عيادة طب الأسنان تولد لدي خوفاً كبيراً، فالأدوات بمختلف أحجامها وشكلها تشعرني بارتباك ورجفة لا ينتهيان إلا بعد خروجي من الغرفة». تنصح ريم زملاءها الأطفال بعدم تناول الكثير من الحلوى، وبتنظيف الأسنان يومياً، لضمان عدم تسوّس أسنانهم، وبالتالي لتحقيق الابتعاد عن زيارة الطبيب، طالما أن الأسنان سليمة وقوية». أما الطفلة نور سالمين (10سنوات)، فتذهب إلى طبيب الأسنان مع والدتها، ولا تخاف من ذلك أبداً، وهي تصف شعورها قائلة: «الأدوات المخصصة للأطفال أقل ألماً من تلك المستخدمة للكبار، وأنا سعيدة بالمعاملة الحسنة والسلسة من قبل الطبيب الذي يعالجني». تضيف بفرح: «لأنه يضحك معي، ويصبر علي، ويتعامل معي برقة، ولذلك لا أشعر إلاّ بألم بسيط عند خلع أي ضرس، كما أنه يعتني بأسناني وينظفها كل 3 شهور، كي يقلل من فرص إصابتها بالتسوس». تهديد بالإبرة إلى ذلك تقول الدكتورة زكية الجيوسي، حائزة على البورد الأميركي في طب الأطفال: «نسمع عن الكثير من الأطفال الصغار يرتعدون خوفاً من زيارة الطبيب، لأن البعض من الأمهات زرعن الخوف فيهم، فالطفل إن كان طائشاً أو مشاغباً، أو كان يمارس بعض التصرفات المزعجة، تقول له الأم في الغالب»أوقف شقاوتك وإلا ناديت على الطبيب ليعطيك الإبرة. مثل هذا التهديد يثير الخوف لدى الصغار كما توضح الجيوسي: «يبقى ذكر الطبيب مزعجاً، حتى عندما يكبر الطفل، وهذا لا يعني أن الطفل يجب ألاّ يخاف، فالخوف أمر اعتيادي وشعور داخلي يمهد لالتزام جانب الحذر ودرء الخطر. ولكنه يجب أن يكون في حدود المعقول والمقبول، وطبعاً ليست الأم المصدر الوحيد لخوف طفلها من الطبيب، فقد تكون الخبرات السابقة المؤلمة في العيادة أو المستشفى سبباً في إثارة هذا الخوف». بيت الرعب لكن يبقى الذهاب إلى طبيب الأسنان بمثابة الزيارة إلى بيت الرعب بالنسبة إلى الكثير من الأطفال، وسبب ذلك، كما تقول الدكتورة الجيوسي، صور عالقة في الذهن عن أدوات طبيب الأسنان، وغيرها من المفاهيم الخاطئة المتعلقة بالحقن، بدليل أن البعض قد يحدث له إغماء لمجرد رؤية حقنه التخدير، أو سماع صوت ماكينة الأسنان، حتى لو كان تحت تأثير البنج الموضعي. وتنصح الدكتورة الآباء بتوخي الحذر عند الحديث عن طبيب الأسنان أمام الأطفال، لأن معظم مخاوفهم مكتسبة من الكبار. وتصف الجيوسي الصورة التي مازالت عالقة لدى البعض، بالقول: «منذ القديم ارتبطت صورة طبيب الأسنان بالألم، وكانت معظم اللوحات والصور التي تؤخذ هي عبارة عن مريض يجري عملية خلع ضرس، وهو في حالة ألم شديد، ومع تطور الطب الحديث أصبحت العلاجات السنية هي التي تتقدم على عمليات الخلع، كما أصبحت عمليات الخلع تجرى تحت تأثير التخدير بحيث لا يشعر المريض بأي ألم». وتوجه الدكتورة الجيوسي تحذيراً إلى الأمهات بعدم إهمال أسنان الأطفال بشكل خاص، قائلة: «إن العناية بأسنان الطفل تبدأ حتى قبل ظهور الأسنان اللبنية، وذلك بمسح فم الطفل بقطعة قطن مبللة بالماء عقب كل رضعة، حتى لا تتخمر بقايا الرضاعة، وتسبب أذى للطفل، وبعد ظهور الأسنان اللبنية على الأم تعويد الطفل على غسل أسنانه بفرشاة مناسبة عقب كل وجبة، مع ضرورة مراجعة الطبيب لتجنب حدوث أي تشوهات في الأسنان يصعب علاجها في ما بعد، مع ضرورة عدم نقل خبرات مؤلمة إلى الأطفال لخلق علاقة جيدة بين الطفل وطبيب الأسنان». إلى ذلك تقول الجيوسي:»على أولياء الأمور البحث عن السبب الذي يدفع الطفل إلى الخوف من الطبيب، فقد يكون بسبب حالة معينة أو لموقف حدث قبل فترة من الزمن، أو كان لتهديد الطفل بإحضار الطبيب عند رفضه القيام بشيء ما، ومهما يكن الأمر فحل هذه المشكلة يكون بإفهام الطفل أن الذهاب إلى الطبيب يشفيه من المرض ويجعله قوياً، وإفهامه أن هذا الشعور طبيعي ينتاب كل الأطفال». نصائح مهمة عند زيارة الطبيب ? عدم الكذب على الطفل كأن يقال له إن الحقنة لا تؤلم إذ يصعب عليه استعادة ثقته بعد ذلك. ? يجب إفهام الطفل مدى أهمية الحقنة في معالجة المرض. ? عدم الابتعاد عن الطفل أثناء الفحص، ومن الأفضل تشجيعه من خلال مسك يده أو مداعبة خصلات شعره، وذلك يجعله أكثر اطمئناناً ? من الأفضل عند زيارة الطبيب أن يأخذ الطفل معه لعبته المحببة. ? يمكنك إهداء الطفل لعبة على شكل حقيبة طبية، مع اللعب المستمر معه لعبة الطبيب والمريض. ? إذا كان الطفل واعياً بإمكانكم إفهامه أنه إذا لم يذهب إلى الطبيب فقد يمرض، وإذا كان مريضاً فإن مرضه سوف يزداد سوءاً. ? عدم استعمال العنف والشدة وتذكروا أن الحوار وسيلة ناجحة للتعامل مع الأطفال.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©