الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صلاة الدراويش في الماء

صلاة الدراويش في الماء
14 سبتمبر 2016 19:31
كتابة وتصوير لولوة المنصوري في البلقان، الماء رداؤك، تلبسه من كل الجهات، بلد الأنهار ومهد الماء، كانت للينابيع أساطير تحاك حول تحقيق الأمنيات، قبل أن تبنى النوافير من حولها، وتُكبّر السياحة مشاريعها ويضيع السائح في سراديب الماء، لا يزال الزائر يرمي قطع النقود ويتمنى بصدق. يتدفق الماء بارداً جداً من عمق ينابيع الجبال إلى النوافير.. ثم بني ماء السبيل أو صنبور الخير، وعرف الناس أن للماء معنى روحياً.. ولغزاً محيراً وغامضاً في الشفاء في عهد يوغسلافيا الشيوعية، أُغلِقت جميع الحنفيات بحجة المحافظة على صحة المواطنين، مع أن مياه السبيل كانت تغذي العابرين والمقيمين على مدار أربعة قرون ولم يتأذّ منها أحد، فسراييفو هي من أوائل المدن الأوروبية التي عرفت نظام شبكة مياه الشرب وقد أدخلها العثمانيون إلى المدينة في القرن السادس عشر الميلادي. ويُعتقد أن سراييفو سبقت في هذا النظام العديد من العواصم الكبرى كلندن قبل مائة وخمسين سنة، وقبل باريس بأكثر من قرنين. وقد ساعد وجود الجبال المحيطة بالبلقان وعيون المياه الجوفية على تدفق هذه الشلالات إلى سفوح سراييفو القديمة، مما سهل بناء عدد كبير من مياه السبيل أو صنبور الخير في حارات وأزقة ومساجد سراييفو. يأتي الماء من الجهة المشمسة ويقطع مسافات شاسعة، ليصل إلى البوسنة بارداً ونظيفاً وذو طعم جبلي لذيذ. تسابق الساعون إلى عمل الخير من البوسنيين والعثمانيين بالاستفادة من هذه المياه بإنشاء ما يسمى بـ «صنبور الخير» في الأماكن العامة. لكن وما إن هجمت الحرب واقتلعت الكثير من الجنود والأرواح وبراءة البلاد حتى تغير اسم هذا التراث إلى «صنبور الشهيد». وراح سكان البوسنة يبنون السبيل كعمل يشفع لذويهم الذين قتلوا في الحرب قبل 25 سنة. ينزل الحمام ويحط حول ساحة سبيل الماء الأول في الحي القديم «بشارشيا» في البوسنة، والذي بناه محمد باشا عام 1754، ينزل الحمام من بذور الغيم ويدخل في غصن قلبك الأخضر. يقال إن الداخل على البوسنة عليه أولاً أن يؤدي فريضة السلام على أمواتها بشرب ماء السبيل. منبع بونا.. النّبع الولود عليك أولاً بالحج نحو النهر السابع في البلقان لتكتشف سر العطش وصلاة الدراويش في الماء. هناك في الهرسك، جنوب شرق البلقان، حيث مدينة موستار التاريخية وشهقة أعماق الجبل الغريب بوحدته وجلاله وهيبته ينبع سحر عظيم فيروزي اسمه نبع بونا، كنجم وحيد وبعيد صالح للعيش والعبادة، تغتسل به الطبيعة، هارباً جهة القرى والحقول لتتعافى به الكائنات، أقوى منابع أوروبا، وثامن أعذب ماء في العالم، نبع الشعراء والرحمات والشفاء (*) والدعاء والأغنيات وبداية الرحلة. منبع بلا زمن، لا نهائي ولا محدود بصخرة أو جبل، روافده منشورة على حبال الكون، منبع يحط من بذور الغيم.. يتكلم بكل لغات العالم.. ويهدر في الهرسك، يزرع في رحمها صمت القديسين وابتهالات غابات الصنوبر، يزرع الخلوة وباباً معلّقاً لرأس السماء، يعرج منه قلب الحكيم والشاعر والصوفي والمغترب والمريد، باب مفتوح على الروح في شهقة الخيال، باب منحوت من الشمس والفيروز والسحر والسّتر، باب عزاء لعذابات العشق، والمنبع الولود، يلد البلقان كل صباح بحقولها ومروجها وربوعها وغاباتها ومدنها وأرزاق الطير، منبع كاد أن يكون معبوداً لكثرة النساك الذين طافوا من حوله وصلوا إليه وارتفعوا منه حيث نداء السمو في الهيام، إلى أن ارتاب الناس في صلاتهم وهوية معبودهم. منبع مخبوء بالأسرار، وكأنه محراب حُفِر في الوجود، أو مسكن منذور لمتعبّد حر وهب نفسه للعشق الإلهي، للرحيل حد الصبابة في عصارة الأبد، منبع يتفجّر من تحت صخرة شاهقة يبلغ ارتفاعها مئات الأمتار، ويتفجر من النبع في الثانية الواحدة 43. 3 متر مكعب من المياه العذبة، فيتكون منها النهر الوجودي العظيم «بونا». الطريق إلى نجم النبع بمحاذاة مغارة النبع تزرع قدمك في طريق التعبّد والمسار المقدّس وفصول العشق لتكبر خطواتك، وعلى جوانب الدرب تحفّك كلمة تبطن أكثر مما تظهر عليه من البساطة والخفة، مكونة من نور حرفين ملتصقين «هو» كلمة امتدادها بلا حد، - تستخدم في الطرق الصوفية للدلالة على الله - تحتويك بالسكينة والحنان وترفعك بالفضول والشغف إلى تكية الدراويش، مشربية العبادة وفلسفة التأمل واستراحة المسافر إلى الله، شيّدها صوفيو البلقان في القرن السادس عشر الميلادي في هذه البقعة الشاهقة والتي كانت أكثر سحراً بنأيها عن العالم وانعزالها عن الأرض. وفي هذه التكية تحديداً وعند مغارة النبع، ستتعلم لغة البداية، وأن تكون لك لغة فوق بشرية «لغة الصمت» المحتجبة في الأغوار والمستور.. قف معي أحتاج إلى صمتنا المائي تعبر الملائكة بين جسر يدينا تتساقط ذنوب الحرب ويعبر الجنود إلى أمهاتهم و طفولة وجه البلد الأخضر تعود أنت نهر يهرب إلى بيتي وأنا شجرة لا تشبع من شربك لا صوت سواك يزرع طريق البداية سأطفو أمامك في موكب النجاة لغزاً غامضاً أكون أو خيط نور ضائع أو ربما حجراً مقذوفاً في شلال الحيرة والسؤال وفي النبع أبذّر السؤال (ما معنى أن نكون أحياءً خارج هذا الماء؟) أريد أن أعرفني أأنا جرح الأرض وفراغه المخاتل؟ أم نغمة على شفاه النهر؟ دعني أجرب الموت في أشياء الكثافة أشارك سيرة نجمة النبع يولد النهر بموتنا فيه. ما إن يصير ريق النهر في فمك الأخضر، ستتفكّر، في طبيعة الحياة وحكمتها وملاذها السريّ، إن ما يتولد منه كل شيء هو دائماً مبدؤه الأساسي، وحده الماء يشكل كل شيء، ويمنحنا شكلنا الأصلي ومصيرنا النهائي، غذاء كل شيء هو رطب، بذور كل شيء هو ذو طبيعة رطبة، فلا فرق بين هذا الإنسان وتلك الشجرة وذلك الحجر إلا الاختلاف في كمية الماء الذي يرتكب منها هذا الشيء أو ذاك. تكيَّة الدرويش الدعاء يتبخر في الدرب المفضي إلى تكية الدراويش، ويتحول إلى همس يجرّ نجماً في السماء، ثم يتكثف إلى غيمة تمطر برائحة الغفران ما إن تصل إلى عتبة البيت الصوفي، هيا افتح الحجرات بالسلام على أهلها الراحلين، إن نفحات الحيطان من غرف المريدين اللبنية تنضح بآثارهم الوادعة، رائحة مسك وأحجار كريمة وجوهر نبع إلهي، أصواتهم تتبخر إلينا من بعيد، أصوات الذكر، والصلاة وأهازيج الرقص المولوي المسحورة في الماء. نرى بجهة القبلة حجرة صغيرة بها محراب أبيض لإقامة الصلوات باتجاهه. الغرف متشربة بألوان السجاد التبريزي أو الكاشاني العتيق والذي كلما مشيت عليه ازدانت ألوان الخيوط وتجددت. تتكون «التكية» من دكّة داخلية واسعة، عبارة عن سقف بجدار واحد يأخذ الشكل المربع، تحيط به من الجوانب الثلاث أربع ظلّات، كل ظلة مكونة من رواق واحد. وفي التكية دكّة تسمى «السمعخانة»، وتستخدم للذكر، والصلاة والرقص المولوي الصوفي، إضافة إلى مجموعة غرف للمريدين ينام فيها «الدراويش»، هناك أيضاً غرفة لاستقبال العامة، وقاعة طعام جماعية ومطبخ متواضع، كما يوجد في التكية قسم للحريم، وهو مخصص لعائلات الدراويش. ولم يكن بالمبنى «في أول الأمر» مئذنة ولا منبر، لكننا نرى بجهة القبلة حجرة صغيرة بها محراب أبيض لإقامة الصلوات باتجاهه. الأعمدة والمشربيات الخشبية والقناديل تطل على باب مغارة النبع وتضيئه، على جانبي الغرف رفوف المخطوطات القديمة للقرآن وخطوط الصوفية في التعاليم والدروس الروحية، وعلى الجدران براويز الحكمة والصبر وشجرة نسل النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وأسماء رجال صدر الإسلام وأغصان الأولياء ومراتب أعلام الصوفية، تأتي تلك الأسماء المؤرخة على قسمين من رسم لرأس قُبّة محفوفة بأسماء الملائكة العظام. من يمين القُبّة: (جبرائيل/‏ ميكائيل): أوليائي تحت قبائي. وعلى يسار القُبّة: (إسرافيل/‏ عزرائيل): لا يعرفهم إلا أنا. ستائر الكروشيه البيضاء وكأنها ضباب خفيف يراقص نوافذ الحجرات، أو بداية فجر تشف الشمس من خلال ثقوبه وتدلف في الغرف لتلون الحلم الفيروزي المنعكس من النبع والسابح في المكان، وتخرج أرواح بيضاء وتلاوة صامتة من الزوايا والسقف والفجوات والقناديل. في إحدى الزوايا القصية العلوية المطلة على النبع حجرة طولية تضم رفات الشيوخ السابقين أو الأولياء الصالحين الذين يتقرب منهم الناس بالصلاة والدعاء وسابقاً بالتبرك. وقد تجلت مظاهر البركات والصلوات والتأمل داخل الزخارف النباتية والقرآنية والمخطوطات التوضيحية والمنحوتات الخشبية والحجرية والطراز المعماري الذي يشع بنبض الإيمان والثقافة العثمانية، فقد قام فنانو التكية وخطاطوها بعكس أفكارهم وعقائدهم وطريقتهم المولوية في اللوحات والزخارف التي استعملوا فيها نصوصاً عربية مقدّسة يذكر فيها اسم الله أو الأنبياء أو الأولياء، بالإضافة إلى زخارف من الطبيعة مثل الزهور وأحياناً الطيور والأسود وجمل علي. لماذا اختار الصوفيون بناء تكيتهم على هذه البقعة المنعزلة؟ الإجابة بديهية، الصوفية تقتضي الصفاء كرد فعل مضاد للانغماس في الترف الحضاري واللغو البشري، تلتمس العزلة والتأمل في الغار كدأب الأنبياء والأولياء والقديسين. في تكية الدراويش قد يتصل بالغرفة الواحدة ممر ضيق يفضي إلى كوة نور في الجدار، نافذة بقياس ذراع، تطل على مغارة النبع وتنتصب فوقه، ويدلف الهواء والحمام ورذاذ النبع من خلاله إلى حجرة الدرويش وغرفة التلاميذ والمريدين، إنها كوة أو نافذة تشبه السر، المنفذ الفضاء الأخير أو بلوغ المراتب العليا، ربما نافذة المكافأة على الوصول، أو كأن تكون رتبة الإنسان الكامل عند الصوفية، أو الوقفة التي ينتظر فيها الصوفي ساعة الحلول، ساعةٌ تختص به ويختص بها، وينال شرف مصافحة النبع والإطلالة الأقرب إليه والأوحد به. أيّ نداء روحي كان يتلقاه الدرويش من ماء الأسرار؟ ثمة سلالم حجرية تهبط بك إلى الوضوء في النبع والشرب منه، كلما نزلت إلى الماء تخفف جسدك وارتفع، وكبرت خطوتك لتسع جبلاً أو قارّة منعزلة أو سماء مهجورة. وقد تسبح روحك وتختزل عذاباتها داخل طاسة أسماء الله الحسنى النحاسية المكللة بالأدعية، تغمس الطاسة في زرقة النبع وتشرب، لتغتسل من الأدران العالقة وإثم الدخان المتراكم منذ زمن، رشفة واحدة تحملك إلى رقص دائري لذرة في الكون، هي أصلك واتصالك مع الله. الهواء الحر بانتظارك خارج النبع، تغلق حجرات التكية على أمل جديد وشوق للعودة، صعب عليك أن تبرح هذه القداسة بيسر، قد تعلّق المكان بك، وصرت منه، وملاذك إليه. غير أن الأمنيات الجديدة لن تخبو أبداً، لقد باركك نبع بونا، اسمك معلق في المغارة، ورحمة الله بانتظارك إلى الأبد. الهواء الحر بانتظارك خارج النبع، لتتسع من جديد، وتتدحرج مخاوفك بعيداً عن المجرى المجرى لا ينقطع ولا تنتهي الطبيعة من رسم لوحاتها أنظر إلى الإسفلت الجديد تحت خطوك، يظن ألا خلاص من ظلامه المحتم أنظر إلى الورقة اليابسة التي أسقطت صفرتها الفاقعة عليه، فصار لوحة للعابرين. تموت الورقة لتحيا في مجرى آخر كل ما في المجرى في حالة زواج، لا تحيا الأشياء منفردة. لا يمكنك في هذا الزحام والصخب الراهن أن تقبع طويلاً ووحيداً كهالة إنسان قديم في بيت الدرويش أو كقنديل عتيق عند رأس الجبل والنبع، البيت امتلكه السائح والمتفرّج العابر، والصلاة فيه باتت متحفاً ومفخرة وضباب ذاكرة. احمل بيت الدرويش في داخلك وارحل في العالم المشي معلمنا الأول زادنا الصمت أقدامنا فكرة خطواتنا كتابة والغابة أمامنا صفحة نظيفة. سيرة التكايا سيرة الصوفية والتكايا تكاد أن تكون غير واضحة لأبناء الخليج العربي باستثناء الحجاز، للتوضيح أكثر - هي تسمى الزوايا أو الخانكات، وذلك حسب المنطقة الموجودة فيها، ولكل تكية معتقداتها وممارساتها، لكن يبقى شيخ التكية هو المحور والرمز والمعلم الأول والمصدر الروحي وقناة الاتصال الإلهي الذي يتمتع بالحكمة والبركة ويقود أتباعه إلى الله. وكما هو معلوم عن التكايا الصوفية أنها نشأت في العصر العثماني، امتداداً لفكرة «الخنقاواه» التي بدأت مع العصر الأيوبي وازدهرت في العصر المملوكي، وإن كان ثمة اختلاف بينهما، في العمارة والدور الذي كانا يؤديانه في المجتمع. وكانت تُشيّد في أول الأمر بالجهود التطوعية ومساعدة بعض المموّلين الأغنياء، وذلك قبل أن تتبنى الدولة العناية بها وإنشائها، واختُصرت في أول الأمر على مبانٍ متواضعة ليست لها عمارة خاصة يشار إليها، ويطلق على التكايا الضخمة اسم «أستانة».  كما لم تكن للتكايا في أول الأمر تصميم معماري مميز، إذ كانت تمثل في معظم الأحيان منزل الشيخ رئيس الطريقة، لكن مع مرور الزمن صار لها تصميمها الذي يتناسب مع وظيفتها. وتختلف أحجام التكايا وأشكالها تبعاً لأهمية الشيخ وعدد أتباعه وحاجات الطريقة التي يرأسها، لكن التصميم بشكل عام كان يلبي احتياجات الحياة التركية التقليدية من حيث الفصل بين الجنسين، وتقسيم العمل اليومي ورعاية الأطفال والتجمعات العائلية والخاصة.  يقام في التكية حلقات للوعظ والإرشاد للمتصوفين، بصورة غير منتظمة وغير إجبارية، على عكس النظام الذي كان متبعاً في «الخانقاه». فالتكية ليست مدرسة وليست جامعاً، فهي مجرد استراحة صوفية، يقيم فيها من شاء دون أي أعباء مادية أو علمية!  انتشرت التكايا بامتداد الخلافة العثمانية، ومن أمثلة التكايا الضخمة في إسطنبول «تكية النقشبندية الأوزبكية» وتكية «حسيريزاد» وتكية «عيني بابا». أمّا «التربة خانة»، وتعني قاعة المدفن، فهي أشهر التكايا المولوية وتوجد في مدينة قونيا، وكانت في الأصل بيتاً أهداه السلطان السلجوقي إلى «سلطان العلماء» والد جلال الدين الرومي، وفيه دُفن الرومي ومن قبله أباه، ولاحقا تم إنشاء قبة خضراء على أربعة أعمدة من قبل مهندس معماري تركي مشهور مقابل 130 ألف درهم سلجوقي.  ............................................................ * تكايا الدراويش (الصوفية والفنون والعمارة في تركيا العثمانية). تحرير: رايموند ليفشيز، ترجمة: عبلة عودة. كلمة للترجمة./‏ تقرير التكايا الصوفية المنشور في صحيفة العربي الجديد. ماء للشفاء المياه في البوسنة ليست للشرب فقط بل للعلاج أيضاً، ففي مدينة سربرنيتسا ينابيع ماء جوبير الغنية بالحديد والزنك والماغنيسيوم والرصاص، تتدفق من ثمانية وأربعين نبعاً. وسماها العثمانيون جوبير لأنهم كانوا يعالجون بها البرص والأمراض الجلدية. سحر العزلة تكية الدراويش مشربية العبادة وفلسفة التأمل واستراحة المسافر إلى الله، شيّدها صوفيو البلقان في القرن السادس عشر الميلادي في هذه البقعة الشاهقة والتي كانت أكثر سحراً بنأيها عن العالم وانعزالها عن الأرض.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©