الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

توثيق مغاير لـ«صور» من الحياة اليومية

توثيق مغاير لـ«صور» من الحياة اليومية
9 يونيو 2018 22:42
محمد نجيم (الرباط) ضمن منشورات «جمعية أصدقاء متحف الطنطان»، صدر مؤخراً للباحث والفنان والناقد الجمالي إبراهيم الحيْسن كتابه الجديد: «الاستشراق الفني في المغرب: أيقونوغرافيا مُغايرة»، ويتضمن هذا الكتاب، أربعة أقسام: خُصِّص الأول منها لمفهوم الاستشراق ومجاله الفني (لاسيما الرسم والتصوير)، ويشمل تعريفات متعدِّدة للاستشراق والاستشراق الفني، إلى جانب الحديث عن الحريم الذي يربطه كثيرون بالدولة العثمانية. كما يرسم القسم الثاني، كما ورد في التقديم، خرائط التصوير الأجنبي في المغرب، بدءاً من رسامي البورتريهات والخرائط والصور الإيضاحية Illustrations الأوائل الذين تعود أعمالهم الفنية إلى مطلع القرن السادس عشر، مروراً بتجربة أوجين دولاكروا باستيهاماته الرومانتيكية وهنري ماتيس بصوره المفعمة بالأرابيسك، وفيما بعد دوفي وماريانو بيرتوتشي ملوِّن دروب تطوان وجاك ماجوريل مهندس قصبات الجنوب.. وغيرهم من الرسامين الذين وثّقوا ارتباطهم بالمغرب. وفي شق موالٍ لهذا الفصل، تمَّ التطرُّق لموضوع صورة المغرب من خلال البوستر الإستشراقي الذي ساهمت في طباعته ونشره مؤسسات وشركات أجنبية كثيرة تُعنى بالملاحة البحرية والسكك الحديدية والنقل الجوي والسياحة بالمغرب. أمّا القسم الثالث، فيتطرَّق إلى الوصاية البرَّانية والتشجيع الأجنبي للوحة الفطرية في المغرب مع ما رافق ذلك من آراء ومواقف إيديولوجية واستتيقية متباينة تأرجحت عموماً بين المناهضة من الداخل والتأييد والتحفظ، مثلما يتطرَّق إلى بداية التصوير لدى الفنانين المغاربة، مع التركيز على التجارب الفنية الأولى المؤسسة للرسم في المغرب. بينما يتناول القسم الرابع مسارات الدرس الجمالي بمدرستي الفنون الجميلة بتطوان والدار البيضاء بما يُمَيِّزهما من تباين إبداعي وبيداغوجي. هذا إلى جانب الحديث عن محاولة «جماعة 65» بخصوص مساءلة التراث الفني الاستعماري وتبنِّي خطاب الهوية والعودة إلى الجذور باعتماد أرضية بيداعوجية، ليخلص هذا الفصل إلى موضوع يتعلق بالمعمار الكولونيالي في مدينة الدار البيضاء، والدعوة إلى حمايته وصونه بعد أن صار مهدَّداً بالمحو والتفتت والاندثار. وبحسب المؤلف ابراهيم الحيسن، فإن الإرهاصات الأولى المبكرة والممهدة للأيقونوغرافيات الأجنبية في المغرب، لا ترتبط بالعقود الأولى للقرن التاسع عشر فحسب، ونقصد في ذلك مجال الرسم والتصوير مع التجربة الإستشراقية الرائدة للرسام الرومانتيكي أوجين دولاكروا وزيارته لمدينة طنجة، كما تناولت الأمر جلُّ الكتابات والنصوص، بل إنها تمتد (إبداعيّاً) إلى أبعد من ذلك، إلى القرن السادس عشر إبَّان حكم الدولة السعدية في المغرب بقيادة أحمد المنصور الذهبي سادس سلاطين دولة السعديين، والذي امتدت فترة حكمه من سنة 1549 حتى رحيله سنة 1603. وقدم لهذا الكتاب الفنان والناقد التونسي فاتح بن عمر، الذي قال «يستدعينا الباحث إبراهيم الحَيْسن إلى مفارقة عجيبة هي من بنات توليد مستويات البحث عن قراءة مغايرة لكارتوغرافيا الاستشراق الفنّي، سواء كان ذلك في مستوى الفنون التّشكيليّة أو العمارة أو الحياة المغربيّة بالمدن الّتي شهدت ميلاد الفنون التّشكيليّة المغربيّة على يدي الفرنسييّن من المستشرقين، أو على يدي الإسبانييّن. ويذهب الكتاب إلى التّدقيق في المعلومة التّاريخيّة الّتي تخصّ الفنّانين من المستشرقين أو المعماريين من بناة المدن العلامة في تاريخ فنون المغرب الأقصى مع تنويع في المصادر والمراجع الّتي لا تختصّ بالفنون والعمارة فقط، بل تتجاوز ذلك نحو تاريخ المغرب الحديث والمعاصر».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©