الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«جدة.. غير» في الاحتفاء بأيام رمضان

«جدة.. غير» في الاحتفاء بأيام رمضان
9 يونيو 2018 22:13
هناء الحمادي (أبوظبي) جدة في رمضان غير، حيث ترتدي أسواق جدة القديمة أحلى حللها بمناسبة شهر رمضان الكريم، فالمحال تتزين بالفوانيس، بينما المنازل ومبانيها القديمة، ترجع بالمشاهد إلى الزمن القديم، زمن حفاوة استقبال شهر الخير رمضان، وأكثر ما يلفت الانتباه، تلك الروح القديمة في الأحياء التي تفوح منها ذكريات لا تزال محفورة في الذهن لم يمحها الزمن برغم الحداثة والتطور، لتكون بسطات الكبدة والبليلة التي تعتبر من الوجبات الرئيسة لسكان جدة. وبالفعل جدة تتزين وتتألق في رمضان جمالاً من خلال تزيين شوارعها وأروقتها ونواصيها وأزقتها التاريخية والقديمة، وتشكل تلك الطقوس ملامح جمالية لمدينة جدة في رمضان، خاصة المنطقة التاريخية المركزية، والبلد التي تحتفظ بمخزون هائل من التراث والذكريات. وقال عبد الوهاب النعمان من سكان جدة «إن ما يزين تلك الأجواء الرمضانية في جدة، انتشار بسطات الكبدة خلال الشهر، ويزينها الباعة بكلمات تجذب الزبائن لشرائها، وقد تتميز بمذاقات شهية، خاصة أن الكثير يتنافس في فرش الطاولات على مد البصر، ويتسابق سكان جدة لشرائها مهما طال الزحام والطوابير لاقتنائها، وعلى الجانب الآخر تفوح رائحة البليلة «الحمص» المشهورة عند أهل جدة، خاصة حين تتزين بالكمون وقليل من الطرشي «المخلل»، كما ينتشر في الأسواق التاريخية باعة الأكلات والوجبات القديمة المعروفة». ويضيف «كما يوجد إلى جانب البسطات عربات مجرورة تقدم جميع الوجبات الخفيفة والقديمة من ترامس والعصير والحلويات الجداوية القديمة والمحبوبة لدى جميع الجماهير». لمة العائلة تحمل أيام وليالي شهر رمضان الكريم طابعاً خاصاً في مدينة جدة، وفي قلب غدير حسين القاري، تؤكد أن من أشهر العادات الجداوية هي التجمعات العائلية في بيت كبير العائلة وتناول طعام الإفطار أو السحور جماعة، وهذه السمة سائدة في معظم مناطق ومدن السعودية. وبالنسبة للسفر الرمضانية، تتنوع فيها كل الأكلات، عن ذلك تقول القاري «يقبل الناس في هذا الشهر على شراء اللحوم بأنواعها، منها ما هو خاص بالشوربة أو السمبوسة، إضافة إلى الفول الذي يعد طبقاً رئيساً في المائدة الرمضانية، كما تعد الصيادية من أشهر الأكلات الأساسية في وجبة السحور خاصة لأهالي جدة». أما «السوبيا»، فهو المشروب المفضل والأساسي في شهر رمضان المبارك والمسيطر على أغلب الموائد الرمضانية في جدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة، وهي من أشهر المشروبات التي ترتبط برمضان وتعود عليها أهل جدة منذ القدم، ويعتبر المعمول من الأكلات التي يحرص على تناولها أهل جدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة في وجبة الإفطار في أول أيام عيد الفطر المبارك. وتصف القاري الأجواء الرمضانية التي تسود جدة قبل الفطور، أن المنطقة بشكل عام لا تنام على مدار اليوم، حيث إن الحركة في الشوارع لا تهدأ، وإن خفت في بعض الأوقات، فمثلاً تكون الشوارع مزدحمة قبل المغرب، فتجد الزحام على الفوالين وبائعي السوبيا والشريك، وهو نوع من أنواع الخبز والكعك. وتهدأ الحركة عند أذان المغرب وتعود الحركة إلى الشوارع عند قرب أذان العشاء، فنجد أغلب الناس يستعدون لصلاتي العشاء والتراويح. تتابع «من المناظر الجميلة التي تزدادن بها شوارع جدة في المناطق، استمرار عادة محببة جميلة في النفس، وهي تبادل العوائل المأكولات فيما بينها والتي يتم طبخها في المنزل. بالإضافة إلى كثرة بسطات البليلة والبطاطس المقلية، هناك أيضاً بسطات تشبه المطعم المصغر على أرصفة الشوارع لتقدم أطباق الكبدة الجملي أو الضأني». مسحراتي الفريج أيضاً من العادات الجميلة التي ما زالت موجودة في بعض المناطق القديمة في جدة، «المسحراتي» ذلك الرجل الذي يختفى طوال العام، ويظهر في رمضان الخير، ينادي أهل الفريج بالاستيقاظ للسحور، ويستخدم «المسحراتي» في عمله طبلة تعرف بـ «البازة»، إذ يمسكها بيده اليسرى، وبيده اليمنى سير من الجلد أو خشبة يُطبل، وهو يردد بعض الجمل التراثية مثل «قم يا نائم وحد الدائم» و«السحور يا عباد الله». ألعاب العيد تظل الألعاب الشعبية هي صورة بانورامية تختزل العادات والتقاليد المحلية، فهي تنقل التراث للأجيال، مكونة ثقافة شعبية غنية، وقد تزداد ممارستها في رمضان وفي الأعياد، عن ذلك يقول أحمد عبد الرحمن السنوسي، تختلف الألعاب بدءاً بموقعها الجغرافي في حواري جدة التاريخية إلى الشكل والمضمون وطريقة الأداء. وتٌعد الطيري و«الغميضة» و«السبع حجرات» و«البربر» و«اللّب»، كلها ألعاب شعبية تراثية مارسها بعضنا في صغره في الأحياء المختلفة، فأنعشت طفولته وأمدت شيخوخته بذكريات جميلة لا تمحوها الأيام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©