الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الضيف أحمد توهج ثم انطفأ في أوج شهرته

الضيف أحمد توهج ثم انطفأ في أوج شهرته
4 مايو 2012
رغم رحيل الفنان الضيف أحمد قبل أكثر من 40 عاماً، فإن محبيه والعديد من جمهوره في شتى أقطار الوطن العربي احتفوا بذكرى رحيله الثانية والأربعين التي حلت قبل أيام، احتفاءً كبيراً وان اقتصر ذلك على المنتديات والمواقع الإلكترونية، حيث دشنوا عدداً من «الجروبات» على مواقع التواصل الاجتماعي رصدوا فيها مسيرته في مجالات التأليف والتمثيل والإخراج والتلحين. قام محبو الضيف أحمد، بتحميل العديد من أفيهاته واسكتشاته الضاحكة في عدد من أعماله، كما قاموا بتحميل أغنية غناها له بعد رحيله رفيق مشواره سمير غانم من كلمات عصام عبدالله ولحنها محمد هلال، يقول مطلعها «عزيزي الضيف أحمد بسأل عنك كل ما بضحك، بس ما بيجيش الرد.. كل ما بلمح حد واصلك، اجري له ألقاه يتشد.. فاكر لما كنا نغني، كنا نضحك طوب الأرض». رسم الابتسامة ويبدو أن «الضيف» كان له من اسمه نصيب، حيث جاء إلى الدنيا ضيفاً عابراً‏،‏ وكان المقربون منه يعتبرونه «ابن موت»، وهو يعد علامة من علامات السينما المصرية. وكانت لديه قدرة على رسم الابتسامة والإضحاك سواء للقريبين منه أوللعاملين في فرقته أو جمهوره، ويرى المؤرخون أنه كان مشروعاً كبيراً في مجال الكوميديا لولا قصر حياته، حيث توفى وهو في منتصف الثلاثينيات من عمره. ويعتبره الكثيرون أكثر أعضاء فرقة «ثلاثي أضواء المسرح» موهبة وخفة ظل وحضوراً متميزاً، إضافة إلى تعدد مواهبه، خصوصاً أنه كان يعمل بروح الفريق فتألقت الفرقة بوجوده أشد ما يكون التألق. واعتمد على خفة دمه وقدرته على اصطناع الجدية في أكثر المواقف إضحاكاً من دون أن يضطر لاستخدام حجمه الضئيل وقصر قامته ونحافته وبشرته السمراء في الإضحاك. الشهرة الحقيقية ولد الضيف أحمد الضيف في قرية «تمي الأمديد» بمحافظة الدقهلية في دلتا مصر في 12 ديسمبر 1936، وظهرت موهبته في التمثيل مبكراً وهو لا يزال طالباً في الثانوية العامة، قبل أن يلتحق بالجامعة لدراسة الفلسفة وعلم الاجتماع في جامعة القاهرة، فحصل على عدة جوائز من بينها «الميدالية الذهبية» عن الأدوار التي قدمها على مسرح الجامعة، وعن إخراجه لعدة أعمال من روائع المسرح العالمي، ومنها مسرحية «شترتون» و»ألفريد يغني» و»جون دورك مالنا» و»الغربان» و»الأخوة كرامازوف» التي تعرف من خلالها إلى الراحل فؤاد المهندس أثناء تقديمها على مسرح الجامعة، واشترك معه في تمثيل أولى مسرحياته «أنا وهو وهي». وعقب تخرجه في الجامعة عام 1960 التحق بفرقة «ساعة لقلبك»، ولم يعرف الشهرة الفنية الحقيقية سوى بعد تكوينه لفرقة «ثلاثي أضواء المسرح» مع سمير غانم وجورج سيدهم، وقدم من خلالها عدة سكتشات غنائية ومسرحيات كوميدية أشهرها «طبيخ الملائكة» و»كل واحد له عفريت» و»زيارة غرامية» و»الرجل جوز مراته». بطولة 40 فيلماً وأخرج الضيف أحمد عدداً من المسرحيات منها «الراجل اللي جوز مراته»، كما وضع الموسيقى التصويرية لفيلم «30 يوم في السجن» الذي شارك في بطولته مع فرقته وفريد شوقي وأبوبكر عزت ومديحة كامل، ولحن أيضاً كل سكتشات الفيلم، كما كتب القصة والسيناريو والحوار لفيلم «ربع دستة أشرار» عام 1970. وشارك الضيف خلال سبع سنوات في بطولة نحو 40 فيلماً، بدأها عام 1963 من خلال فيلم «القاهرة في الليل» مع صباح وفؤاد المهندس وشادية ونجاة وفايزة أحمد وجورج سيدهم وسمير غانم واخراج محمد سالم، و»عروس النيل» مع لبنى عبد العزيز ورشدي أباظة وعبدالمنعم إبراهيم وإخراج فطين عبدالوهاب، و»آخر شقاوة» مع زيزي البدراوي ومحمد رضا ومحمد عوض، و»مطلوب زوجة فوراً» مع فريد شوقي وليلى طاهر، و»آخر جنان» مع أحمد رمزي وحسن يوسف وعماد حمدي ومحمد عوض، و»الشقيقان» مع أحمد رمزي وحسن يوسف وسهير زكي، و»هي والرجال» مع لبنى عبد العزيز واحمد رمزي، و»مراتي مدير عام» مع شادية وصلاح ذوالفقار وإخراج فطين عبد الوهاب، و»شاطئ المرح» مع نجاة وحسن يوسف، و»شقة الطلبة» مع سعاد حسني ورشدي أباظة، و»شنطة حمزة « مع أمين الهنيدي ولبلبة وماجدة الخطيب، و»إضراب الشحاتين» مع لبنى عبد العزيز وكرم مطاوع، و»العريس الثاني» مع فريد شوقي وهند رستم، و»الزواج على الطريقة الحديثة» مع سعاد حسني وحسن يوسف، و»نشال رغم أنفه» مع نادية لطفي وأمين الهنيدي وعبد المنعم مدبولي، و»المجانين الثلاثة» مع نجلاء فتحي وزهرة العلا، و»فرقة المرح» عام 1970 مع شمس البارودي ومحمد رشدي ونجوي فؤاد، وإخراج فطين عبد الوهاب. البروفة الأخيرة والرحيل جاءت وفاة الضيف أحمد، بعد دقائق من البروفة الأخيرة لمسرحية «الراجل اللي جوز مراته»، ومن المفارقات أن المسرحية التي أخرجها كانت تتعامل مع الموت باعتباره صديقاً مهذباً ورقيقاً،‏ والغريب أنه كان في أحد مشاهد المسرحية يؤدي دور رجل يموت ويضعه الحانوتي في صندوق‏، وبعد انتهاء البروفة الأخيرة للمسرحية عاد إلى منزله‏،‏ وشعرت زوجته بالقلق من الإرهاق الذي بدا على وجهه، وبدا واضحاً أنه يعاني الاختناق،‏ وشعر بآلام حادة في الصدر ونقله الجيران إلى مستشفى العجوزة، حيث فارق الحياة متأثراً بسكتة قلبية، وهو في الطريق في 6 أبريل 1970 عن 34 عاماً، علماً بأنه تزوج من خارج الوسط الفني وأنجب ابنة واحدة.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©