السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قلعة القدس.. شامخة تقاوم التزييف والاحتلال

قلعة القدس.. شامخة تقاوم التزييف والاحتلال
9 يونيو 2018 21:57
القاهرة (الاتحاد) قلعة القدس، تقع أعلى مرتفع صخري غرب المدينة، من أهم معالمها الأثرية، ضخامتها جعلتها حصناً في السلم والحرب، نموذج ذات طابع إسلامي، نموذج يجسد تاريخ المدينة العتيقة في حقب مختلفة، أُطلق عليها «قلعة هيرودوس»، «باب الخليل»، ويسميها الصهاينة حديثاً «قلعة داود»، يعود بناؤها إلى القرن الثاني قبل الميلاد، بها بقايا أثرية من عدة حضارات، مؤسسها الحاكم الآدومي الكبير لولاية فلسطين الرومانية «هيرودس» في العام 38 ق.م. تتميز بجمال بنائها وعلو أسوارها وشموخ مئذنتها، مُحصنة من ثلاث جهات بخندق، تتكون من عدة أبراج للمراقبة، أكبرها برج «القلعة» يقع في الجهة الشمالية الشرقية، إلى جانب برج «اللقلق» شيده الأيوبيون في العام 1187م في الجهة المقابلة للمتحف الفلسطيني، يتألف من طابقين، تتصف جدرانه بالضخامة، به ممر مغطى، يحتوي على قاعات تشبه الإيوان ويقود إلى الطابق العلوي سلم حجري، أعلاه سور يطل على المدينة، وهناك برج «كبريت» منشأة معمارية عسكرية أقيمت في الجدار الجنوبي للسور، يتكون من ثلاثة طوابق، يتخلل الجدران الجنوبية والغربية والشرقية لأول طابقين فتحات لرمي السهام والمراقبة تٌعرف ب «المزاغل»، أما الطابق الثالث به ساحة لاستكشاف ما حول المدينة، كما يوجد برج «غز» يقع على حافة الخندق، بالإضافة إلى برج «الكتخدا»، ومجموعة من مخازن التموين والعتاد وسجن ملاصق للسور في الجهة الغربية. تحتوي القلعة على أجمل مسجد أثري يعود تاريخه إلى الحقبة المملوكية، أسطواني الشكل، أنشأه الملك الناصر محمد بن قلاوون في العام 1310م، مدخله شرقي، وله محراب مزخرف يقع في منتصف الجدار الجنوبي، أعاد بناءه السلطان العثماني سليمان القانوني وأمر بترميم مباني القلعة، وجعلها رمزاً لسلطة دولته على المدينة، بها نقش على مدخلها نصه: أمر بترميم الحصنة الشريفة السلطان الأعظم والخاقان المعظم مالك رقاب الأمم، مستخدم أرباب السيف والقلم، خادم الحرمين والبقعة الأقدسية، قدس الله أرواح آبائه المقدسة منبع الأمن والإيمان والأماني، السلطان ابن عثمان سليمان. في عهد السلطان العثماني محمد الرابع وفي العام 1654م، تمركزت قواته بالقلعة وشحنتها بالذخائر الحربية للدفاع عن القدس وهويتها العربية الإسلامية، وأمر بتجديدها وإقامة المئذنة المكونة من ثلاثة طوابق حجرية، يُشكل أولها قاعدتها المربعة، وفوقه الطابقان الثاني والثالث، أسطواني الشكل وأصغر حجماً وفي منتصف الأخير بناء صغير يُشكل طاقية المئذنة. وفي العام 1956م فشل قائد لواء الأميرة عالية من إجراء إصلاحات فيها بسبب عدوان العام 1967م الذي كان إحدى نتائجه احتلال المدينة، وأتاح فرصة لإجراء الحفريات الواسعة التي تخدم فكرة التهويد وتزوير التاريخ العربي الإسلامي الأصيل للمدينة وحوّل الاحتلال المسجد والقلعة إلى متحف أطلقت عليه «متحف قلعة داود».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©