الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بناء المساجد.. مبادرات تنتعش في الشهر الكريم

بناء المساجد.. مبادرات تنتعش في الشهر الكريم
9 يونيو 2018 22:32
هناء الحمادي (الشارقة) المساجد بيوت الله في الأرض، وما أجمل أن يراها الإنسان عامرة بالمؤمنين في كل وقت، حيث يكثر فيها المصلون الذين يجدون راحتهم وسعادتهم، فالكل يتنافس في عمل الخير خلال هذا الشهر الفضيل، حيث الثواب والأجر العظيم من الله تعالى لعبده المؤمن؛ لذلك لا عجباً حين نرى تسارع أفراد المجتمع للتبرع بالمال من أجل بناء المساجد، باعتبارها لها أهمية كبيرة في حياة المسلمين، وقد شجّع الرسول عليه السلام على بناء المساجد، فعندما وصل إلى المدينة المنوّرة أول ما قام به هو بناء مسجدٍ في منطقة قباء. عبدالله سلطان بن خادم عضو مجلس إدارة جمعية الشارقة الخيرية المدير التنفيذي، قال إنه في شهر رمضان يتسابق الجميع للتبرعات في شتى مجالات الخير، لكن يبقى لبناء المساجد النصيب الأكبر في شهر الخير والعطاء الإنساني، فالجميع يبحث عن زيادة الأجر والثواب في رمضان، حيث لا تتوقف الأيادي البيضاء عن تقديم الخير، عبر إطلاق مبادرات بناء المساجد داخل الدولة وخارجها. وأضاف: في شهر رمضان يساهم الصغير والكبير في تلك المبادرات الخيرية التي تطلقها الكثير من الجهات، ومنها في جمعية الشارقة الخيرية، التي لا يتوقف المساهمون للتبرع عبرها، فالكل يترك بصمة عطاء؛ لذا فطوال العام يتم بناء مساجد ما يقارب من 5 إلى 7 من بيوت الله، بينما في رمضان يتضاعف أعدادها لتصل إلى 17 مسجداً على مستوى إمارة الشارقة، ومع توافر وسائل التواصل الاجتماعي، التي ساهمت بكل كبير في توصيل رسالة بمبادرات حول بناء المساجد، يزداد الإقبال على التبرع المالي، لإقامة مساجد في المناطق الواسعة داخل الدولة يتسع معظمها لـ 1000 من المصلين، بينما في المناطق الصغيرة، فيتم بناء مساجد تكفي لـ70، مشيراً إلى إقامة الجمعية لعدد من بيوت الله خارج الدولة وصل إلى 636 مسجداً. مبادرة خيرية المهندس عبد الكريم أحمد الحوسني مدير إدارة بناء ورعاية المساجد في حكومة الشارقة دائرة الشؤون الإسلامية أوضح أنه من خلال برنامج الخط المباشر لمدينة الشارقة للإعلام انطلقت مبادرة حول بناء 14 مسجداً، وقد لبى النداء الكثير من أفراد المجتمع رغبة منهم في الثواب، وبالفعل ساهمت التبرعات في بناء 14مسجداً منذ انطلاق المبادرة الخيرية الذي تفاعل الجميع معها. ويستشهد الحوسني بحديث نبوي شريف «مَنْ بنى مسجداً كمفحص قطاة أو أصغر بنى الله له بيتاً في الجنة»، والقطاة نوع من الحمام يعيش في الصحراء والبراري، ويضع بيضه في عش على الأرض، والمفحص هو الموضع الذي تحفر القطاة في الأرض لتضع فيه بيضها، والمعلوم بداهة أن المسجد لا يقوم عملياً على مساحة تساوي مرقد طير الحمام، إلا أنه يمكن أن تكون مشاركة الشخص في تشييد المسجد مقدار عش الحمام، وذلك إذا اشترك هذا الشخص مع مئات بل آلاف الأشخاص في بناء المسجد من خلال جمع التبرعات، كل حسب طاقته. ويقول: «يؤخذ من هذا الحديث النبوي الشريف تشجيع الناس على المشاركة الجماعية والتعاون فيما بينهم لتشييد بيوت الله من خلال التبرع بالمال ولو كان قليلاً، ومن خلال التبرع بالجهد ولو كان ضعيفاً، ومن خلال الخبرة ولو كانت بسيطة. وهذا ما نشاهده في وقتنا الحاضر على أرض الواقع بحمد الله وتوفيقه من تشييد آلاف المساجد بمشاركات جماعية من الناس ولو رمزية، بحيث يتم بناء أي مسجد بجهود متضافرة في وقت قصير، مبيناً أنه منذ انطلاق المبادرة تم جمع أكثر من 43 مليون درهم لبناء مساجد عدة في مناطق داخل الدولة». ولفت إلى أنه منذ 3 سنوات انطلقت حملة لبناء بيوت الله وقد تم بناء 9 مساجد وقد أقيمت الصلاة في 7 منها، مضيفاً: من يبحث عن الأجر دائماً نراه يتسابق في تلك المبادرات، ويساهم، ولو حتى بمبلغ بسيط، فالغاية هي المشاركة مع الجميع في بناء بيوت الله، وثانياً من باب الثواب في رمضان، خاصة أنه شهر الخير والعطاء والتآلف والتعاون. وعن فضل بناء المساجد، يذكر الحوسني أن فضل بناء المساجد من الأعمال الجليلة التي يؤجر عليها المسلم، بحيث من شيد مسجداً خالصاً لله في الدنيا بنى الله له مثله في الجنة، فما أعظم كرم الله وفضله! وما أدراك ما بيت في الجنة! فطوبى لمن هيأ لنفسه بيتاً ليس كبقية البيوت، ولو وزنت تلك البيوت ذهباً لما وصلت مكانة البيت المُعَد في الجنة، باعتباره سرمدياً أبدياً، ليس كبيت الدنيا أيامه معدودة والراحة فيه محدودة. استجابة سريعة عن أهمية بناء المساجد، يذكر الموجه التربوي الدكتور أحمد المنصوري: فيها تربت الأجيال المسلمة، وتعلمت أصول الإيمان والإخلاص في العبادة لله، فامتلأ قلبها وتعبأ محبة وإنابة ورغبة ورهبة، وخوفاً ورجاء، فيها تقام مجالس العلم والذكر، لتعليم الدين، وحفظ القرآن الكريم، ودارسة سيرة سيد المرسلين، ويتلقى فيها الناس التربية والأخلاق، فهي مراكز العلم والتعلم، ومكان التشاور وتبادل الآراء. وأوضح المنصوري أنه منذ الإعلان عن مبادرة بناء المساجد بالتنسيق مع دائرة الشؤون الإسلامية في الشارقة وبرنامج الخط المباشر لإذاعة الشارقة، وعبر الإعلان عن تلك المبادرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تهافت الجميع للمشاركة في تلك المبادرة الخيرية التي تسعى لبناء أكبر عدد ممكن من المساجد في المناطق التي تخلو من بيوت الله للمصلين. وعن سرعة الاستجابة أكد المنصوري أن الكثير من أفراد المجتمع يجد أن بناء المساجد يعد من الوقف في سبيل الله، والوقف من أكثر الصدقات وأعظمها أجراً وثواباً، فهو يمتاز عن الصدقات بدوام أثره، وعظيم منافعه، فأثره دائم متصل إلى يوم القيامة، فما أحوجنا في زماننا هذا إلى نفحات المساجد نتطهر عندها ونتعبد، ونتسامى في شعورنا ونتعالى، ونجتمع فيها وحولها ونتلاقى. صدقة جارية سلطان الوشاحي قائد فريق رواد التطوعي، الذي لديه الكثير من المساهمات والمبادرات الخيرية داخل الدولة وخارجها، قال إن الجميع يبحث عن الأجر في شهر رمضان، فلا عجباً حين نرى تلك المبادرات الخيرية تنطلق في رمضان، حيث الجميع يقبل على التبرعات من باب البحث عن الخير والأجر ويتسارع الصغير والكبير للمساهمة في ذلك، مشيراً إلى أنه يعتبر بناء المساجد وإعمارها وتهيئتها للمصلين، من أفضل أعمال البر والخير، فهي من الصدقة الجارية التي يتواصل ثوابها وأجرها. وتقول حورية الهاجري مهندسة معمارية ومتطوعة: المساجد بيوت الله تعالى على الأرض، وهي أحبّ الأماكن والمواضع إليه سبحانه، فيها يذكر اسمه، وفيها يسبّح بحمده، وفيها يعبد المسلمون ربّهم فينصبون أقدامهم ويتراصون صفوفاً لا خلل فيها أو اعوجاج، فتحلّ عليهم السّكينة من ربّ العالمين، وتحفّهم الملائكة بأجنحتها، ويفاخر الله تعالى بهم ملائكته، مشيرة إلى أن الإسلام حث على بناء المساجد ورتّب على ذلك الأجر الكبير من ربّ العالمين، ففي الحديث أنّ من بنى لله بيتاً بنى الله له بيتاً في الجنّة، كما دعا الإسلام إلى عمارة المساجد عمارة ماديّة ومعنويّة، فالعمارة الماديّة تكون بتشييد البناء ورفعه والاهتمام به وصيانته باستمرار. وأضافت: من منطلق حرص الدولة وقيادتنا بعمارة مساجد الله، فإن الأيادي المحسنة والتي تسعى للخير دائماً تتوجه نحو رعاية وبناء المساجد، حيث ترسخت روح المبادرة في أبناء هذا الشعب، فالكل يسعى ويحفز لنيل شرف خدمة هذا الصرح، لما له من أهمية في كل بيت وحي ومدينة، ومن هذا المنطلق بادرت الكثير من الجهات والمؤسسات لبناء وصيانة المساجد، عبر إطلاق مبادرة مساجد الخط المباشر النسخة الثانية بالتعاون بين مؤسسة الشارقة للإعلام ودائرة الشؤون الإسلامية بالشارقة عبر برنامج الخط المباشر لاستقطاب أكبر عدد من شرائح المجتمع في بناء المساجد على مستوى الإمارة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©