السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عيسى عباس يلقي الضوء على أهم المواقع الأثرية في الإمارات

عيسى عباس يلقي الضوء على أهم المواقع الأثرية في الإمارات
16 يوليو 2010 20:59
صدر مؤخراً عن إدارة الآثار بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة الطبعة الثانية من كتاب «التوزيع الجغرافي للمواقع الأثرية في الإمارات» الذي شهد بعض الإضافات المتعلقة بالمكتشفات الجديدة في الدولة. والكتاب من إعداد الباحث الآثاري عيسى عباس الذي يعمل مراقباً للمسح والتنقيبات الأثرية بالدائرة، حيث ألقى الضوء من خلال هذا المؤلف على أهم المواقع الآثارية في مختلف إمارات الدولة والممتدة من العصر الحجري والبرونزي، مروراً بالعصر الحديدي وعصر ما قبل الإسلام، وصولاً إلى العصر الإسلامي، وهي المواقع التي تحددت أول ملامحها في نهاية الخمسينات من القرن المنصرم عندما تم توجيه الدعوة لإحدى بعثات التنقيب الدانماركية لزيارة أبوظبي ومعاينة بعض المدافن في جزيرة أم النار. وكما ورد في مقدمة الكتاب فإن البعثة الدانماركية تمكنت من اكتشاف مستوطنة تضم مجموعة من المدافن التي تعود بفترتها إلى الألف الثالث قبل الميلاد، وكان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قد دعا البعثة إلى زيارة مدينة العين، حيث تم اكتشاف مجموعة من المدافن التي تعود إلى نهاية الألف الرابع قبل الميلاد. ويقول عيسى عباس إن هذه الاكتشافات مثلت بداية التعرف والتواصل مع علم الآثار في الدولة، وقد تناوب على المواقع الآثارية في المكان فرق أخرى، منها البعثة العراقية التي عملت في منتصف السبعينات وقامت بالمسح والتنقيب في معظم إمارات الدولة. وأضاف عباس أن البعثة العراقية أسست قاعدة بيانات للمواقع الآثارية في الدولة استفادت منها معظم فرق التنقيب الأجنبية والمحلية بعد ذلك. ويرد في مقدمة الكتاب أن أول امرأة عملت في مجال الآثار بالدولة هي العالمة بياتريس ديكاردي التي حضرت إلى الدولة في السبعينات من القرن الماضي، وما زالت تزور الإمارات سنوياً لعمل الدراسات والبحوث التي تؤكد عمق وتجذّر وتعدد الثقافات الإنسانية القديمة في الدولة. ويشير عباس إلى أن فرق التنقيب المحلية كان لها دور بارز أيضاً في الكشف عن الآثار وتقديم الدراسات الأثرية المهمة وتحديد الفترات الحضارية المختلفة في الدولة. وضم الكتاب صوراً ومعلومات وخرائط تحدد المواقع المتعلقة بالعصور الزمنية المختلفة في الإمارات، حيث جاء في الفصل المتعلق بالعصر الحجري أن المكتشفات الأخيرة الخاصة بهذا العصر أماطت اللثام عن عصر أقدم، وهو العصر الحجري القديم الأوسط، حيث تعود مكتشفات «جبل براكة» إلى 250 ألف سنة، بينما تعود مكتشفات جبل «فاية» إلى 130 ألف سنة، وهي دلائل تعزز وجود العصور الحجرية القديمة في الدولة. أما أهم المواقع التي تعود إلى العصر الحجري الحديث فتتركز- كما يرد في هذا الفصل -في جبل فاية وجبل البحيص وجزيرة مروح وأم الزمول وساروق الحديد والجزيرة الحمراء، ويعتبر موقع البحيص من أخصب المواقع الدالة على ملامح ومكونات هذه العصر، والتي عبرت عن طرق العيش في تلك الفترة والأدوات اليومية المستخدمة وطرق الدفن واستئناس الحيوانات، كما تعتبر جزيرة «أكعاب» من المواقع المهمة التي تعود إلى الألف الخامس قبل الميلاد، حيث ضمت مخيماً للصيادين الذين بدت بيوتهم الدائرية ونشاطاتهم المميزة في صيد الأسماك والأطوم، وتبرز في الجزيرة أقدم شواهد شعائرية من قبل مجتمعات ما قبل التاريخ الساحلية في المنطقة. ويرد في الفصل الخاص بالعصر البرونزي الأهمية التاريخية لمواقع مثل جبل حفيت وأم النار ووادي سوق، والتي تميزت بأسلوب فريد في بناء المدافن، أما العصر الحديدي فقد امتاز بظهور نظام الأفلاج في مستوطنات مثل مليحة ورميلة والثقيبة والبثنة ومسافي وهيلي. وفي عصر ما قبل الإسلام التي تقع في الفترة من 300 قبل الميلاد إلى 610 ميلادي فإن أبرز الملامح الآثارية تتوضح في اكتشاف قالب صب العملة في موقع مليحة، والذي يبرز مدى قوة الموقع الاقتصادية، وفي منطقة الدور بأم القيوين كانت أهم المكتشفات المعمارية واضحة من خلال العثور على معبد الدور الذي يعتقد أنه للمعبود « شمس»، وكذلك العثور على مجموعة من النقوش الكتابية التي تعود إلى النسق العربي الجنوبي وكذلك إلى بعض الكتابات الآرامية. وفي الفصل الأخير المتعلق بالعصر الإسلامي يذكر الباحث عيسى عباس بأن هذه الفترة تمثل زمن الرسالة المحمدية والأزمنة التي أعقبت وفاة الرسول- صلى الله عليه وسلم -كالخلافة الرشيدة والخلافة الأموية والعباسية حتى القرن الثامن عشر الميلادي، ويعتبر موقع (جميرا) من المواقع المهمة والفريدة على ساحل الخليج العربي، والتي تعبر عن العصر العباسي.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©