السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحساسية والتلوث والمثيرات البيئية تضاعف نوبات الربو الشُعبي

الحساسية والتلوث والمثيرات البيئية تضاعف نوبات الربو الشُعبي
5 مايو 2013 00:51
يصادف هذا الأسبوع اليوم العالمي لمكافحة الربو، حيث تشير التقديرات إلى أن عدد الأشخاص الذين يعانون الربو في جميع أنحاء العالم، يقدر بنحو 300 مليون شخص، وهناك 250 ألف حالة وفاة سنوياً، وهذا الرقم مرشح للتزايد لأكثر من 100 مليون نسمة بحلول عام 2025. وفي هذه الآونة تنظم هيئة الصحة في أبوظبي حملة تحت عنوان: «تنفس بلا قيود - تمتع بحياتك»، في الوقت الذي تشير فيه آخر إحصاءات الهيئة أن معدل المرضى المواطنين أكثر من 4,2 مرة مقارنة بالوافدين، ويزيد بين الإناث بمعدل أكثر من 1,8 مرة مقارنة بالذكور. وتهدف الحملة التوعية بالأسباب والمثيرات البيئية التي تزيد من خطر الإصابة بالربو، وزيادة المعرفة حول آثار وأعراض وعلاجات الربو، والتركيز على المدارس وموارد المجتمع لتثقيف المرضى حول كيفية التعامل مع المرض، من خلال فعاليات عدة متنوعة. يعد الربو من الأمراض الصدرية المزمنة الذي تصيب الرئتين، ويسبب كثير من الأعراض والمضاعفات، أهمها تعرض المريض لنوبات دورية من الصفير عند التنفس، وضيق التنفس، وضيق الصدر والسعال. وقد يكون الربو بسبب عامل وراثي، حيث توجد جينات مورثة عدة، فالأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالربو معرضون للإصابة به أكثر من الذين ليس لهم تاريخ بالإصابة. وعلى الرغم من عدم إمكانية علاج الربو بشكل نهائي، إنما يمكن تقليص حدة تواتر الهجمات الحادة إلى حد كبير، من خلال العلاج المناسب، وتجنب مثيرات حدوث نوباته المزعجة. الربو نوعان الدكتورة عبد الحميد النشار، استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى المزروعي لجراحات اليوم الواحد، يوضح حقيقة مرض الربو والعلامات المرضية والأعراض والمضاعفات المصاحبة له، ويقول: «الربو مرض تنفسي مزمن وشائع، ويتصف بوجود التهاب في المسالك الهوائية، وفرط استجابتها، مما يسبب انسدادها، وهو يصيب الذكور كما الإناث في جميع مراحل العمر. والعرض الظاهري له هو تضييق الشعب الهوائية بتراكم الماء بين خلايا الأنسجة في جدران هذه الشعب. وهو من أكثر الأمراض المزمنة شيوعاً بين الأطفال. ويتسم بحدوث نوبات متكررة تتراوح بين عسر التنفس والأزيز «الصوت» الذي يصاحب التنفس، وهي تختلف في شدتها وتواترها من شخص إلى آخر. وقد تظهر أعراضه مرات عدة في اليوم أو في الأسبوع لدى الأفراد المصابين به، وتصبح أسوأ لدى البعض أثناء المجهود البدني أو في الليل. ومن الأهمية أن نفرق بين الربو الشعبي الخارجي، والربو الشعبي الداخلي. فالأول يحدث عادة ما بين عمر سنتين إلى سبعة عشر عاماً، ويتميز بوجود تاريخ وراثي للحساسية في العائلة، ووجود مظاهر أخرى للحساسية، كحساسية الأنف وحساسية العين والجلد. وهو كمرض مزمن يؤثر على الشعب والقصبات الهوائية، مما يسبب استجابة زائدة للشعب الهوائية عند التعرض للمؤثرات والملوثات البيئية، فتحدث نوبات أو أزمات متكررة من ضيق التنفس، وسعال وصفير وضيق الصدر، خاصة في الليل، وفي الصباح المبكر. وهذه النوبات تكون مصحوبة بضيق في الشعب الهوائية، وتتحسن تلقائياً بزوال المؤثر أو بالعلاج المهدئ. أما الربو الشعبي الداخلي، فيحدث عادة في متوسط العمر، وتسبقه إصابة فيروسية للجهاز التنفسي، ولا يوجد تاريخ وراثي للحساسية في العائلة، وعادة ما يكون غير مصحوب بمظاهر حساسية أخرى. فإذا كان سبب الربو الحقيقي ما زال غير معروف على وجه الدقة، ولكن هناك أسباباً عديدة للمرض، يمكن تلخيصها في الالتهابات التنفسية الفيروسية، ووجود مسببات الحساسية، كتلوث الهواء، والأتربة، وعادم السيارات، والغبار الموجود في البيئة أو وجود بعض الحيوانات كالكلاب أو القطط، أو استعمال ملابس من أنسجة معينة، وريش الطيور، وكذلك الفطريات، وغبار طلع النخيل، وبعض الحشرات الصغيرة، وبعض الأطعمة التي تسبب حساسية معينة عند بعض الناس. كما يجب ألا نغفل العوامل الجوية، والتغيرات المناخية المفاجئة، ووجود ملوثات صناعية، كالكيماويات والتدخين وعادم السيارات والمصانع والمبيدات الحشرية وبعض العطور والبخور، وأيضاً المواد الحافظة، ومكسبات الطعم والروائح التي تضاف إلى بعض الأطعمة، واستعمال بعض العقاقير. ويمكن أن تشمل المهيجات الأخرى للمرض الهواء البارد، والانفعال العاطفي الشديد كالغضب أو الخوف، والمجهود البدني، كما يمكن أيضاً أن تهيج بعض الأدوية المرض، مثل الأسبرين والعقاقير الأخرى الخالية من الستيرويد والمضادة للالتهابات، وبعض أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب أوالشقيقة». علامات توضح الدكتورة سهى الباز، اختصاصية الطوارئ بمستشفى براجيل في أبوظبي: «الربو كمرض يمكن أن يصيب الصغير والكبير على حد سواء، يمكن لأي شخص يحيط بالمريض أن يلاحظ بعض العلامات والأعراض من خلال سماع نوبات دورية من صفير «الشهيق والزفير» عند التنفس، وغالباً ما يشكو المريض من ضيق التنفس، والإحساس بضيق في الصدر، خاصة عند نوبات السعال المتكرر. فأزمة الربو تظهر في نوبات السعال وضيق التنفس وصفير الصدر، وقد تأخذ أشكالاً حادة عند الأطفال والشباب الذين يعانون الربو الشعبي الخارجي المتسم بالحساسية، تكون الأعراض في صورة نوبات، وعادة ما تؤدي إلى الشعور بالرعب والروع أو الدوخة أو الإغماء وعدم القدرة على الكلام بشكل جيد، وازرقاق الشفتين، وتغير لون الجلد، والشعور بتعب وانهاك شديد، وعادة ما تختفي الأعراض بين النوبات التي تنتج بسبب التعرض لأحد أو بعض المهيجات. أما في مريض الربو الشعبي الداخلي الذي يحدث في سن متقدمة فتكون الأعراض مستمرة عادة ولا تصاحبها مظاهر حساسية أخرى. ويمكن للطبيب المعالج تشخيص الربو بمعرفة التاريخ المرضي للمريض والكشف السريري، ويمكن أيضاً عمل بعض الفحوص البسيطة مثل استعمال جهاز قياس قوة النفخ القصوى للمريض لمعرفة قدرة الرئة على التنفس، وبمعرفة علامات وأعراض نوبة الربو، يمكن للمريض التعرف إلى مقدمات حدوث النوبات باستعمال جهاز قياس قوة النفخ القصوى، وعند حدوث أي تدهور أو ظهور أي أزمة، يتعلم المريض كيف يتصرف بأخذ البخاخ الموسع للشعب الهوائية أو مزيد من العلاج الواقي أو مدى الحاجة إلى مساعدة فورية أوعاجلة. فعلى الرغم من أنه يجري علاج الربو منذ زمن طويل إلا أن الشفاء منه ما زال بعيد المنال، لكن الوقاية تبقى دائماً خير وسيلة للعلاج. ويتعين على الشخص المصاب بالربو أن يتعرف إلى الظروف التي تثير نوبة الربو ويتجنبها قدر الإمكان، وعندما يكون التجنب مستحيلاً فيجب تلقي العلاج الوقائي الدوائي الذي يصفه الطبيب المعالج. سبل الوقاية عن الوقاية، تقول الدكتورة الباز: «الأدوية هي ليست الوسيلة الوحيدة لمكافحة الربو، فتجنب مهيجات المرض أو محفزاته التي تهيج المسالك التنفسية وتسبب التهابها. ويجب أن يعرف كل مريض مصاب بالربو، المهيجات أومسببات الحساسية التي ينبغي أن يتجنبها، وتتمثل في: اقتناء الحيوانات الأليفة ذوات الشعر والوبر كالقطط والطيور بالمنزل، ووجوب أن تبقى بعيداً عن غرفة النوم قدر الإمكان، والابتعاد عن تأثيرات حبوب اللقاح، وعدم الوجود في أماكن ملوثة بالمبيدات الحشرية، وعدم التعرض للغبار أو الروائح القوية ومعطرات الجو وعادم السيارات أوالمصانع أوالأماكن الملوثة بالتدخين، وعدم فرش غرف المرضى بـ»الموكيت أو السجاد المصنع من الألياف الصناعية، والحرص على الوجود في أماكن وغرف نوم نظيفة وجيدة التهوية، وتجنب ممارسة الرياضات الشاقة أو العنيفة». الربو.. والعلاج المناعي على الرغم من عدم وجود علاج ناجح للربو لكن العلاجات المتاحة لها تأثيرها في منع نوبات المرض والسيطرة والقضاء عليها عند وقوعها. والأدوية يتعاطاها المريض بالفم أو الحقن أو في شكل استنشاق لرذاذها من خلال مضخة (بخاخة) بها جرعات الأدوية أو البخاخات التقليدية ليصل الدواء مباشرة داخل الشعب الرئوية. ويعتبر الإرضاع الطبيعي مفيداً في تقليل خطر النوبات التي قد تصيب الرضيع خلال السنتين الأوليين، وينصح بالإرضاع الطبيعي للمرأة المصابة بالربو لأنه يعود بالفائدة عليها وعلى جنينها. أما العلاج المناعي، فهو علاج خياري للربو الذي سببه الحساسية لبعض المواد بالتعرف إليها من خلال الاختيار الجلدي علي المواد التي تسبب الحساسية. وتحضر أمصال منها لحقنها للمريض لتحسين المناعة لديه ضد هذه المواد التي تسبب له الحساسية الربوية، ولاسيما حبوب اللقاح ونفايات الحيوانات والفطريات وسوسة الغبار. وقد بينت الأبحاث أن الأطفال الذين يحقنون بأمصال ضد المادة التي تسبب لهم الحساسية كالغبار ودخان السجائر والعطور وغيرها يتحسنون ولا يتعرضون لأزمات ربوية. لأن 80% من ربو الأطفال و50% من ربو الكبار سببه مواد تسبب لهم الحساسية الربوية. أسباب عدم التحكم الجيد في الربو يمكن إيجاز أسباب عدم التحكم الجيد في الربو لدى معظم الحالات في عدم تفهم مريض الربو لمرضه ومسبباته، وتعرض المريض لمسببات الحساسية بصفة متكررة، وعدم أخذ الاحتياطات اللازمة، وعدم معرفة المريض لهذه المسببات داخل البيت أو خارجه، وعدم أخذ الأدوية المقررة والانتظام عليها حسب إرشادات الطبيب، وعدم تناول الأدوية، خاصة البخاخات بطريقة صحيحة، فضلاً عن تردد المرضى في أخذ الأدوية، خاصة البخاخات، وعدم الاقتناع بجدوى هذه الأدوية ونفعها. وهو اعتقاد خاطئ، حيث تتميز هذه الأدوية بفاعليتها في معالجة الربو وقلة أعراضها الجانبية. هذا إلى جانب تلقي المريض معلومات خاطئة أو غير دقيقة أو مضللة عن مرض الربو أو تأثيرات الأدوية من الأقارب أو من الزملاء أو من مرضى آخرين أو حتى من أطباء غير مختصين في هذا المجال. كما يقارن بعض المرضى حالتهم الصحية وأدويتهم بمرضى آخرين أو بعض الأقارب أو الأصدقاء الذين قد يعانون أمراضاً أو حالات خاصة ومختلفة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©