الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اكتشاف خفايا الزلازل ماركة «تسونامي» وأخرى بدون

اكتشاف خفايا الزلازل ماركة «تسونامي» وأخرى بدون
15 يوليو 2010 20:21
خلال السنوات القليلة الماضية شهد العالم زلزالين أرضيين ضربا من الخط نفسه ومن الفالق الأرضي ذاته، غير أن الأول جاء بتسونامي ووصف بالأضخم من نوعه في التاريخ المعاصر، في حين كان الثاني زلزالاً أرضياً من دون تسونامي! فما السبب في ذلك؟ في أواخر 2004 وأوائل 2005، ضرب زلزالان مدمران جزيرة سومطرة غرب إندونيسيا. وكان الزلزالان من أكبر الزلازل التي تعرضت لها المنطقة نفسه في وقت قياسي، بحيث لم يفصل بينهما سوى بضعة أشهر. إلا أن الفرق بين الاثنين كان شاسعاً، فالأول صاحبه طوفان غير مسبوق في التاريخ الحديث أتى على الأخضر واليابس، والثاني كان أقل كارثية وكان مشابهاً لما اعتاده الناس من زلازل. دراسة حديثة تجيب عن هذا التساؤل وتبين سبب الاختلاف. في 26 ديسمبر 2004، ضرب زلزال أرضي شدته 9.1 درجة على مقياس ريختر تحت البحر بالقرب من جزيرة سومطرة وامتد 1.200 كيلومتر شمال الجزيرة. وتسبب التسونامي الذي نتج عن هذا الزلزال في تدمير سواحل المحيط الهندي بسبب موجات تسونامي التي تجاوز ارتفاعها 30 متراً وقتل 230.000 شخص وشرد الملايين الذين وجدوا أنفسهم بين عشية وضحاها من دون منازل ولا مأوى. وبعد مرور ثلاثة أشهر وفي سنة 2005، ضرب زلزال آخر بشدة 8.7 على سلم ريختر جنوب الجزيرة ذاتها وتسبب في مقتل 1.300 شخص فقط. وهو ما أوقع العلماء في حيرة وتساءلوا حينها عن سبب هذا الفرق الشاسع في الكارثية بين زلزالين يضربان من الخط نفسه والفالق الأرضي نفسه. وتشير دراسة حديثة نشرت في 9 من الشهر الجاري إلى أن جزء الفالق الأرضي الذي انطلق منه زلزال سنة 2004 كان قادراً على تحريك أعماق البحر أكثر بكثير من قدرة الزلزال الثاني على ذلك. فموجات تسونامي الهائلة تتولد عن حركة أعماق البحر وتكون مثل مجداف عملاق تحت الماء، فكلما زادت قدرة الزلزال على تحريك أعماق البحر كان التسونامي الناتج عنه أكثر تدميراً. ويقول سيمون دين، عالم جيولوجي وأستاذ بجامعة ساوثمبتن بإنجلترا، “كلا الزلزالين انطلقا من الفالق الأرضي نفسه وامتدا تحت قاع البحر لمسافة تتراوح بين 30 و 40 كيلومتراً. وتعد معرفة مفعول هذين الانزلاقين التكتونيين أساسيةً لتحديد حجم الكوارث التي قد تسببها زلازل قادمة ومحاولة التنبؤ بها والحد من آثارها المدمرة. سبر أعماق البحار يستخدم العلماء أدوات قياس الزلازل كمسبار لقياس طبقات الترسبات الموجودة تحت قاع البحر بموجات صوتية. وكشفت النتائج أن مستوى الفالق الأرضي الذي انطلق منه زلزال 2004 ذو كثافة أقل من كثافة الصخور المحيطة به. وهذا ساعد الفالق على التحرك لمسافة قريبة من قاع البحر خلال الزلزال الأول. أما في زلزال 2005، فلم تكن كثافة منطقة الفالق أقل من كثافة الصخور المحيطة، ولذلك كان التسونامي الناتج عنها أقل تدميراً. واكتشف الباحثون عدداً من الملامح والخاصيات غير المألوفة عند منطقة انطلاق الزلزال سنة 2004 مثل توبوغرافية قاع البحر والترسبات المتغيرة، ومواقع زلازل صغيرة وارتداداتها التي عقبت الزلزال الرئيس. تهديد أخطر لتسونامي تعود سكان جزيرة سومطرة على الزلازل نظراً لمعرفتهم المسبقة أن جزيرتهم تقع بجوار حدود صفيحتين تكتونيتين. وتقع الزلازل عندما تنزلق صفيحة تكتونية تحت الأخرى بعنف. وحين تلتصق الصفيحتان ببعضهما بعضاً، يولد احتكاكهما بعنف طاقةً قوية تتمظهر في النهاية على شكل انزلاق أو انكسار ينتج عنه لفظ هذه الطاقة المخزنة على شكل زلزال. ولدراسة الطبقات الصخرية تحت قاع البحر، قامت جامي أوستن من جامعة تكساس رفقة طاقم غواصة بنشر مسبار وكابل لرصد صوت الأمواج عند انعكاسه على قاع البحر. وعند مقارنة فريق الباحثين لمنطقة نشاط زلزال جزيرة سومطرة بغيرها من المناطق وخطوط الزلزال الأخرى في العالم، لاحظوا أن منطقة نشاط الزلزال الذي ضرب سومطرة سنة 2004 مختلفة عن نظيراتها تماماً وخلصوا إلى أن ذلك مؤشر على أن هذه المنطقة معرضة أكثر من غيرها لزلازل مسببة لتسونامي. ومن جهته، يقول سين جوليك من جامعة تكساس “على الرغم من النتائج الجديدة التي خلصت إليها هذه الدراسة الحديثة، فإننا ما زلنا بحاجة إلى دراسة المناطق النشيطة زلزالياً للتنبؤ بحجم الدمار الذي قد تسببه، وتحديد العوامل التي تساهم في تشكل تسونامي بشكل أعمق حتى يتسنى لنا تقليل الخسائر في الأرواح إلى الحد الأدنى”. عن “كريستيان ساينس مونيتور”
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©