يعتبر الشاعر نوربيرتو ساليناس Norberto Salinas واحدا من أهم شعراء كوستاريكا المعاصرين، وينتمي إلى أسرة من الممارسين للإبداع بمختلف أشكاله وألوانه، فشقيقته “السا” فنانة تشكيلية معروفة على المستوى الوطني في بلادها والمستوى الدولي أيضا، وابنها الذي لم يتجاوز الثالثة عشرة أقام معارض عديدة ولوحاته مقتناة في العديد من المتاحف والمقتنيات الخاصة. ولا ترجع أهمية روبيرتو ساليناس إلى كتابته القصيدة الملتزمة سياسيا واجتماعيا فقط بل إلى إيمانه بأن الشاعر يجب أن يهبط من برجه العاجي ويختلط بالناس ويمارس العمل اليومي، لذلك فهو مشارك في الكثير من الأنشطة الثقافية التي تقام في بلاده والبلاد المجاورة لها بمنطقة وسط أمريكا اللاتينية، ومن خلال موقعه كرئيس لبيت الشعر في سان خوسيه يقود مجموعة من الشعراء والمبدعين الشباب الذين تربوا على حب الإبداع والعمل الجماعي من اجل تطبيق ما يرونه دورا يجب أن يلعبه المبدع.
ورغم شهرة روبيرتو ساليناس المبكرة التي كان يمكن أن تقوده إلى احتلال منصب ثقافي أو سياسي في بلاده إلا انه إيمانا بأن المبادئ الإنسانية يجب الوقوف إلى جانبها في اي مكان فقد انضم إلى إحدى كتائب المقاومة المساندة لحرب التحرير في نيكاراجوا المجاورة التي قادتها جبهة الساندنيستا طول السبعينيات والثمانيات من القرن العشرين، بل وكان يقاتل إلى جواره ابنه الأكبر “نوربي” أي انه زرع بذرة الإيمان بالمبادئ ونصرتها في عائلته أيضا.
شعر: نوربيرتو ساليناس
ترجمة وتقديم: د. طلعت شاهين
الجد
El ab elo
(إلى رفائيل راميريث)
ترتاح يداك على كتفي
واسمع صوتك الرخيم
ـ ملاكي
اهرب مجددا؟
كنت أعرف أنك هنا
تتلصص على غاسلات الثياب ـ
في الفناء تصرخ الصفعات
رفائيل! رفائيل!
أهرب من النافذة
في انتظار ان يفتحوا الباب
المغلق بجسدي
المح قبعتك
زيك المحكم
بكل ترقيعاته
فأنت الأعظم
بين السادة:
تأتي بالزهور
بالطبع لا يهم
إن كنت تفوح بالنعناع
قادر على نزع كل الفقر
والتنزه بابتسامتك الكريمة
عبر المدينة
وأكثر من هذا “يا جد”
شكرا
بفضل الشاحنات الصفراء
التي تعبر الناصية
ولا أزال أتساءل
إلى أين تذهب
يا قديس بين القديسين!
ببغاء الكرامة الجميل!
V111
عندما كنت طفلا
كنت أبني مراكب
بألواح الليل
تبحر باتجاه سارية
سريري
والرياح والعواصف
تهب من قاربي الخشبي القاتم
Xl
إلى ماريا أولي
العجوز الفونسو
لن يخرج منديلا
من فمه
ملكة الورق لك
في مرايا الجدة
حيث اعتدنا الاختباء
الإله الهندي
المختبئ في السقيفة
حيث شاهدنا
اعتصام السجناء
يا لها من غريبة قفزاتك
سلالم
البيت القديم
اثنتان
ثلاث
تطير
التنورة المرسومة
حتى فتح
البيانو
إلى جوار الخطوات
وعزف مقطوعة “ديبوسي”
فرحة لمعرفتك
إنني سأصعد
لأهديك حكاية
وان كان لمجرد مشاهدتك
تفتحين
صندوق الأقلام
المدهش.
سن الأسد
Diente de Leon
ربما لا يزال هناك وقت
لا يدخل المرايا
وهذا كله لعبة
من صديقي القديم:
الصغرى من عيون القمر
والرقعة والجبل
لا تزال الجدة تعزف على البيانو
وفي النافذة
يتعلق أطفال البيت ـ المربى
بالأسياخ
تلصصي على غاسلات الملابس
نزهة بين التخيلات
أتعثر بالبنادق
كما لو كانت طيورا
القديس خوان الجنوبي
San J an del S r
متعلقا بعروس البحر
أراقب أضواء
الصيادين
في الخليج
في الليلة الماضية
أصر أبي
ـ ستكون تاجرا
كجدك ـ
السيدة بالفندق
أشارت إلى قوارب كالفراشات المضيئة
خضراء وزرقاء
بين الفنارات
في الشاحنة الإنجليزية
أراني القبطان
عجلة القيادة
وحبل الصافرة
الذي لا يمكن لمسه
لكني أتعلق بتلك الصافرة
فتتساقط صناديق الجد
في الماء
أتذكر المزاليج
التي قدموها لي
مكافأة على عمل
في مخزنه.