الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

شهاب عبدالمجيد: الفوتوغرافيا.. جُلُّها الانتباه!

شهاب عبدالمجيد: الفوتوغرافيا.. جُلُّها الانتباه!
9 سبتمبر 2016 21:06
نوف الموسى (دبي) عجيبةٌ هي الظُلمة، عندما تغرق النور فيها وتقرر التلاشي فجأة! ولا تتوقف عند مواجهة نفسها، بل وتؤكد طوال حضورها في لحظة الخلق أنها الضرورة، وأنها متعة المجهول، ولولاها لأصبح للدهشة معنى واحداً. من هناك حيث تستقر العتمة في مركز الأكوان المتعددة، يبدأ شهاب عبدالمجيد، صلواته.. من هناك أيضاً جرب مرات عديدة عبوراً ذاتياً نحو إبداعه، الذي أطلقه أخيراً في «وجوه» وهو الاسم الذي اختاره لسلسلة من تأملاته الفوتوغرافية. بطبيعة الحال، يطرح عمله هذا سؤال «البورتريه» وقدرية الأوجه في الفوتوغرافيا، ولكن ما يستوقف المراقب لإحساس شهاب، خلال الحديث، صعوده الروحي باتجاه فعل الانتباه في ثانيتين من اللقطة الفوتوغرافية التي يستخدم فيها كاميرا تقليدية. يقول شهاب إن كل ما يفعله هو انتظار تلك اللحظة، حيث يتجلى «الموديل»، «الشخصية»، «الوجه» بين الطرقات بينما هو يمشي، وهو يختزلها بما أسماه «حدس الرؤية»، كشعور العلاقة بين العين والنظرة، ويقصد بها شهاب ذلك الذوبان والانصهار التام بين مسافة أن تكون داخل وخارج الصورة الفوتوغرافية، باعتبارها امتدادا لطاقة متصلة، لهذا السبب لا يزال شهاب يستخدم الفيلم بوصفه قدرة تتيح للمصور أن يكون هو، دون أدنى تدخل في تجربته، كما تفعل الكاميرا الرقمية، ليخلق بذلك انطباعاً مزدوجاً حول القدرة الرقمية وأثرها على افتعال توجيه الصورة. بوضوح أكثر، ذهب شهاب عبدالمجيد إلى أبعد من التقاط صورة فوتوغرافية، وصولاً إلى فضاءات قدرية تكاد الأوجه تبرزها. قائلاً «نعم» عند سؤاله عن تعابير الأوجه وبيانها لخط الحياة وخيارات الأفراد، مجيباً بـ «لا» حول أثر الخبرة على حساب الشغف والنشوة، في تحديد مصير حياة الصورة في الغرفة المظلمة، التي يعيش فيها المصور، كما يروي شهاب، المتعة الأبدية. كل شيء يحدث في حالة من التدرج المتناهي؛ تبدأ الورقة، ببيان الصورة، تماماً كشروق الشمس، كالفجوة بين الظلمة والنور، كتحرك المرئي وغير المرئي في الوقت نفسه، خاصةً أن ما يحدث في الغرفة المظلمة، هو امتثال متأن لتقاطعات الأبيض والأسود في الصورة، والتي تسيدت كتاب «بورتريجر»، إذ ما يقارب 99 % من صور الأبيض والأسود التقت بوعي «الفريم» المحدود في الكاميرا التقليدية، وتقديراً مخلصاً لـ «الفوكس» المتماهي بصفة تحترم الإضاءة الطبيعية، أما عن الصور الملونة فـ «المواقف والمكان وقصص الأفراد، فرضت حالة الأبيض والأسود في النص الفوتوغرافي، ولكن عندما يكون اللون هو القصة، فإن إظهاره يصبح مطلبا لإيصال حس الصورة للمتلقي». يتحدث شهاب حول أولى لحظات الغرام بينه وبين«البورتريه» كفن فريد، يمتلك قدرة هائلة على اعتماد النظرة كمقياس، فأمام المصور ما يفوق الـ 100 شخص وعليه أن يختار شخصاً واحداً يجد فيه شيئاً مختلفاً، ثم يدخل معه في نقاش ودي لإقناعه بالتقاط الصورة، ففي إحدى تلك المرات واجه شهاب موقفاً دام 4 ساعات حين قرر تصوير شخص لم يبد رفضاً صريحاً لالتقاط صورته، نظراً لأن كل منهما لا يتقن لغة الآخر، ومضت الساعات في التمويه والابتسامات، والتلويح إلى أن انتهز شهاب فرصة خاطفة للضوء، وقبول الشخص على مضض أن يلتقط 3 صور الأولى هي التي نشرت كما لفت شهاب. ولدى سؤاله عن ماهية إيمانه بالمدرسة التقليدية للتصوير كان جوابه لافتاً: «كل مرة تولد فيها صورة جديدة في الغرفة المظلمة، تنتابني نفس تلك الحماسة التي شعرت بها، عندما أصبحت فيها أباً للمرة الأولى»، مضيفاً أنه بعد «تحميض» الصورة، فإن جمالها، يعكس شذا روحك، وعندما يحدث فيها خطأ ما، تتحمل بنفسك مسؤولية ذلك السهو لأنك من أنتجتها للحياة. لقطة لكن بالكلمات يعمل المصور الفوتوغرافي شهاب عبدالمجيد، كمصور صحافي منذ 10 سنوات في الإمارات. بدأ منذ صغره في التعاطي مع كاميرا تقليدية عاشت فيه وبه، ولدى سؤاله عن علاقته بها أجاب: كل مرة تولد فيها صورة جديدة، في الغرفة المظلمة، تنتابني نفس تلك الحماسة التي شعرت بها عندما أصبحت أباً للمرة الأولى.. إجابة بدت «لقطة» لكن بالكلمات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©