السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إبراهيم الهاشمي: لي مَسْ من قلق التفاصيل

إبراهيم الهاشمي: لي مَسْ من قلق التفاصيل
14 يوليو 2010 20:06
إبراهيم الهاشمي.. شاعر تشعر بشفافية شعره بوضوح من خلال حوارك معه، له رؤية في الشعر ومفاصل الحياة المختلفة، عاش فورة كتابة القصيدة النثرية في الإمارات فأصدر “مناخات أولى” عام 1996 و”قلق” في 2000 و”تفاصيل” في 2000 ثم أصدر “مَسْ” في عامنا الجاري. يرى الهاشمي أن الشعر يتأرجح لديه بين الصوفية والبوح، وأن تجربته هي نتاج رحلة جيل مهم شكل عطاءً مهماً في فن الشعر، يقرأ كثيراً في الفلسفة والوجد الصوفي والشعر، وله اشتغال في فن التصوير الفوتوغرافي، حيث أقام معرضاً في هذا الحقل الفني المهم، ولكونه شاعراً، فإن الصورة لديه تكملة للكلمة التي لم يقلها في الشعر. إبراهيم الهاشمي 1961، عاش في جامعة الإمارات عام 1985 حركة جيل مهم في المسرح الإماراتي، وجيل مهم آخر في الشعر، كما عاش في خضم العمل الاقتصادي، حيث تخرج في الجامعة ضمن اختصاص إدارة الأعمال، إلا أنه عشق الشعر والتصوير، فكان شاعراً في الصورة ومصوراً في الشعر، وأهم ما صوره هو ذاته وكيف تعيش إحساسها بالحياة، وفي اللقاء معه، يكشف منذ مرحلة ديواني قلق وتفاصيل مفاصل كامل تجربته ومستقبل هذه التجربة. الحالة الشعرية ? ماذا شكل في تجربتك الشعرية ديوان “قلق” و”تفاصيل”؟ ? لقد مزجت ديوانين معاً في فترة عشتها داخل الشعر؛ لأنهما شكلا الحالة الشعرية والمعيشة، حيث عشت تفاصيلهما يومياً سواء في “قلق” أو “تفاصيل” وأعتبر وجودي في دمشق لعامين متتاليين شكل حضوراً واضحاً في الديوانين اللذين صدرا كديوان واحد، وأظن أن القراءة قد اختلفت في تلك الفترة من حيث كميتها وتوجهها النوعي، حيث كنت متجهاً إلى استبطان الرؤى الصوفية. ? هل نرى صوفية واضحة في الديوان؟ ? أرى أننا نجد اختزالاً وليس صوفية؛ لأن اللغة الصوفية ذات معنى دقيق في كلمات بسيطة، وهذا ما قاد القصيدة في تلك الفترة من تجربتي إلى الاختزال. ? أنا كتبت عن ظاهرة الاختزال في مقالتي عام 2001 عن ديوان تفاصيل وقلق، ووجدت أن عناوينك الإفرادية كثيرة حتى أن عنوان المجموعة إفرادي، كيف تفسر ذلك؟ ? الشاعر عليه أن يكتب بحرية للقارئ؛ لذا يكفيه أن يشير أو يومئ، وبالتالي فإنه يترك الدرب إلى المتلقي، لكي يتلمس خطواته فيه من حيث اكتشاف المعاني العميقة في النص، وهذا أجده أيضاً في جانب آخر من اهتماماتي، وهو في فن التصوير الفوتوغرافي، حيث أبحث بشكل مستمر عن تفاصيل وجزئيات الأشياء التي لا تراها العين المجردة، إذ من الضرورة أن يعود الفنان الفوتوغرافي عينه على مشاهدة الأشياء التي لا يراها غيره، ولا يعني هذا أنه المبصر الوحيد للعالم، ولكنه المبصر الأكثر دقة في العالم. وسبق أن عملت معرضاً فوتوغرافياً عام 1995 عنونته بـ”تفاصيل”، فكان موضوع المعرض ديواناً لمحمود درويش، وهو “لماذا تركت الحصان وحيداً”، إذ أخذت فقرات شعرية وزاوجتها مع الصورة الفوتوغرافية من أجل إضاءتها لتجعلها أكثر وضوحاً، وأعتقد أن هذه الفكرة صعبة جداً، حيث تحاذي الصورة الحسية بالكلمات المجردة، ولكن ربما نكتشف فيما بعد أن الصورة تعبر عن الكلمة وبالعكس. وبالمناسبة التي أعدها جميلة وذات ذكرى عزيزة عليّ أن محمود درويش حضر المعرض في الشارقة وحمل جميع الصور مع ما كتب عليها من أشعاره واعتبرتها ذكرى جميلة مع شاعر عربي مهم وكبير، وهذا ما أُريد أن أؤكده من أن التفاصيل قد عاشت معي في الشعر وفي الصورة. جيل إشكالي ? هل ترى أنك شاعر شكل مع مجايليه جيلاً إشكالياً من حيث كتابة قصيدة النثر؟ ? نعم.. أرى أن هذا الجيل الذي يمكن أن أطلق عليه بالجيل الوسطي ما بين أسماء كبيرة في الماضي، وهي صقر بن سلطان وسلطان العويس وحبيب الصايغ وعارف الخاجة الذين كانوا في طليعة جيل سبقنا وما بين جيل آخر أكثر شباباً جاء بعدنا، وجدنا أنفسنا أمام موجة شعرية مهمة وتضم محمد الماغوط وأنسي الحاج وسركون بولص؛ لذا توجهنا إلى استبطان قصيدة النثر بشكل فاعل وعملي من خلال جدة التناول، وعليه صار هذا الجيل الذي ضمني وأحمد راشد ثاني وخالد البدور ونجوم الغانم، ومنى سيف التي من المؤسف توقفها عن كتابة الشعر، ضمن كتاب “الأزمنة العربية”، والتي أصدرها محمد عبيد غباش، والتي كانت تدعو إلى الحداثة في مختلف مفاصل الثقافة والحياة. استمرت هذه المجموعة الشاعرة مع بعضها في تمازج فكري وحياتي لسنوات طويلة خلال دراستنا المشتركة في جامعة الإمارات، والجميل أيضاً أن هذه المجموعة تداخلت مع مجموعات أخرى كانت قد التقت في إطار الإبداع المسرحي مثل ناجي الحاي وإسماعيل عبدالله ومحمد الدوسري والإبداع الموسيقي والإبداع التشكيلي. وحتى الإبداع الإعلامي الذي ضمّ آنذاك ظاعن شاهين وثاني جمعة. ومن الغريب أنني أنقل هُنا حالة صحية آنذاك، وهي أنني أدرت مسرح الجامعة بالرغم من أنني كنت مهتماً بالشعر. مخاضات بعيدة ? كيف سارت تجربتك بعد “تفاصيل”؟ ? تلاحظ أنني بعد “تفاصيل” سادت لديّ حالة توقف شكل جزءاً كبيراً منها خوفي من ثقافة القارئ التي بدأت تتطور في الحياة، كما أحسست بها وجزءاً آخر هو محاولة زيادة المخزون اللغوي والتجربة المعيشة، وكانت ربما أصفها بفترة مخاضات بعيدة ربما تمر سنة لا أكتب فيها شيئاً، لكنني كنت أقرأ بنهم غريب، وهذا ما شكل لديّ رؤية جديدة ومختلفة. ? ولكن ماذا أفادك هذا التوقف؟ ? أعتقد أنني بدأت أبحث عن الدقة حتى في التفاصيل وبقلق أكثر شمولية وموضوعية، انتجت ديوان “مَسْ” ومخطوط بعنوان “اصطفاء” ومخطوط ثانٍ عبارة عن رسائل أسميته “مقامات الوجع”، وهو نص مفتوح على كل احتمالات الكتابة. لديَّ الآن مخطوط جاهز هو نتاج قراءة أبي يزيد البسطامي لأغلب كتبه فخرجت بمخطوطة أسميتها “ليس إلا لك” تتناول نصوصاً كتبت باختزال وصوفية. ? هل ترى أنك شاعر قد أختزلت بنية لغة القصيدة؟ وهل ترى أن المعنى قد ضغط لديك في لغة مكثفة جداً وأين تريد الوصول بها؟ ? اليوم أقول إنني أحاول أن أضع قطرة في بحر، وكل يوم أكتشف أنني أضيع في هذا البحر، وأحياناً بعودة بسيطة جداً لقراءة سورة في القرآن الكريم والتمعن فيها تكتشف أنك لم تكتب أي شيء وتحتاج إلى اكتشاف اللغة مرة أخرى. أعطيك مثالاً، أن ما يقرأ اليوم للنفري الفيلسوف الإسلامي الذي تعتبر نصوصه أجمل ما كتب في زمنه وحتى اليوم، إلا أنه لم ينظر إلى نصوصه باهتمام في زمنه وباختلاف الرؤى والزمن والوعي تختلف الرؤية إلى أي نص أو اللغة حتى. أجد أن لكل زمان قراءة قد تختلف شداً وجذباً، وأجد أننا ربما نواجه بجيل قادم لا يعترف بما كتبنا ولا بنا كشعراء، انها آراء تفرضها قوانين الزمن والتطور، ولكن هذا لا يلغي أننا كنا قد أثرنا في بنية القصيدة في وقت ما بوصفنا مجموعة شعرية. اللعب باللغة ? في ديوان “مَسْ” الصادر حديثاً، ماذا أراد إبراهيم الهاشمي أن يقول؟ ? أردت فعلاً أن أقول إن العاطفة لها قيمة فعلية في حياة الإنسان بكل أشكالها، فديوان “مَسْ” في مجمل قصائده عبارة عن حالة عاطفية من البوح، وأعتقد أنها مرحلة من مراحل تجربتي في الشعر؛ لأنني أجد أن لا أحد في هذه الأيام يهتم بهذه الجزئية، خاصة في قصيدة النثر بشكل عام. ? إذاً ماذا تريد أن تؤكد قصيدة النثر إن لم ترد البوح؟ ? لا لم أقل ذلك، فأنا أرى أن أغلب شعراء قصيدة النثر هنا في الإمارات توجهوا إلى الجانب الذي يشكل السياسي جزءاً منه أو أحياناً البحث عن الغموض العميق أو الاتجاه إلى اللعب باللغة، وأجد أيضاً أن قصيدة النثر تمتلك مساحة واسعة من المعيش اليومي ولغة البوح الشفيفة والحب والعاطفة، وهذا لا أجده إلا نادراً في قصيدة النثر. ? إذا أردت كشاعر أن تقرأ اتجاهات تجربتك المقبلة، فكيف تصفها وبأي مسار تضعها؟ ? أصدقك القول إنني لا أستطيع أن أتكهن في مسارات تجربتي المقبلة؟ ? أردت أن أسألك عن ديوان “مَسْ” ما هي القصيدة التي شغلتك كثيراً واهتممت بها؟ ? هما قصيدتان وليست قصيدة واحدة “انتشاء” و”ناصية الهوى”؛ لأنهما كانتا تحتاجان إلى دقة في التعبير عن الصورة والحالة التي كنت أعيشها وتناولتا تفاصيل الحالة الشعورية في تلك الفترة. وأعتقد أن لحظة الوجود الإنساني الرائع هي أن تقتنص من حياتك ما يشعرك بشعرية هذه اللقطة التي تتحول مما هو واقعي إلى ما هو شعري. هنا تكمن الشعرية في الحياة اليومية. وتأكيداً لذلك خذ هذا النص من قصيدة “انتشاء”: منتشٍ في الملامح أحصي ابتهاج تقاسيمها .. أخون الأسى وأعبر ما فات من العمر في شجن العين وأمضي أطرز الكونَ بسمتها.. والأمل ولا بد لي أن أسجل تعليقاً على ما ذكرت من أن ما يكتب اليوم فيه جزء كبير من السياسي، خذ مثلاً الشاعر العراقي الكبير مظفر النواب الذي أعتقد أن الجميع يعرفه بأنه شاعر غزّال “أي من الغزل” لكونه وصافاً بارعاً، إلا أنني أتساءل من يذكر مظفر النواب الآن شاعراً غزلياً، أعتقد لا أحد يذكره بذلك، بل يذكر كشاعر سياسي تعرض لقادة في السياسة، وهذا ما أغرى أو عبر عن رغبات الشارع العربي في التصدي للقادة السياسيين الذين لم يصطفوا مع الناس ومشاعرهم وحياتهم وطموحاتهم، فوجدوا من مظفر النواب معبراً عن كل آرائهم وأهمل كشاعر غزل. أجيال التأسيس ? أنا أوافقك الرأي تماماً حول هذا الجانب لكن ألا ترى أن هناك من يرسم ملامح رؤية جديدة في قصيدة النثر؟ ? أنا لا أحب التحديد، فمن الممكن أن أتحدث عن القصدة بشكل عام وليس بخصوصية كتابها، فلا يعنيني من كتب ومن سيكتب، إلا أنني معني برؤى شعرية أجدها أولاً في شعر المرحلة التي نعيشها أو المستقبل حولها، هناك أسماء كبيرة يجب أن نقف أمامها من أجيال مختلفة بعد أن نترك أجيال التأسيس. ? قلت لي إنك أنجزت مخطوطة بعنوان “اصطفاء”.. ما هو عالم هذا الديوان، وما هي ملامحه؟ ? يمكن أن اعتبره حالة بين “قلق وتفاصيل” و”مَسْ”، وللحقيقة كان يجب أن يصدر قبل ديوان “مَسْ”؛ لأنه حالة ما بين هذين القطبين الشعريين في تجربتي ضمن عالم الشعر. إنه مزج ما بين العاطفة والمعاش اليومي والسياسي، وفيه جزء كبير من الاختزال اللفظي مع التفاصيل، والجديد فيه أنه تمهيد لمَسْ إلا أن المفارقة هُنا أن مَسْ أصبح تمهيداً له، وهذه الحالة المقلوبة هي التي تعطيه شعريته. في “اصطفاء” محاولة لمسك القلق الذاتي من أطرافه المتعددة التي لم أستطع قراءة كنهها، يمكن أن نقرأ مَسْ فيعطينا تصوره بشكل واضح، إلا أننا في اصطفاء نظل موهومين بأشياء كثيرة في هذا العالم، فهو يحتوي على “12” قصيدة، في مجملها تتناول الإنسان في مختلف مفاصل حياته. مقامات الوجع ? وما هي قصة “مقامات الوجع”، هل ترى فيه عودة إلى الصوفية الأولى في ديوانك الأول، ولكنها صوفية خاصة هنا؟ ? لا.. لا.. هو عبارة عن حالة من الوحدة الشديدة التي عشتها في فترة معينة، استدعت أن أكتب نصوصاً، وكأنني أرسلها إلى شخص معين وأترك للقارئ حرية تصور الردود التي تصلني من خلال نصوصي، ويمكن أن أقول إن المقامات تعبر عن حالة من الفقد والاحتياج؛ لأنني وبطبيعي أكره الوحدة. فالمقامات عبرت عن الوحدة ضمن نصوص مفتوحة وكأن تلك النصوص دواءٌ للوحدة. ? لوحظ في الفترة الأخيرة أن هُناك نشاطاً قرائياً جديداً ليس لإبراهيم الهاشمي فقط وإنما لمجمل مجايليك في مرحلتك الشعرية كيف تفسر ذلك؟ ? أنا أتصور أنه قد أصبح هُناك قدر من الوعي الكبير بأهمية الثقافة سواء من شعر أو قصة أو مسرح أو موسيقى أو تشكيل في إعطاء صورة عن تطور الوطن في كل أشكاله ومفاصل حياته، كان هناك اهتمام بالاقتصاد والبنى الأساسية من العمران، ولكن الالتفات الحقيقي أصبح إلى الثقافة والتراث مؤخراً؛ لأنها الأبقى في إعطاء الصورة الحقيقية عن مدى تطور الإنسان على هذه الأرض. نشاطنا الآن هو جزء من نشاط عام وأكبر، وأعتقد أننا يجب أن نقطف ثمار هذه المرحلة وعدم الوقوف بعيداً عنها. كي نسجل لذواتنا إبداعها في تاريخ هذه الفترة التي أعتبرها فترة إنجاز ثقافي حقيقي. المرويات الشفاهية ? سمعت من بعض الأصدقاء أن إبراهيم الهاشمي يعد كتاباً مروياً شفاهياً، هل يمكن التعرف على ما يضمه هذا الكتاب، وهل ترى أن الرواية تحتاج إلى تدقيق وتحقيق لمعرفة أصول المرويات؟ ? نعم.. إنَّ ما سمعته صحيح، وهذا هو كتاب أعده كتاب العمر بالنسبة لي لأنني تناولت المرويات التي نقلتها عن والدتي التي كانت حافظة لكثير من الشعر والأمثال والأهازيج الشعبية والخراريف والمعتقدات المروية لسانياً مما يشكل ذاكرة شعبية خصبة، استقيت منها الكثير من المعرفة وقد بدأت بتدوين تلك الذخيرة المعرفية منذ عام 1977 وبشكل دقيق، اعتمدت على كثير من المصادر التي تعضد المرويات المسموعة بوصفها مسرودات شفاهية. قسمت الكتاب إلى 3 أجزاء، هي الشعر في جزئه الأول والأمثال الشعبية في جزئه الثاني والمعتقدات والأهازيج والخراريف في جزئه الثالث. ? ولكن ما هو الجديد في هذا الكتاب عن السائد من المرويات الشفاهية المدونة الآن؟ ? أولاً احتوى الكتاب على ما يزيد عن ألفي مثل شعبي كان متداولاً لسانياً، أما الشعر فهناك في الكتاب قصائد ترى النور لأول مرة وهي من تأليف كثير من شعراء الإمارات المعروفين أو من شعراء لم تذكرهم الساحة الثقافية التراثية ومنهم عبود سلام من مدينة العين. وبشكل عام يمثل الكتاب ثراء الذاكرة الشعبية غير المدونة بشكل مرتب ودقيق لحد الآن، وضم ما يقرب من 60 اهزوجة لتنويم وترقيص الأطفال، واعتبر جميع هذه المسرودات الشفاهية جزءاً من الذاكرة الشعبية الإماراتية وحتى لو كانت مدونة في بعضها من قبل باحثين في التراث الشعبي، فإنني دونتها مباشرة من ذاكرة لشخص واحد فقط، وهذا يعطي انطباعاً عن القدرة على الحفظ والذائقة والتداول اللساني الذي حفل به الفرد في مجتمعنا. عنونت الكتاب بـ “هذا ما قالته لي أمي” وقد سلمته مؤخراً إلى الشاعر والباحث الصديق سلطان العميمي الذي أثق بذائقته الشعرية ومعرفته بكل خبايا الملفوظ السردي الشعبي لمراجعة النصوص وتدقيقها وتوكيد صحتها. ناصية الهوى تسابقنا.. لكني وصلت وما وصلت ولا قد من دُبرٍ قميصي ولا اقتربَت رويداً من شفاهي فاشتعلت.. ..لم أعرف الأسرار أو كيف الوصول إلى الهوى وللهِ كنتُ قد اعترفت.. ولثمت أطراف الأصابع ولحنائها شوقاً بكيت.. وعصفت بالوله المؤجج صارخاً.. هلا اكتفيت هل أرضعتك المزن خيبات العطاشى فارتويت أم هل كل قافية تمر بطرفها الوسنان توقظ في شفاهك قصيدة فتبثها ورد الخزامى وتخبئها لديك .. يا أيها الباكي ولا دمع لديك أيها المدفون في جب التردد هيا استقم ومد لها يديك لا ضير إن قدت قميصك مقبلاً أو مدبراً وأشعلت يديك خذ بناصية الهوى وارضع حليب بارقة النوى.. واضممها إليك حتى تزلزل كل أحزان الهوى وتبشر الدنيا بأنها باتت لديك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©