تحوّلت الصالة المغطاة بنادي الجزيرة الرياضي الثقافي في أبوظبي إلى واحة للإبداع الرياضي، فقد كان أكثر من 1200 طالب وطالبة يقدمون عروضاً رياضية وأكروبات فنية في أروقة هذه الصالة التي كانت لهم بستاناً ينثرون فيه إبداعهم كفراشات فوق الأغصان، هُنا تتألق طالبات رياض الأطفال في عروض الجمباز الإيقاعي، وهُناك فريق آخر من طلبة المرحلة الابتدائية يقدمون عرضاً لليوجا، وفريق ثالث من طالبات المرحلة الإعدادية يتبارى في لعبة التايكوندو والدفاع عن النفس، وذلك كله على أنغام موسيقى حماسية تعزز من شجاعة الطلاب والطالبات في إبراز مهاراتهم الرياضية.
ضمن مهرجان نتاجات التعلم لتوجيه التربية الرياضية للبنات بأبوظبي، بمجلس أبوظبي للتعليم، الذي نظَّمه التوجيه الفني تحت شعار “الرياضة والإبداع”، قدّم المشاركون أكثر من 33 فقرة فنية ورياضية تترجم الإعداد البدني والمهاري الذي حصلوا عليه خلال العام الدراسي الحالي.
وحضر المهرجان محمد سالم الظاهري المدير التنفيذي للعمليات المدرسية بمجلس أبوظبي للتعليم، وحميد إبراهيم مدير الأنشطة الطلابية، والدكتور خالد العبري رئيس قسم الشؤون التعليمية، وهويدا محمود عبدالفتاح أبو العينين موجهة التربية الرياضية المشرفة على المهرجان، وعدد من الإدارات المدرسية، وأمهات الطالبات، وأعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية للمدارس المشاركة والكابتن بدر رجب المدير الفني لمدرسة كرة القدم للأشبال بنادي الجزيرة، والدكتور رجائي الكعبي المدير الإداري لمدرسة الأشبال بنادي الجزيرة، وعدد من الإداريين والمدربين الفنيين بالنادي.
العمود الفقري
وأكد محمد سالم الظاهري أن نتاجات التعلم تمثل حدثاً سنوياً يترقبه الجميع من تربويين وطلبة وأولياء أمور، وذلك باعتباره يوم الحصاد الذي تبرز فيه الطالبات، وأيضاً الطلاب ما تمّ تعلمه واستيعابه من خطط وبرامج تعليمية ترتبط بالنشاط الرياضي الذي يعتبر “العمود الفقري” في المدرسة، مشيراً إلى أن مجلس أبوظبي للتعليم يدرك جيداً الدور المهم الذي يؤديه النشاط الرياضي في مدارسنا، فقد تعدى هذا الدور في استراتيجية مجلس أبوظبي للتعليم شقه الرياضي إلى الجانب الصحي، ومن هُنا فإن الخطط والبرامج الحديثة للنشاط الرياضي تركز على إكساب الطالب مهارات رياضية تعزز من قدرته على التفاعل مع الحياة والإفادة منها، والتحلي بقيم إنسانية نبيلة، وتمكينه من الدفاع عن نفسه، وهذه كلها متطلبات أساسية في بناء الشخصية الطلابية في الوقت الراهن.
مواهب فنية
من جانبه، أوضح حميد إبراهيم أن الأنشطة الرياضية تحظى باهتمام كبير من قبل مجلس أبوظبي للتعليم، وذلك إدراكاً من المجلس لدورها الحيوي في استثمار الطالب لأوقات فراغه والكشف عن مواهبه الفنية والرياضية، قائلاً إنّ ما شاهدناه من عروض رياضية يجسد نجاح استراتيجية المجلس في التركيز على التربية الرياضية باعتبارها أحد المناشط الأساسية في دورة العمل اليومي للطالب.
وأوضح أن الفترة المقبلة ستشهد تعزيز منظومة النشاط الطلابي، بحيث لا يقتصر هذا النشاط على بعض الفعاليات التي تحدث في أروقة المدرسة، وإنما يجب أن نتعدى ذلك إلى خدمة المجتمع المحلي، والالتفاف حول من خلال برامج رياضية متخصصة، مثل الرياضة للجميع، والرياضة لمكافحة السمنة، وأيضاً الرياضة لذوي الاحتياجات الخاصة.
إبداعات بارزة
وأشارت هويدا محمود أبو العينين المشرفة على نتاجات التعلم إلى أن مشاركة 1200 طالبة ليس بالعدد الهين، وإن كان هذا العدد يمثل صفوة الطلبة الذين كشفت عن مواهبهم معلمات التربية الرياضية في 14 مدرسة وروضة أطفال في منطقة أبوظبي التعليمية، فقد دلّت المتابعات اليومية للمعلمات على وجود مثل هذه المواهب التي ينبغي رعايتها بصورة جيدة، ومن هنا تمّ دمج الحالات الفردية للطالبات في فرق رياضية قامت المعلمات المتخصصات بوضع برامج تدريبية لصقل هذه المهارات، والإفادة منها في الفرق الرياضية التي تمثل منطقة أبوظبي للتعليم، وكذلك المجلس على مستوى الدولة.
وقالت أبو العينين إنّ العروض التي شهدتها فعاليات نتاجات التعلم شملت: عروضاً لروضة أطفال الجيل الجديد، حيث قدم الطلاب والطالبات فقرات رياضية في “اليوجا”، وقد دلت هذه دلت هذه الفقرات على مدى الجهد الذي بذل مع هذه الشريحة الطلابية، وأيضاً كشفت وجود مواهب إبداعية بارزة في هذا السن الصغير، كما قدمت طالبات مدرسة خديجة الكبرى نوعاً جديداً من الرياضة يطلق عليه “التايبو”، وهي رياضة تستهدف صقل العضلات، وتعزز من قدرة الطالبة على الدفاع عن نفسها، وتجمع هذه الرياضة مزيجاً من الحركات المستقاة من التايكواندو والبوكسنج، كما قدمت طالبات المها عرضاً مميزاً للعبة البوكسنج، بالإضافة إلى عروض فلكلورية عالمية قدمتها طالبات مدرسة الآفاق النموذجية وشملت: هذه العروض مقطوعات أسبانية ويونانية، وأيضاً عروضاً للباليه، وشاركت طالبات مدرسة النور باستعراضات رياضية تعكس الفلكلور الهندي، وتميزت الطالبات في تقديم حركات رياضية وإيقاعات مهارية جميلة.
وأكدت أن الأنشطة الرياضية تعتبر أحد المحاور الأساسية في بناء الشخصية الطلابية وفق معايير عالمية تجعله معتزاً بنفسه وبثقافته وقيمه وإرثه الحضاري، وفق الوقت ذاته تمكنه من التواصل مع العالم المحيط والإفادة من خبراتهم، فالرياضة في المقام الأول هي أخلاق وهذا ما نحرص على غرسه في نفوس طلابنا، ومن هنا جاءت مشاركة هذه المدارس ورياض الأطفال، حيث قدّم طلاب مدرسة جابر بن حيّان عروضاً في الجمباز، وقدّم طلاب مدرسة ابن سينا عروضاً في تمرير كرة القدم من خلال أكروبات فنية استحوذت على استحسان الجمهور.
رياض الأطفال
أشادت يسرا عريج مشرفة فريق روضة النصر بفكرة نتاجات التعلم، مؤكدة أنها إحدى الفعاليات القوية التي يمكن من خلالها قياس الأداء الطلابي بصورة جيدة وشفافة، وقالت مها الشحات مدربة فريق روضة بناة الغد إن ما قدمه الفريق يجسد قدرة رياض الأطفال على اكتشاف هذه المواهب في مرحلة مبكرة ورعايتها بأسلوب علمي، بالإضافة إلى أن هذه المرحلة السنية يكون فيها الطفل أكثر استيعاباً للمهارات الرياضية والقدرة على تشكيل جسده وفقاً لمهارات كل لعبة. وأوضحت سماح سليمان مشرفة فريق روضة الهداية أنّ فرحة طلبة الروضة لا توصف وهم يقدمون هذه العروض في نادٍ عريق مثل نادي الجزيرة الرياضي، كما أنّ مشاركة قيادات أكاديمية ورياضية في الحدث أضفت عليه بهجة كبيرة شعر بها جميع الطلاب والطالبات المشاركين.
برنامج الحفل
ابن سينا (الساحة الخارجية بنادي الجزيرة)
خديجة الكبرى
مدرسة الآفاق
مدرسة عين جالوت
مدرسة بني ياس
مدرسة روضة الجيل
مدرسة المها
مدرسة جابر
مدرسة الأصالة
مدرسة النور
مدرسة مصفح
مدرسة التقدم
مدرسة الأريام
مدرسة الأصايل
مدرسة مريم بنت عمران
عدد الفقرات 23 من 15 مدرسة
إجمالي عدد المشاركين 1200 طالب وطالبة
عدد اليوم
