إعترف الإعلام الإسباني ممثلاً في الصحف المدريدية والكتالونية بانتقال مفاتيح السلطة الكروية في القارة العجوز إلى ألمانيا، بعد أن كان البارسا والريال يسيطران على المشهد الكروي من الناحية الجماهيرية على الأقل، وعلى الرغم من أن البايرن هو أحد القوى الكروية الكبيرة في أوروبا في ظل وصوله إلى نهائي دوري الأبطال في عام 2010 ثم 2012، إلا أن النسخة المرعبة من الفريق الألماني ظهرت بوضوح خلال الموسم الجاري، حيث يقترب الفريق بقوة من الحصول على الثلاثية التاريخية “الدوري والكأس ودوري الأبطال”.
وفي تناولها للسقوط المدوي للبارسا على يد البايرن، وما سبقه من ضياع للحلم المدريدي بمعانقة اللقب العاشر الغائب عن خزائن النادي منذ عام 2002، أكدت صحيفة “آس” الإسبانية أنه يجب على العملاقين “الريال والبارسا” مراجعة حساباتهما في ظل المتغيرات الجديدة التي فرضها الألمان على الجميع، وأضافت الصحيفة في تحليلها “للموسم الثاني على التوالي تبخر الحلم الإسباني في مشاهدة نهائي تاريخي لدوري الأبطال بين البارسا والريال، وفي المناسبتين استبقنا الأحداث وتحدثنا مبكراً عن هذا النهائي، وفي المناسبتين تجرع البارسا والريال مرارة الإقصاء من الدور قبل النهائي”.
وتابع التقرير “قد يكون سقوط برشلونة مدوياً وقاسياً مقارنة مع النتيجة التي خرج بها الريال، ولكن ما يهمنا الآن أن نعترف بقوة الألمان وجدارتهم بنهائي ألماني خالص، باختصار الألمان قادمون، ولكن وفق فلسفتهم الجديدة وهي المتعة والقوة بقليل من المال وبعيداً عن البذخ الذي تعاني منه الأندية الإسبانية، ومن المتوقع أن يسيطر البايرن على كل شيء خلال السنوات المقبلة، كما أن بروسيا دورتموند يمكنه الاستمرار في الصدارة مع مدربه الرائع يورجن كلوب شريطة ألا يفرط في نجوم الفريق”.
وفي تحليل الصحيفة الإسبانية للأسباب المباشرة لسقوط الريال والبارسا في محطة قبل النهائي على يد الثنائي الألماني، قالت الصحيفة المدريدية “جميعنا شركاء فيما حدث، فقد ظل الإعلام الرياضي وغير الرياضي في إسبانيا وفي بقية دول العالم مستمتعاً باشعال فتيل الصراع الملتهب بين ميسي ورونالدو، وانشغل الجميع بالأمجاد الشخصية والأرقام القياسية لكل منهما، وأصبح الصراع على الكرة الذهبية بين “ليو” و”سي آر 7” أكثر أهمية من أي بطولة، وهو ما تسبب في إصابتهما بالارهاق البدني والذهني، حيث يخوض كل منهما 70 مباراة في مختلف البطولات في كل موسم، كما أن البارسا والريال اعتمدا عليهما بصورة شبه مطلقة، وفي لحظة ما لم يظهر بالصورة المعتادة فحدث ما حدث”.
وأضافت “آس” “البارسا سوف يفوز بلقب الليجا، والريال يملك فرصة كبيرة للظفر بكأس الملك، ولكن ذلك لا يتناسب مع طموحاتهما، فقد كانا يسعيان بقوة لنقل الصراع المحلي إلى الساحة القارية والفوز بدوري الأبطال، ولكن الخروج الكارثي يجب أن يجعلهما يفكران في المستقبل بصورة مختلفة، ومن الواضح أن المستقبل القريب يبدو أن أكثر وضوحاً في المعسكر المدريدي، حيث يقترب مورينيو من الرحيل صوب تشيلسي، مع تزايد إحتمالات قدوم كارلو أنشيللوتي صاحب الخبرة الكبيرة في دوري الأبطال، ولكن الصورة تبدو أكثر تعقيداً في البارسا، حيث يرتبط النادي معنوياً بمدربه الحالي تيتو فيلانوفا، ولكن يجب عليهم التعامل مع هذا الأمر بحسم وجدية من أجل مستقبل النادي”.
عدد اليوم
