السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

المثقفون العرب يؤكدون حق الإمارات في جزرها المحتلة والفلسطينيين في تقرير المصير

المثقفون العرب يؤكدون حق الإمارات في جزرها المحتلة والفلسطينيين في تقرير المصير
8 سبتمبر 2016 21:35
ظافر جلود (دبي) أكد المثقفون والكتاب والأدباء العرب في ختام اجتماعات المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الذي انعقد في دبي من 4 إلى 7 سبتمبر الجاري، على جملة من الحقوق العربية الثابتة وفي مقدمتها حق الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين، وفي تقرير مصيره، وبناء الدولة الفلسطينية ذات السيادة على كامل التراب الفلسطيني، ودعوا إلى مقاومة مختلف أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، مؤكدين على حق دولة الإمارات العربية المتحدة في استعادة جزرها الثلاث (طنب الكبرى، طنب الصغرى، أبو موسى) المحتلة من إيران، وعلى ثقافة المقاومة من أجل مواجهة مختلف أنظمة الاحتلال لأجزاء من الجغرافية العربية، ومنها: الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والجولان السوري ومزارع شبعا اللبنانية، والاحتلال التركي للواء إسكندرون السوري، كما أبدوا حرصهم على أن يكون للكتاب دورهم التنويري في مواجهة التحديات، كما أدانوا مختلف أشكال العنف والإرهاب ودعوا إلى ثقافة تقوم على التسامح. ودعا الكتاب العرب في بيانهم الختامي (السياسي) الأدباء والكتاب العرب والقوى الفكرية والسياسية في الوطن العربي إلى تغليب لغة الحوار على لغة الشحن العرقي، والديني، والطائفي، وإلى تعزيز ثقافة التنوير، وإدانة مختلف أشكال الإرهاب داخل الوطن العربي وخارجه، ورفض مختلف أشكال التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للدول العربية ومواجهة أي محاولة لتقسيم أي دولة عربية وفق اعتبارات عرقية أو مذهبية، كما دعوا الحكومات العربية إلى احترام حرية التعبير والاختلاف في الرأي والتخلي عن أي دور وصائي على أي جهة ثقافية عربية، والوقوف إلى جانب قوى التنوير ودعمها وتمكينها من مواجهة الفكر الظلامي، وتأسيس منتدى ثقافي عربي لمواجهة مختلف أشكال التطرف والتعصب والإرهاب في الوطن العربي. وثمن المثقفون العرب أي جهد يستهدف الإعلاء من شأن الكلمة في أي اختلاف بين أي من الأطراف المتضادة فيما بينها، وأكدوا استعدادهم للمشاركة في أي جهد تتقدم فيه لغة الحوار على لغة القوة، إيمانًا منهم بحق هذه الأمة في أن يكون لها مكانها اللائق بها في الراهن والمستقبل. وفي بيانهم الثقافي الذي قرأه الدكتور إليامين بن تومي من اتحاد الكتاب الجزائريين رفض المثقفون العرب ثقافة الانعزال الفكري وطالبوا بالانفتاح على قيم العصرنة والتراث الإيجابي، وجاء في البيان أن الاستراتيجية الثقافية العربية هي بمثابة خريطة طريق للسياسات الثقافية العربية المشتركة وينبغي أن تُفعّل لتوحيد الجهود والوقوف في وجه تغول الهمجية والظلامية التي باتت تهدد الوجود العربي في أساسه، كما طالبوا بنشر الثقافة العربية المنفتحة على قيم التسامح والاعتراف والتعاون مع الآخر، وتجفيف منابع كل الحركات الظلامية وإعادة تأهيل ثقافي واسع وفاعل للإنسان العربي، والانفتاح على قيم الإنسانية المشتركة، إضافة إلى نشر ثقافة الوعي ورفض ثقافة الانعزال الفكري والتكفير، للقضاء على الأمية بشكليها، أمية القراءة والكتابة، والأمية الإلكترونية، والقضاء على الجهل الذي تسرب إلى قطاع واسع من البلدان العربية.وطالب البيان الثقافي بتعظيم دور المرأة العربية الثقافي في بناء المجتمع والنهوض به وتعزيز مكانتها في الحضور والعمل الثقافي المشترك. وفتح الدورات واللقاءات الحوارية الممنهجة بين الشباب لفضح الخطابات الظلامية التي تؤدي إلى تمزيق البلدان. وترسيخ سبل الأمن الثقافي الذي من شأنه حماية الشباب والمضي بهم إلى مستقبل زاهر بنشر دور الثقافة ومراكز الفعل الثقافي التي تعمل على انخراط الشباب في الحياة العامة. وتفعيل دور المثقف والأديب إيجابياً للنهوض بالمجتمع العربي وتنويره، وتعزيز مكانة المجتمع الثقافي وتعميق التواصل بين مختلف الشرائح الاجتماعية ثقافياً واجتماعياً ونشر مفاهيم الحرية والاعتراف بالآخر والديمقراطية. ومن اللافت أن البيان الثقافي التفت إلى الاهتمام بالطفولة ثقافياً وطالب بتوفير الإمكانيات والوسائل الثقافية اللازمة التي تساعد الطفل على أن يكون كاتبًا أو مثقفا أو مفكراً، وبالتالي مواطن الغد الذي تقع على عاتقه حماية الثقافة والوطن العربي الكبير، وفي هذا السياق جاءت الدعوة إلى تعميم بعض التجارب العربية المتعلقة بمشاريع القراءة مثل تجربة الإمارات العربية المتحدة التي عملت على تعزيز القراءة كفعل ثقافي وحضاري يمكن للأمة العربية هويتها، وتفاعلها الإيجابي مع الآخر. والعمل على إشراك الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب في جلسة تسبق اجتماعات وزراء الثقافة العرب للعمل معاً على تمكين اتخاذ قرارات عميقة في ما يخص الاستراتيجية الثقافية العربية. على صعيد آخر، أصدر المكتب التنفيذي للاتحاد عدداً كبيرا من القرارات التي أعلنها عمر قدور رئيس الاتحاد القومي للادباء والكتاب السودانيين، ومن بينها: إقامة «الملتقى الثقافي والإبداعي للشباب العربي» في الربع الأول من العام 2018، ويستضيفه اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، والتأكيد على عقد «مؤتمر فلسطين» الذي يستضيفه اتحاد كتاب المغرب في نوفمبر القادم، ومنح جائزة القدس للشاعر والمفكر الكويتي الدكتور خليفة الوقيان، وفي تقليد جديد تُعطى أيضًا لكاتب أجنبي، هو الكاتب الروماني جورج جريجوري، ومنح جائزة عرب 1948 للشاعر سليمان دغش، وتكريم الحقوقي الأردني ليث الشبيلات في الاجتماع المقبل بمنحه درع الاتحاد العام، كشخصية حقوقية مدافعة عن الحقوق والحريات العامة وحرية الرأي والتعبير. واختتم المكتب الدائم اجتماعاته بكلمة الامانة العامة للاتحاد التي ألقاها الدكتور عبد الرحيم العلام النائب الأول للأمين العام، رئيس اتحاد كتاب المغرب أكد فيها على أجواء التفاهم والحوار العقلاني التي سادت الاجتماعات. ومن بين القراءات الاهتمام بالترجمة، حيث تعهد اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، واتحاد الكتاب التونسيين، بنشر وترجمة كتب لأدباء وشعراء يمنيين، لفك العزلة عن اليمن في هذه المرحلة، و وضع لائحة شرف لمقاومة التطبيع، يتم توزيعها على كل الاتحادات الأعضاء، تكون بنودها ملزمة لها، وإقامة الاجتماع المقبل للمكتب الدائم في الجزائر في فبراير 2017. تقرير الحريات: حرية التعبير مقدسة ولا يجوز المساس بها طالب المثقفون العرب بالإفراج الفوري عن جميع معتقلي الرأي، وإيقاف ملاحقة مدونين على صفحات التواصل الاجتماعي واعتقال كتاب وأدباء ومدونين على خلفية اختلاف آراء لهم مع الرأي الذي تتبناه السلطة، معربين عن أملهم في أن تجيز الدول العربية التي لم تجز حتى الآن إنشاء روابط أو اتحادات أو تنظيمات للكتاب في دولها. واعتبروا في تقرير حال الحريات الذي قرأه الدكتور وجيه فانوس رئيس اتحاد الكتاب اللبنانيين أن الحرية هي المدخل الحقيقي للأمن والازدهار والتقدم. وجاء في التقرير أن «الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب» ينطلق في تحديد موقفه، في هذا الخضم، من مسلماتٍ قوامها أن حرية التعبير ترقى إلى درجة القداسة، ولا يجوز، تالياً، المساس بها تحت أي ظرف ومهما كانت المبررات، وان خنق الحريات إرهاب فكري يفوق الإرهاب الجسدي خطورةً ويعيد المجتمع إلى ظلاميات الجهل والتحجر. وأشار التقرير إلى أن التقارير الواردة من الاتحادات الأعضاء، مظاهر في بعض بلدانها لا يمكن القبول بها من مثل: اقتحام مقرات فكرية وإعلامية، إصدار قوانين تلزم الكاتب أو الناشر بعرض منتجه على الرقابة المسبقة، ملاحقة مدونين على صفحات التواصل الاجتماعي، اعتقال كتاب وأدباء ومدونين على خلفية اختلاف آراء لهم مع الرأي الذي تتبناه السلطة، محاكمة مؤسسات إعلامية وفضائية حيناً ومنع بثها الفضائي في أحيانٍ أخرى، طرد الكتاب والأدباء من وظائفهم وإيقاف مرتباتهم الشهرية، منع التمويل الحكومي عن اتحادات نقابية سعياً إلى شل الحياة الثقافية بوقف النشاط الثقافي، تراجع منسوب الحريات السياسية والإعلامية والاجتماعية، فضلاً عن زيادة عدد الموقوفين في قضايا تصنف ضمن حرية الرأي والتعبير وحرية التجمع، تغليب مفهوم الأمن، عند بعض السلطات، على مفهوم حرية الرأي والتعبير، وتالياً تغليب مفهوم الدولة البوليسية على مفهوم دولة القانون والمؤسسات، تعطيل الحياة الدستورية، لتمكين بعض السلطات من تجاوز كل دعوة مناهضة لمآربها وجعل الكتاب والأدباء وكأنهم يصرخون في واد بعيد. وبناء على ما تقدم يثمن الاتحاد العام عالياً الحكم التاريخي لمحكمة مجلس الدولة المصرية لصالح اتحاد كتاب مصر، ويعد هذا الحكم وثيقةً من وثائق الاتحاد، ويؤكد إدانته تغول أية سلطة تنفيذية على استقلال النقابات الفكرية والاتحادات والجمعيات والأسر والروابط الأدبية العربية. ويطالب بالإفراج الفوري عن جميع معتقلي الرأي في بلدانهم أو بلدان عربية أخرى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©