الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«المد الأحمر» يغزو مدريد في ليلة استقبال أبطال المونديال

«المد الأحمر» يغزو مدريد في ليلة استقبال أبطال المونديال
13 يوليو 2010 22:50
احتشد مئات آلاف الإسبان في مدريد أمس الأول لتحية منتخبهم المتوج بطلاً للعالم في كرة القدم للمرة الأولى في تاريخه بفوزه على هولندا في النهائي 1-صفر بعد التمديد في نهائي جنوب أفريقيا، في يوم وصف بأنه “أكبر عيد في تاريخ إسبانيا”. كان المنتخب الإسباني وصل بعد ظهر أمس الأول إلى مطار مدريد باراخاس قادما من جوهانسبرج، وكان قائده ايكر كاسياس، أفضل حارس مرمى في المونديال، أول من خرج من الطائرة حاملا الكأس الثمينة وعلامات التعب والإرهاق تبدو على محياه، تلاه المدرب فيسنتي دل بوسكي. أقلت طائرة خاصة تابعة لشركة الطيران الوطنية “ايبيريا” كتبت عليها عبارات مثل “أبطال العالم” و”فخورون بمنتخبنا”، اللاعبين من جنوب أفريقيا، واستراحوا لبعض الوقت في أحد فنادق العاصمة قبل أن يستقبلهم الملك خوان كارلوس ورئيس الوزراء خوسيه لويس رودريجيز ثاباتيرو. حمل المحتشدون الأعلام الإسبانية الحمراء والذهبية وكانوا يهتفون “أبطال، أبطال، أبطال”، ولوح آخرون للاعبين من شرفات منازلهم المطلة على مسار الحافلة السوداء التي أقلتهم، وتسلق البعض الأشجار لرؤية أبطالهم. وكان نحو 14 مليون إسباني تابعوا المباراة النهائية، واحتفل عشرات الآلاف بالانتصار في شوارع المدن الرئيسية في الليلة ذاتها ما أدى إلى سقوط قتيلين وأكثر من 100 جريح واعتقال 21 شخصا. “انهم مئات الآلاف”، قال رئيس بلدية مدريد، في حين أن أحد معلقي التلفزيون الإسباني قدر العدد “بأكثر من مليون”، وتحدث عن “أكبر عيد في تاريخ إسبانيا”. وهتف الآلاف: “شاهدنا كأس العالم لثانية”، أثناء مرور الحافلة المكشوفة التي أقلت اللاعبين وشقت طريقها بين الحشود في مدريد، وتحديداً في المكان المعتاد لاحتفالات ريال مدريد بانتصاراته، وسط صيحات “أبطال أبطال”. حمل كاسياس العلم الإسباني الأحمر والذهبي وعليه علامة الطور السوداء، أما نجم برشلونة تشافي فكان يرفع الكأس أمام الجمهور، بينما شاركت طائرات مقاتلة تابعة للجيش الإسباني في الاحتفالات تاركة وراءها سحابة بألوان العلم الإسباني. سارت الحافلة ببطء بين الحشود واحتاجت إلى أربع ساعات لاجتياز مسار بطول ثمانية كليومترات، وكانت وصلت متأخرة نحو ساعتين ونصف الساعة. وتوجه أندريس أنييستا مسجل هدف الفوز في النهائي إلى المحتشدين عبر الميكروفون قائلاً: “بفضل الأخطبوط بول أصحبنا أبطال العالم”، أما كاسياس فقال: “لقد حققنا حلم طفولتنا”، واعتبر تشافي: “أنه أمر رائع أن نرى هذا العدد من الناس السعداء”. وكان الاخطبوط الألماني بول توقع فوز إسبانيا على هولندا في النهائي، كما صحت توقعاته في جميع مباريات المنتخب الألماني بما فيها خسارته في الدور الأول أمام صربيا. واعتبر الملك خوان كارلوس خلال استقبال الابطال في القصر الملكي: “الانتصار مستحق من قبل منتخب استثنائي جعل قلوب جميع الإسبان تخفق”، مشيراً إلى “الفخر الكبير أن نرى اسبانيا بطلة للعالم، هذا النجاح يوحد الإسبان وينشر اسم إسبانيا في العالم أجمع”. من جانبه، رقص ثاباتيرو في حدائق القصر الحكومي مع اللاعبين وهو يحمل الكأس، وقال: “بهذا الانتصار الكبير، جعلتم صورة اسبانيا براقة في العالم، هذه الكأس، أنتم فزتم بها، لكنها تعود إلى الإسبان جميعا”. ووضعت إسبانيا خلفها للحظات أزمتها الاقتصادية الحادة ونسبة البطالة البالغة 20 بالمئة والانقسامات السياسية والقومية للاحتفال باحراز كأس العالم للمرة الأولى، فعاشت بالفعل أمسية تاريخية الأحد الماضي كما أن العيد كان ما يزال مستمراً حتى فجر أمس. وكانت أمواج من المد الأحمر صنعها أكثر من 150 ألف شخص تجمعوا في ساحة كبيرة في مدريد، الليلة قبل الماضية للاحتفال الكبير بالحلم الذي تحقق وهو: الفوز بكأس العالم لكرة القدم للمرة الأولى. جلست البلاد بما تعنيه العبارة تحت قدمي اللاعبين الذين تمكنوا الأحد الماضي، أخيرا من صناعة التاريخ. مئات الآلاف من الأشخاص غزوا واحتلوا العاصمة الأسبانية في اليوم الذي عاد فيه المنتخب الأسباني إلى بلاده بعد تغلبه على هولندا 1-صفر في نهائي مونديال جنوب أفريقيا. حماس وسعادة تفيض من الشوارع وكذلك من داخل الحافلة حيث حاول لاعبو المدير الفني فيسنتي دل بوسكي استيعاب ملحمتهم. وكان من الصعب على الشرطة فتح طريق أمام الحافلة في مسارها نحو ساحة “بوينتي دل ري” إلى جوار نهر مانزاناريس. تحول ميدان “سيبيليس” إلى بحر من الأشخاص المتقافزين، بينما كان هناك علم يلف تمثال الإلهة الشهير الذي يحمل نفس الاسم. وتكرر المشهد في طريق “الباسيو دل برادو” وساحاتي “أنتوتشا” و”توليدو” وشارع “بايلين”. أعرب اللاعبون عن امتنانهم للدعم من فوق المسرح الذي غنى عليه العديد من المطربين. وصرخ الهداف ديفيد فيا: “إننا فخورون للغاية برؤية كل هذا العدد من الأشخاص هنا سعداء، لنستمتع جميعا لأننا نستحق ذلك، لتحيا أسبانيا، وتحيا كرة القدم، إننا الأفضل”. ووسط ثورة اللاعبين، تحدث دل بوسكي بهدوء كعادته، وأثنى على لاعبيه قائلاً: “إن هذا الفريق لم يعرف فقط كيف يفوز، بل فعل ذلك عن جدارة”. وأعرب المدرب عن امتنانه للجماهير: “شكراً للدعم والطاقة التي أرسلتموها إلينا في جنوب أفريقيا، أعتقد أنكم جميعا أيضاً أبطال للعالم”.
المصدر: مدريد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©