أطفال روضة أبوظبي يعيدون تدوير الجرائد

استمتع أطفال مركز روضة أبوظبي على مدار شهر كامل بفعاليات “صيفنا مميز”، تعلموا خلاله الكثير، واختبروا قدراتهم العلمية والفكرية، ناهيك عن احتكاكهم بأقرانهم واندماجهم معهم في إطار جو صحي ترفيهي وتثقيفي وتعليمي، تعددت الورشات واختلفت حسب أهدافها التعليمية، وكان من بين هذه الورشات التي استأثرت باهتمام كل الأطفال ورشة أصدقاء البيئة التي تعمل على تدوير بعض الأشياء المستهلكة لتخلق منها أشياء صالحة، حيث تفاعل أطفال المركز الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و7 سنوات مع مكونات هذه الورشة، إذ خاضوا تجارب ستفيدهم مستقبلا، واستطاعوا خلق لوحات من مواد مستهلكة وصنعوا منها لوحات جميلة، ومن هذه المواد المستهلكة الجرائد التي عملوا على إعادة تدويرها بطحنها في خلاط كهربائي مع إضافة الماء لها، وصنعوا منها أوراقا جاهزة للرسم عليها وتشكيلها لوحات ستظل خالدة في أذهانهم. في هذا الإطار تقول وديمة درويش، رئيسة ورشة أصدقاء البيئة بمركز روضة أطفال أبوظبي، ومعلمة رياض أطفال: هذه الورشة هي في الأساس تعليمية وتثقيفية، إذ تعتمد على بعض التجارب الناجحة في إطار تدوير المواد المستهلكة لإعادة تصنيعها وخلق منها أشياء نافعة، وهذا يتم بمساعدة الصغار، بل نتركهم يتفاعلون ويساهمون في إعادة تدويرها وصنعها بأياديهم، وهذه المواد المستعملة كلها مواد مستهلكة سابقا، حيث يتفاعل الأطفال ويعملون على تدوير الجرائد القديمة بإعادة تصنيعها الى ورق ملون يكون إطارا لرسم أجمل البطاقات، فتخلط ورق الجرائد المستهلكة مع الماء في خلاط كبير ثم يصب في حوض ماء كبير به ملون غذائي طبيعي، ويقوم الأطفال بتصفيته في مصفاة صنعت خصيصا لهذا الغرض، حيث تحتفظ بألياف الجريدة السميكة في حين تتسرب الرقيقة منها، ليتم الضغط عليها بمنشفة تمتص الماء الزائد، وبعد تنشيف هذه اللوحة الموضوعة على الشبك، يتم الضغط عليها من جديد منشفة لامتصاص الماء الزائد، ثم يتم الضغط عليها من جديد من فوق بورق بلاستيكي مقوى بعد إضافة مواد لماعة عليه. وتضيف وديمة درويش: تتم بعد ذلك معالجة وضع الناتج من قبل الأطفال الذين يفضلون العمل بأيديهم حتى يختبرون طريقة العمل، إذ يخطئون مرة ويصيبون مرات، ثم يتم تنشيفه فوق أسلاك في الشمس وتركه يوم كامل، حيث يجف من الماء، ليصار إلى الرسم عليه وتزينه ببراويز من أوراق المجلات المستعملة وغيرها، كل هذه التفاصيل يلامسها الطفل بيديه، بل يساهم فيها ويشرف عليها بشكل كبير إلى نهايتها، وهذه الورشة بما تتيحه للطلبة الصغار جعلتهم يتقنون مهارات يدوية، ويبدون تفاعلا كبيرا بما يقدم فيها من تعليم وابتكار، هذه الأوراق التي تم صنعها بإعادة تدوير الجرائد يجعلها الأطفال أرضيات لرسم بعض اللوحات بالألوان المائية، أو يتم تشكيلها بمواد أخرى مستعملة أيضا، حيث الورشة كلها تتخذ من المواد المستهلكة أدوات أساسية لخلق مختلف الإبداعات الفنية، هكذا يتم تشكيل لوحات فنية من هذه الأوراق من قبيل دعوات أو لوحات تذكارية أو بطاقات، أو لوحات فنية.