الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ابنشدك» !!!

15 مايو 2014 00:44
عندما تختل المشاعر.. تهتز وتضطرب ثم تتسرب في أحشاء أصحابها سموماً وهموماً. فاليوم حين يظهر لنا شاعر، بلا مشاعر، ويفح سمومه في وعاء شرب منه، وإناء أكل فيه.. «أبنشده» هل يعرف الجميل؟. ? هذهِ أناس مثل الكائنات الحية المتوحشة التي لا تعرف الجميل، ولا الجزيل، ولا الخليل، فإنها خُلقت شرسة بالفطرة. ? هذهِ الكائنات تقتات من أطياب الأرض متنقلة من بستانٍ إلى آخر، لا تحمد ولا تشكر، ولا تعي أهمية هذهِ النعمة «تأكل وتمسح يدها بالطوفة». ? هذهِ الكائنات استغلت ضعفها، وبراءة هيكلها الخارجي لتجذب عواطفنا، وتكسب خواطرنا، متسلقة على الظهور والأكتاف.. ? هذهِ الكائنات تعيشُ بجسد بلا روح، وتحمل ُلسانا بلا معنى، تلتصق تحت الأرجل، وتلعق كل يد ٍمدت لها، لتقترب من المائدة الدسمة، ثم تسرق السمكة وتهرب مبتعدة عن الأنظار .. لحظة «ابنشدكم» قبل أن تقترب هذهِ القطة وتحمل السمكة هاربة … ألم نكن نعلم بما ستفعل ؟! بلى، ولكن هذهِ الحكمة، والعظمة، والقمة في الرقي الأخلاقي، فحين تتغاضى عن الطرف الضعيف، لتشعره بالقوة، وتتركه يعيش الخدعة النفسية مع ذاته، بانياً أحلامه «المطاطية» القابلة للتبلور، والتمحور، والتكور، والتبخر .. ? «ابنشدكم» ما رأيكم بالعصيدة القطرية حين تكون من شيف لا يتقن كمية المقادير ؟! فحين تكون القصيدة، تحمل أفكاراً متناثرة مبعثرة لا قيمة لها، مجرد تمتماتٍ، وتراكمات، وانقسامات نفسية في الداخل، يعيش الشاعر صراع اللاوعي، فيخلط «الحابل في النابل». خليل الشبرمي في آخر عصيدة له، قصدي قصيدة حاول أن يبني ذاته الناقصة، ويبرز مدى جمالية طهيه، بوضع البهارات، ومن ثم يُقدم الوجبة.. ونسي أهم شروط الطاهي الملتزم، أن يغسل يده قبل ذلك .. ? راح يغسل يده.. واحترقت العصيدة!! « ابنشدكم » لما ننتظر عصيدته ؟! هزاع المنصوري
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©