الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نيبال.. محنة ما بعد الزلزال

3 مايو 2015 23:41
تأخرت مروحيات الإنقاذ لأكثر من ساعتين بسبب الأحوال الجوية، وعندما هبطت، سارع الأطباء بسحب امرأة مسنة، وجهها غارق في الدماء، حيث نظرت إليهم وقالت «أين أنا الآن؟»! وعلى الفور قال الأطباء لـ«رانتا كوماري» إنها في المستشفى العسكري في كاتماندو، على بعد 50 ميلاً من منزلها في «سيندهوبالتشوك». وقد تماثلت هذه المرأة للشفاء بعد أربعة أيام من وقوع الزلزال، حيث كان رجال الإنقاذ يحاولون الوصول للقرى النائية في نيبال ليجدوا مشاهد الدمار الشامل والناجين المضطربين بشكل لا يوصف. وتؤكد صور «سيندهوبالتشوك»، علاوة على وصف الأشخاص الذين شاهدوها، على أن المدينة دمرت بالكامل، حيث تهدمت منازل الطوب اللبن وامتلأت الشوارع بأكوام من جثث البشر والحيوانات. وقد انتحبت «كوماري» بينما حملها الأطباء إلى مركز الفرز، قائلة: «لم تعد هناك منازل وكل شيء انتهى»! وهطلت الأمطار يوم الثلاثاء على نيبال المكلومة مرة أخرى، ما أحدث انهيارات أرضية وزاد من تعقيد جهود رجال الإنقاذ للوصول إلى المناطق الأكثر تضرراً في الجبال خارج كاتماندو، حيث دمرت قرى بأكملها بسبب الزلزال الذي بلغ 7,8 درجة على مقياس ريختر. ولا يزال عدد القتلى في تصاعد، ليصل 5000، وفقاً لوزارة الشؤون الداخلية في نيبال. هذا علاوة على إصابة 11 ألفاً، وتشريد أكثر من 450 ألفاً آخرين. وفي خطاب إلى الأمة، ذكر رئيس الوزراء «سوشيل كويرالا» أنه يجري نشر رجال الوكالات الحكومية للقيام بجهود الإنقاذ والإغاثة. بيد أنه لم يقدم أي خطط أو سياسات ملموسة لأعمال الإغاثة وجهود إعادة البناء. وأضاف أن «الحكومة ستتعلم من نقاط ضعفها بينما نواصل البحث عن وسائل للتعامل مع هذا الدمار. لقد علمتنا هذه المأساة أننا بحاجة إلى إدارة تنظيمية لإدارة الكوارث الطبيعية». ووصلت فرق الإنقاذ الدولية وعمال الإغاثة إلى مطار «تريبهوفان» الدولي، بيد أن الطقس، وتدفق المساعدات وافتقار المطار الصغير إلى مواقف السيارات جعل عشر طائرات تنتظر في مطار نيودلهي. وأرسلت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية فريق استجابة للكوارث مؤلفاً من 130 من العاملين في المجال الإنساني والبحث والإنقاذ، كما تعهدت الولايات المتحدة أيضاً بتقديم مساعدات إغاثية بقيمة 10 ملايين دولار. وتعهدت دول أخرى عديدة بإرسال مساعدات، من بينها الهند والصين وباكستان وبنجلاديش والاتحاد الأوروبي. وهناك أخبار جيدة أن المتسلقين الذين تقطعت بهم السبل على جبل إيفرست قد تم إنقاذهم جميعاً، حيث تم نقل حوالي 100 متسلق على جانب الجبل بعد الانهيار الجليدي، الذي حدث يوم السبت، عبر هليكوبتر صغيرة إلى بر الأمان. أما المتسلقون الآخرون على الجانب الصيني من الجبل فليس بمقدورهم المغادرة نظراً لسوء حالة الطرق. من جانبه، ذكر المتحدث باسم جيش نيبال الجنرال «جاجاديش بوخاريل» أن الجيش ما زال يجري عمليات بحث وإنقاذ بعد وقوع الزلزال المدمر، ولم يفقد الأمل في العثور على ناجين. وأشار إلى أن فريق بحث وإنقاذ تركياً نجح في جذب رجل مغطى بالدماء والطين من تحت كومة من الأنقاض يوم الإثنين. وبدوره قال «بيل بيرجر»، قائد فريق المساعدة في حالات الكوارث بالوكالة الأميركية للتنمية الدولية: «لا تزال هناك إمكانية لإنقاذ أرواح. والجميع يتحرك بسرعة». وقد وصل «بيرجر» يوم الثلاثاء ومعه فريق يضم 57 طبيباً، علاوة على عدد من المسعفين والمتخصصين في الخدمات اللوجستية والمهندسين ممن لديهم خبرة في إنقاذ ضحايا المباني المنهارة. وسينتقل الفريق إلى إقليم لا يبعد كثيراً عن مركز الزلزال، حيث حدثت أغلبية الخسائر. وقد أوضح «صاموئيل ماري فانون»، منسق الاستجابة السريعة بوحدة المساعدات الإنسانية والحماية المدنية في المفوضية الأوروبية، أنه وفقاً لبيانات الحكومة فإن 70% من الوفيات جاءت حتى الآن من المناطق الريفية، مقارنة بـ25% في العاصمة كاتماندو. وأضاف أن الوضع أكثر إثارة للقلق في هذه المناطق. لقد بدأت أمطار غزيرة، وطوال الأسبوع والناس ينامون في العراء. وهناك حاجة ماسة للمأوى والخيام. وتتمثل الأولويات في الماء والغذاء والمساعدات الطبية. ومن جانبه، ذكر «بريم كيما»، وهو نيبالي يعيش في نيودلهي أن عائلته قد نجت من الزلزال ولكن منزلهم الذي لا يبعد كثيراً عن مركز الزلزال في لامجونج، تهدم بالكامل. وأضاف أن: الركام في كل مكان، والجميع ينامون في حظائر الماشية. هكذا نجا الناس في قريتي، والجميع يحاولون مساعدة بعضهم بعضاً. *مراسلون صحفيون ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©