الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«بطولة النسيان» لعمالقة «الساحرة» والنجوم «اللامعين»

«بطولة النسيان» لعمالقة «الساحرة» والنجوم «اللامعين»
12 يوليو 2010 23:16
اسدل الستار على النسخة التاسعة عشرة من نهائيات كأس العالم لكرة القدم على عناوين كثيرة، أولها وبالحرف العريض: مشاركة للنسيان بالنسبة لعمالقة الكرة المستديرة ونجومها الكبار، وثانيها إنها بطولة للتاريخ بالنسبة للقارة السمراء التي نجحت بامتياز في استضافة العرس الكروي العالمي للمرة الأولى في تاريخها على أراضي “أمة قوس القزح” رغم بعض الثغرات الأمنية الجانبية والأخطاء التحكيمية الفادحة، وآخرها كان تتويج إسبانيا باللقب للمرة الأولى في تاريخها. فشل الكبار في ترك لمساتهم في العرس الكروي العالمي الذي شهد لحظات محرجة جداً بالنسبة للفرنسيين ومخيبة للإيطاليين حاملي اللقب، فيما خرج العملاقان الآخران البرازيلي والأرجنتيني من الباب الصغير بعد أن كانا مرشحين بقوة للمنافسة على اللقب بعد عروضهما في الدورين الأول والثاني. وفاجأ المنتخب الألماني الجميع بعروضه الرائعة رغم أنه خاض النهائيات بأصغر تشكيلة في تاريخه منذ نسخة 1934 لكنه اصطدم في دور الأربعة بمنتخب إسباني هجومي رائع استحق عن جدارة وصوله إلى المباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخه، كما الحال بالنسبة لنظيره الهولندي الذي كان أكثر المنتخبات ثباتاً من حيث النتائج ولعل أبرزها إطاحته بـ”سيليساو” من دور ربع النهائي. أزمة فرنسا التاريخية اختلفت المعطيات في كرة القدم حيث كثرت المفاجآت ويمكن لأي منتخب مهما كانت سمعته أو حجم نجومه أن يسقط في يوم “سيء” ويودع أي بطولة كانت، لكن الوضع الذي اختبره المنتخب الفرنسي وصيف النسخة السابقة وبطل 1998 لا علاقة له بالنتائج أو بكرة القدم، وهو ترك جنوب أفريقيا مسدلاً الستار على فصل “محرج” للغاية في تاريخه وودع نهائيات 2010 من الباب الصغير بخسارة أمام نظيره الجنوب أفريقي 1-2 الذي أصبح بدوره أول بلد مضيف يخرج من الدور الأول. كان المنتخب الفرنسي متشرذم الصفوف تماماً بعد طرد مهاجم تشيلسي الإنجليزي نيكولا أنيلكا من صفوف المنتخب بسبب إهانته المدرب ريمون دومينيك بعبارات نابية جداً خلال استراحة شوطي مباراة المكسيك، وسرب ما حصل في غرفة الملابس إلى صحيفة “ليكيب” التي نشرته في صفحتها الأولى، ما دفع قائد “الديوك” باتريس إيفرا إلى الإعلان عن ضرورة التخلص من “الخائن” الذي سرب ما حصل ثم قاد تمرداً ورفض مع زملائه التمارين احتجاجاً على طرد أنيلكا فدفع الثمن باستبعاده عن التشكيلة الأساسية في المباراة الأخيرة. وامتدت ذيول ما حصل في جنوب أفريقيا إلى فرنسا حيث وجد رئيس الاتحاد المحلي للعبة جان بيار ايسكاليت نفسه مجبراً على تقديم استقالته ووصلت الأمور إلى حد مثول دومينيك وايسكاليت أمام البرلمان الفرنسي، واستدعي الرجلان أمام لجنة الشؤون الثقافية في البرلمان لشرح أسباب الإخفاق الذي سجله المنتخب حيث خرج من الدور الأول دون تحقيق أي انتصار، وكذلك حادثة استبعاد أنيلكا عن بعثة الفريق وامتناع اللاعبين عن إجراء التدريب قبل مباراتهم الأخيرة أمام جنوب أفريقيا احتجاجاً على طرد زميلهم. ورغم تحذيرات الاتحاد الدولي (الفيفا) من تدخل السياسيين في شؤون الاتحاد، دافع نواب الغالبية عن مبدأ الاستماع من أجل تحديد أسباب الفشل، وأكدوا أنهم أصيبوا بخيبة أمل من الإجابات التي تلقوها، كما استقبل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي ألقى بثقله من أجل إعادة الاعتبار للكرة الفرنسية بعد الفشل الذريع والصورة المخزية التي قدمها المنتخب، بمهاجم الفريق تييري هنري بعد عودة اللاعبين من جنوب أفريقيا. ولم يتسرب شيئا عن اللقاء بشأن المباحثات “الخاصة” للرئيس مع هنري الذي خاض أكبر عدد من المباريات الدولية مع المنتخب (123) وسجل أكبر عدد من الأهداف (51 هدفاً) ولكنه بقي معظم الوقت على دكة البدلاء في المباريات الثلاث التي خاضها المنتخب الفرنسي. دموع حامل اللقب وبدوره لم يتمكن المنتخب الإيطالي حامل اللقب من تخطي الدور الأول بخسارته أمام نظيره السلوفاكي 2-3 في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة السادسة، وأسباب إخفاق “الآزوري” كثيرة لعل أبرزها ضعف خط الدفاع الذي كان نقطة الارتكاز عندما توج بطلا للعالم قبل أربع سنوات حيث لم يدخل مرماه سوى هدفين، وأيضاً الثقة العمياء التي وضعها المدرب مارتشيلو ليبي في بعض المخضرمين الذين توجوا باللقب في ألمانيا ولم يكونوا في قمة مستواهم في جنوب أفريقيا. وكان ليبي واثقاً من أن الرعيل القديم المؤلف من الخماسي فابيو كانافارو وجانلوكا زامبروتا وجينارو جاتوزو ودانييلي دي روسي وفينتشنزو ياكوينتا يؤمن الضمانة لكي يحرز اللقب الثاني على التوالي، وذلك على الرغم من خروج جميع هؤلاء من موسم سيء للغاية ربما باستثناء لاعب روما دي روسي، في حين كان معظم الآخرين كانوا أسيرين لمقاعد اللاعبين الاحتياطيين أو مصابين. وكان من المفترض أن يكون خط الدفاع هو الأساس في صفوف المنتخب الإيطالي كما حصل عام 2006 على الرغم من أنه لم يكن سيئاً للغاية فقد دخل مرماه خمسة أهداف وتحديداً من ركلات ثابتة، في ثلاث مباريات مقابل هدفين في سبع مباريات عام 2006 والمشكلة التي واجهت ليبي هي أنه لم يجد البديل الذي بإمكانه أن يرتقي إلى مستوى التحدي، فإذا ما نظرنا إلى خط الدفاع نجد أن هناك لاعبين يفتقرون إلى الخبرة والاحتكاك مثل ماتيو كاساني (باليرمو) وسالفاتوري بوكيتي (جنوة) وليوناردو بونوتشي (باري) المفترض أن يكونوا بدلاء لكانافارو وجورجو كييليني في قلب الدفاع. ولم يلعب هذا الثلاثي أي مباراة مع “الآزوري” في مسابقة رسمية، وهو يملك في سجله الدولي حفنة من المباريات الودية، وإذا كان المخضرمون فشلوا في الظهور بمستوى جيد، فإن الجيل الجديد لم يرتق إلى المستوى أيضاً ربما باستثناء لاعب الوسط ريكاردو مونتوليفو الذي يجيد صناعة اللعب، أو الجناح سيموني بيبي الذي أظهر نشاطاً في المباريات التي خاضها. واستمر ليبي في القول إن وحدة المجموعة هي الأهم، ولهذا السبب قام باستبعاد أنطونيو كاسانو وماريو بالوتيللي المشاكسين لكي يحافظ على انضباط صفوف المنتخب، قد يكون وجود كاسانو وبالوتيللي خطراً على وحدة المجموعة، لكن كلاهما قادر على تغيير مجرى المباراة في أي لحظة خلافاً لجيلاردينو الذي كان يحلم به ليبي لكي يكون باولو روسي الجديد. ولم يسجل المنتخب الإيطالي سوى أربعة أهداف احدها من ركلة جزاء والثاني إثر خطأ فادح من حارس أروجواي. لا شك بأن غياب صانع الألعاب المتألق إندريا بيرلو بسبب الإصابة كان مؤثراً جداً على النجاعة الهجومية لأنه يعتبر الممول الرئيسي للمهاجمين. ودخل المنتخبان الإيطالي والفرنسي تاريخ العرس الكروي لأنهما أصبحا أول بطل ووصيف يودعان النهائيات من الدور الأول. خيبة المرشحين لم تكن حال المنتخب الإنجليزي بطل 1966 أفضل بكثير فبعد أن عانى الأمرين لبلوغ الدور الثاني، أعتقد الجميع أنه حصل على الدفع المعنوي من أجل تخطي عقبة غريمه الألماني في الدور الثاني، لكن المانشافت لقنه درساً قاسياً بعدما أذله 4 -1 ملحقاً به أقسى هزيمة في تاريخ مشاركاته في النهائيات. ورغم ذلك بقي مدرب “الأسود الثلاثة” الإيطالي فابيو كابيللو متمسكاً بمنصبه رغم الانتقادات القاسية التي تلقاها لأن المنتخب لم يرتق إلى مستوى توقعات المملكة والصحافة التي ترى فيه الفريق البطل الذي يعانده الحظ، لكن واقع الأمور والمعطيات يشيرون إلى خلاف ذلك لأن الإنجليز لم يحققوا شيئاً يذكر إن كان على الصعيد العالمي والقاري باستثناء فوزهم بمونديال 1966 وقد يكون عليهم أن ينتظروا حتى 2018 لكي يرفعوا الكأس مجدداً في حال نالوا شرف استضافة النسخة الحادية والعشرين من العرس الكروي العالمي. وعندما اعتقد الجميع أن الفوز الكاسح الذي حققه الألمان على نظرائهم الإنجليز كان نتيجة “مباراة واحدة” تحققت بسبب مجريات المباريات التي كان بالإمكان أن تكون مختلفة لولا احتسب الحكم الأوروجوياني خورخي لاريوندا الهدف الصحيح الذي سجله فرانك لامبارد عندما كانت النتيجة 2-1 لألمانيا، أكد المانشافت أن هذه النتيجة لم تكن صدفة على الإطلاق لأنه لقن في الدور ربع النهائي نظيره الأرجنتيني درساً قاسياً برباعية نظيفة وبلغ نصف النهائي للمرة الثانية عشرة في تاريخه (رقم قياسي)، ملحقا بـ”لا البيسيليستي” ومدربه دييجو مارادونا أقسى هزيمة له في النهائيات منذ 1958 عندما خسر أمام تشيكوسلوفاكيا 1- 6 ميسي يجر أذيال خيبة الأمل جوهانسبرج (ا ف ب) - بخروج الأرجنتين أمام ألمانيا، ودع نجمها ليونيل ميسي النهائيات وهو يجر ذيل الخيبة لتثبت النهائيات التاسعة عشرة إنها بطولة الأداء الجماعي وليس النجوم على الإطلاق لأن أياً من النجوم الكبار الذين توجهت الأنظار اليهم قبل انطلاق العرس الكروي لم يقدم أي شيء يذكر، وأكبر مثال على ذلك كان البرتغالي كريستيانو رونالدو، أغلى لاعب في العالم، الذي دون اسمه بالحرف العريض في سجل النجوم الكبار الذين اخفقوا في فرض سطوتهم على المسرح العالمي بعدما فشل في إظهار أي من لمحاته التي قدمها في الملاعب الإنجليزية والإسبانية والأوروبية وودع مع “سيليساو داس كويناش” نهائيات جنوب أفريقيا خالي الوفاض بعد خروجه من الدور الثاني على يد المنتخب الإسباني (صفر-1). وعد نجم ريال مدريد الإسباني بأن “يفجر” نجوميته في العرس الكروي العالمي الأول على الأراضي الأفريقية لكن كل ما “فجره” هو بصقة في وجه مصور تلفزيوني كان يتتبع خطاه بعد خسارة منتخب بلاده. أما الإنجليزي واين روني فكان وضعه أسوأ من زميله السابق في مانشستر يونايتد لأنه كان على الأرجح أسوأ لاعبي منتخب بلاده حيث قدم أداء متواضعا للغاية، خلافا للمستوى الرائع الذي قدمه مع “الشياطين الحمر” الموسم الماضي محليا وأوروبيا، وكان ظل المهاجم الذي أرعب دفاعات الخصوم وهو ودع النهائيات دون أن يسجل أدنى هدف بل إنه لم يهدد حتى مرمى المنتخبات التي واجهها منتخب “الأسود الثلاثة” إلا في حفنة من المناسبات، ليخرج أيضاً خالي الوفاض. ولم يكن وضع البرازيلي كاكا، زميل رونالدو في ريال مدريد أفضل على الإطلاق، إذ كان بمثابة الحاضر الغائب في المباريات الخمس التي خاضها منتخب بلاده، ورغم انه كان صاحب ثلاث تمريرات حاسمة فهو لم يقدم المستوى المتوقع منه كقائد فعلي على أرض الملعب. قرر مدرب المنتخب البرازيلي كارلوس دونجا أن يستبعد رونالدينيو عن التشكيلة التي تخوض نهائيات العرس الكروي لأن نجم برشلونة الإسباني السابق لم يقدم المستوى المطلوب مع فريقه الحالي ميلان الإيطالي، لكن المفارقة أنه راهن على كاكا رغم أن الأخير كان “أسوأ” من رونالدينيو خلال الموسم المنصرم مع ريال مدريد الإسباني الذي انفق 65 مليون يورو لضمه من ميلان أيضاً، وكان رهانه في غير محله على الإطلاق لأن الجميع توقع أن يستفيق هذا النجم الكبير من سباته في الدور ربع النهائي أمام هولندا إلا انه لم يقم بشيء سوى اختبار حارس البرتقالي مرة واحدة ليودع “سيليساو” النهائيات بخسارته 1-2 . “أنا جاهز لأن أكون أحد قادة المنتخب على الرغم من انه في صفوفه كثير من القادة الذي يتمتعون بتقنيات عالية وتكتيك رفيع، أنا مستعد لتحمل هذه المسؤولية”، هذا ما قاله كاكا عشية انطلاق النهائيات الأولى على الأراضي الأفريقية، لكنه كان شبح اللاعب الذي توج بجائزة أفضل لاعب في العالم عام 2007 . أما بالنسبة لميسي، من المؤكد أن النجم الأرجنتيني كان أفضل من النجوم الثلاثة الآخرين، بفضل تحركاته ولمحاته الفنية، لكنه فشل في الارتقاء إلى مستوى المسؤولية التي وضعها على عاتقه مدربه في المنتخب دييجو مارادونا الذي قال علنا إن “ليو” هو خليفته، إلا أن النجم الملقب بـ”البعوضة” لم ينجح في نقل التألق الملفت الذي قدمه مع فريقه الكاتالوني إلى المنتخب الوطني وبقيت عروضه “خجولة”. من المؤكد أن ميسي هو الوريث الحقيقي لمارادونا، لا بل يعتقد البعض أن جوهرة نادي برشلونة ينقصه التتويج بلقب كأس العالم كي يتجاوز مارادونا ويصبح اللاعب الأهم في تاريخ الأرجنتين وربما في تاريخ اللعبة، لكن عليه أن ينتظر حتى عام 2014 ليحقق مبتغاه على أرض الغريم البرازيلي. ضحايا بالجملة لأخطاء التحكيم جوهانسبرج (ا ف ب) - لم يكن تأهل رجال مارادونا إلى المواجهة الألمانية عادياً لأنهم حصلوا على هدية من مساعد الحكم الإيطالي روبرتو روسيتي الذي احتسب الهدف الأرجنتيني الأول أمام المكسيك (3-1) رغم أن كارلوس تيفيز كان متسللاً بشكل واضح. واضطر رئيس الاتحاد الدولي السويسري جوزيف بلاتر بعدها إلى تقديم اعتذاره إلى كل من إنجلترا والمكسيك اللتين كانتا ضحيتي التحكيم والمح إلى إمكانية اللجوء إلى الفيديو وتحديداً في ما يتعلق بخط المرمى في الاجتماع المقبل للفيفا الشهر الحالي في كارديف. وكان الاتحاد الدولي رفض التعليق على الأخطاء التحكيمية لكن وإزاء الضجة الإعلامية والانتقادات الواسعة التي سببها الخطأن، اضطر بلاتر إلى جمع الصحفيين لإعطاء اول تعليق له على هذا الأمر. وقال بلاتر “لقد تقدمت باعتذاري إلى بعثتي الفريقين المعنيين، أتفهم تماماً غضبهم، الإنجليز شكروني، والمكسيكيون حنوا رؤوسهم”، وكشف “من الطبيعي أنه بعد ما شاهدناه، سيكون من السخافة عدم فتح ملف اللجوء إلى التكنولوجيا في يوليو في كارديف” خلال الاجتماعات المقبلة للفيفا يومي 21 و22 من الشهر المقبل، مشيراً إلى إمكانية اللجوء إلى الفيديو وتحديداً في ما ستعلق بخط المرمى. لكنه أشار “أريد أن أكون واضحاً في هذه المسألة سنناقش فقط كل ما يتعلق بتكنولوجيا خط المرمى”، وتابع “كرة القدم هي لعبة متواصلة الحركة، وإذا كان هناك فرصة تسجيل هدف، هل بإمكاننا أعطاء الفرصة لمنتخب كي يطالب بالإعادة البطيئة مرة أو مرتين كما هي الحال بالنسبة إلى كرة التنس، لسنا في حاجة إلى تكنولوجيا في حالة مثل ما حصل مع المكسيك”.
المصدر: جوهانسبرج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©