الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الروح والعام ونجمة الشاعر

30 ديسمبر 2009 22:29
عندما تغادر الروح الجسد فإنها تذهب إلى خالقها مباشرة وتبقى حتى يوم الحشر، حيث تعود إلى الجسد ويلقيان معا إما الثواب أو العقاب. حسب ما تتفق عليه الديانات السماوية الثلاث. أما في الديانة البوذية عندما تخرج الروح من الجسد فإن الجسد يفنى وإلى الأبد، إلا أن الروح تذهب إلى جسد آخر، وهذا العود للروح هو ما يسمى بالعذاب حتى تستمر في الاغتسال والتطهر من الشر وتبقى تعود إلى الحياة في أجساد البشر إلى أن تصل إلى مرحلة ما يسمى بالنيرفانا وتستمر في الخلود، أي انها تتوقف عن العودة إلى الحياة، حيث العذاب هو في أن تعيش الروح هذه الحياة المادية. وحول تفسير الروح شهد التاريخ اختلافات كثيرة بين الفلاسفة والعلماء فمنهم من قال إن النفس والروح شيء واحد، أي أن الروح هي النفس والنفس هي الروح ومنهم من فرق بين الروح والنفس، حيث قال بعضهم إن النفس تفنى مع الجسد والروح تبقى خالدة، فيما آخرون قالوا إن الروح والنفس يفنيان سوية. ومن هؤلاء أبو بكر الرازي (854 _ 932 ) أحد أكبر الأطباء والمفكرين الذين مروا في حياة البشرية الذي قال إن النفس تفسد بفساد الجسد. أما عن الروح فإنه يتساءل: وأين محل الروح بعد خروجها من الهيكل المنحل والجسد البالي ؟ الروح هي ذلك الشيء اللا مادي واللا ملموس، بل هو محسوس من خلال الحضور الجميل لأصحابها في حديثهم وفرحهم في جنونهم ورقصهم في كآبتهم ونشيدهم وحتى في بكائهم. هناك أرواح لا تتبدل ولا تسعى إلى أن تتبدل، إنها جامدة ثابتة المعالم والتفاصيل أرواح كصخور الجبال الجرداء العارية من الخضرة ومن الماء ومن المطر ومن الحب والجمال. *** من المهم أن نتنبه ونلاحظ مسار أرواحنا أن نرويها حين تجف منابع الجمال فيها، نغسلها بالشمس حين تسود الظلمة وبالوعي حين يسود الجهل، من المهم تجديد الروح دائما وإدراك أغوارها وتعرجات سيرها في الزمن وإنقاذها من الثبات والتكرار والعادي والتقليدي. وليكن هذا الدخول الجديد في الزمن، حيث يتبدل العام الليلة، مدخلا إلى تجديد الأرواح. *** في فضاء الشتاء الجميل وفي معية الليل تتهادى روح الشاعر نحو البهجة وتصفو بالجمال وهو يكلل مشهد الحياة وتلهو الطفولة بالورد وتسقي الدنيا بالابتسامات النقية وتطفو لحظة الصدق على نور الصباح. للشاعر بهاء لا يحد وبريق لا يخفت.. للشاعر بهاء تحرسه أمه الطبيعة حيث اغتسل وتطهر بالنار من دنس الحياة، شرب الماء وروى العروق وسرت في دمه طهارة الكلام، تمادي في رقصه مع الأشجار بأغصانها وبأوراقها، بجذورها في التراب، في الطين في الرمل، وفي أعماق الأرض. ويحرسه قلبه الذي لا يفرغ من المحبة، القادر دائما على العشق والافتتان بالحياة.. ولا تسقط نجمته. سعد جمعة saadjumah@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©