أبوظبي (وكالات)
رصدت شبكة «بلومبرج» الأميركية، اتجاه قطر لتعزيز تعاونها مع إيران في مجال الغاز الطبيعى، لا سيما بعد موقف الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، السعودية والإمارات ومصر والبحرين، من الإمارة الخليجية الصغيرة الشهر الماضي. وأشارت الوكالة، إلى أن أكبر حقل للغاز الطبيعي في المنطقة موجود بين إيران وقطر، بمساحة تتجاوز 9700 كيلو متر مربع، ويعد بالنسبة لكليهما مصدرا للقوة السياسية، وفي ظل خلاف الدوحة مع السعودية فإن تعاونها الصامت فيما قبل مع إيران في مجال الغاز الطبيعي يزداد، حتى وإن كان البلدان يتنافسان بدرجة أكبر في أسواق الغاز. ورصدت «بلومبرج» تاريخ حقل غاز الشمال المشترك بين قطر وإيران، وقالت إنه في عام 1971 نقبت شركة «شل» في هذا المكان وخاب أملها، إذ لم تعثر على النفط، ولكنها عثرت على الغاز بكميات ضخمة، وقتها كانت قطر منتجا متواضعا للنفط ولها سوق طاقة محلية وإقليمية متواضعة، وخلال الثمانينيات والتسعينيات سارعت لتطوير مشروع الغاز الطبيعي المسال لتصديره إلى آسيا، لكن في ظل الأسعار العالمية المتدنية للطاقة، استسلمت شركة «بي جي» التي كانت تخفض التكاليف وتولت «موبيل» المهمة مكانها.
وقالت: رغم أن الخرائط القطرية تشير إلى أن الحقل ينتهي عند حدودها، قامت إيران بالتنقيب في قطاعها عام 1991، وتبين تدريجيا أن لديها ثلث إجمالي الاحتياطي فيما تسميه «جنوب فارس»، لكن سوء الإدارة والعقوبات والخلافات السياسية وعدم اتخاذ القرار كلها عناصر أدت لتباطؤ العمل فيه، وعندما أعلنت قطر وقفا اختياريا للعمل في حقل الشمال، كانت هناك شكوك بأن الإيرانيين حذروا الدوحة وطالبوها بوقف المشروعات الجدية، لأنهم شعروا أنها ستجفف ما لديهم من غاز، ومنذ عام 2014 بدأت إيران العمل على التطوير في «جنوب فارس»، وبحلول 2020 سيتجاوز إنتاج إيران من «جنوب فارس» إنتاج قطر من حقل الشمال، كما سعت إيران إلى وضع مراحل تطوير لمنع تسلل الغاز الإيراني إلى الجانب القطري.
وتقول «بلومبرج» في تقريرها، إن السؤال المثير للاهتمام الآن يتعلق بالصفقة أو التفاهم الذي توصلت إليه قطر مع إيران بشأن توسعاتها المستقبلية، وترى أن الإجابة على سؤال التعاون القطري الإيراني أن الموقف السعودي من قطر ودعوة الدول العربية لاتخاذ موقف منها على خلفية دعمها للإرهاب، دفعا الدوحة للتعاون مع جارتها الشمالية، وفي الوقت نفسه يرى الإيرانيون في الأمر فرصة لاستغلال الخلاف بين جيران الخليج لتطوير علاقاتها بقطر وتواجدها بالمنطقة.
عدد اليوم
