السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شنغهاي تحتل مكانة هونج كونج كمركز مالي عالمي بحلول عام 2020

شنغهاي تحتل مكانة هونج كونج كمركز مالي عالمي بحلول عام 2020
30 ديسمبر 2009 21:15
اكتسب القادة الصينيون مؤخراً سمعة جيدة فيما يختص بتحقيق الأهداف الطموحة المعلنة ابتداءً من بناء أكبر سد في العالم وحتى القيام بهندسة السماء الزرقاء لكي تبدو في أبهى حلة أثناء الاحتفال بالألعاب الأوليمبية. لذلك فعندما أعلنت الحكومة الصينية في أبريل الماضي أنها ترغب في جعل مدينة شنغهاي أحد أكبر المراكز المالية العالمية بحلول عام 2020 فإن هذه الأنباء سرعان ما أشاعت أجواء من المخاوف والقلق في جميع أنحاء هونج كونج. وفيما يبدو فإن تي سي شان أحد كبار رجالات البنوك المعروفين في هونج كونج استشعر هذه المخاوف قائلاً “هل باتت هونج كونج في طريقها لأن تصبح مثل “بوسطن” في الولايات المتحدة؟. فإذا كان لديك “نيويورك” فإنك من المؤكد لن ترغب في أن تصبح مجرد “بوسطن” أو “شيكاغو”، مشيراً بالطبع إلى المدينتين الأميركيتين اللتين طالما استمرتا تعيشان كظل لمدينة نيويورك التي تعتبر المركز الرئيسي المالي والثقافي للولايات المتحدة. وتحتاج مدينة شنغهاي أن تعمل بجد واجتهاد ومن أجل تحويل نفسها إلى “مدينة نيويورك” المنطقة. لذا فقد أخذت تشهد ارتفاع العديد من ناطحات السحاب الجديدة بما فيها مبنى المركز العالمي المالي بطول 101 طابق الذي يهدف لأن يصبح المقر الرئيسي الآسيوي لأكبر عدد من البنوك العالمية. وكانت المدينة قد عملت أيضاً على توسعة أنظمة الطرق العلوية والفرعية قبيل افتتاح معرض أكسبو العالمي في عام 2010. وكذلك فقد أصبحت الإصلاحات المالية تمضي في طريقها قدماً مجدداً. إذ يقول جينغ أوليرتش رئيس إدارة الأسهم والسلع الصينية في مؤسسة جيه بي مورجان “هنالك عدد من مبادرات أسواق المال التي طال توقعها والتي تم تأجيلها في أواخر عام 2007 عادت الآن إلى الواجهة مرة أخرى”. ومن ضمن هذه المبادرات استحداث مؤشرات مالية لمتابعة التعاملات في العملات الأجنبية وبرنامج يسمح للشركات الأجنبية بتسجيل نفسها في أسواق الأسهم المحلية واستحداث سوق طال انتظاره يعمل في عقود السلع المستقبلية. وما زالت نتيجة المنافسة ما بين شنغهاي وهونج كونج غير واضحة المعالم بعد، فمن العديد من النواحي تمكنت هونج كونج من تحقيق تفوق واضح. ففي الوقت الذي يعتبر فيه رأس مال السوق في شنغهاي أكبر حجماً بكثير إلا أن بورصة هونج كونج لديها عدد أكبر من الشركات المسجلة بما يقارب 1300 شركة مقارنة بحوالي 900 شركة في شنغهاي. ولقد برهنت هونج كونج أيضاً خلال 2009 على أنها أكبر منطقة في العالم اجتذاباً لعمليات الاكتتاب العام لمختلف أنواع الشركات والمؤسسات. إذ تقدر شركة ايرنيست آند يونغ لأعمال المحاسبة الدولية أن عمليات الاكتتاب العام في هونج كونج ربما ترتفع إلى مستوى قياسي بقيمة 370 مليار دولار هونج كونج (أو 47,7 مليار دولار أميركي) في العام المقبل. وسوف يصبح هذا الرقم أعلى بنسبة 28 في المائة من مستوى الذروة الذي حققته السوق بمقدار 290 مليار دولار في عام 2007. بالإضافة إلى أن هونج كونج استمرت تتمتع بميزة المنطقة الأولى التي تفضل الأعمال التجارية الانتقال إليها، ليس فقط مجموعة مقدرة من المقار الرئيسية الإقليمية لكبريات البنوك العالمية مثل “جولدمان ساكس” و”جيه بي مورجان تشيز” و”مورجان ستانلي”، بل كذلك العدد الهائل من المحاسبين والقانونيين والاستشاريين. على الجانب الآخر، فإن مدينة شنغهاي بالرغم من عزمها وإصرارها على أن تصبح المركز المالي الرئيسي في المنطقة فسوف يتعين عليها مواجهة العديد من المصاعب الشائكة. أولها أن الضوابط والرقابة المشددة في الصين الأم على حركة رؤوس الأموال على الرغم من التخفيف التدريجي على هذه الضوابط مؤخراً، من شأنه أن يجعل المدينة أقل جاذبية لجموع المستثمرين الدوليين، علماً بأن هونج كونج التي تتمتع بوضع إداري خاص في الصين لديها أيضاً قوانين مختلفة بالكامل. وثانياً وعلى الرغم من أن وتيرة التغيرات والإصلاحات المالية جرى تسريعها في الفترة الأخيرة، إلا أنها برهنت على الغموض وعدم القدرة على التنبؤ بما ستؤول إليه في المستقبل، فقبل ثلاث سنوات من الآن استعدت المدينة لإنشاء بورصة للتعامل مع المشتقات المالية قبل أن يتم تعليق الخطط بسبب المخاوف التي ساورت الجهات المنظمة. والآن فإن السوق الجديدة بكامل موظفيها انتهى بها المطاف لكي تتعامل في منتج وحيد فقط. واتفق العديد من المصرفيين على أن شنغهاي سوف تصبح مركزاً مالياً عالمياً آجلاً أم عاجلاً. وخلص استبيان للمحللين أجرته وكالة “رويترز” مؤخراً أن غالبيتهم يعتقدون أن الين سوف يصبح قابلاً للتحويل والصرف بحلول عام 2020. وفي حال أن استمر النمو الاقتصادي في الصين بحيث يتجاوز الاقتصاديات الكبرى الأخرى فإن استقطاب شنغهاي للبنوك العالمية سوف يصبح مسألة لا يمكن مقاومتها. ويقول اولريتش في مصرف جيه بي مورجان إنه “حتى قبل أن يصبح الين قابلاً للصرف والتحويل بالكامل، فإن شنغهاي بإمكانها أن تصبح مركزاً مالياً مهماً وذلك بفضل حجم الخدمات المالية المطلوبة لخدمة النمو الهائل في أعداد الشركات وأسواق المال الصينية في المستقبل القريب”. “عن انترناشيونال هيرالد تريبيون”
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©