السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عاد للانتشار والتألق بعد أُفول نجمه فن «الكورشيه» إبداع يدوي يمنح الجماد حيوية

عاد للانتشار والتألق بعد أُفول نجمه فن «الكورشيه» إبداع يدوي يمنح الجماد حيوية
12 يوليو 2010 20:20
خيوط متناغمة، متباينة في نسيجها، تحاك بمهارة عالية، حيث تعقد الخيوط بطريقة فنية مبتكرة لتحولها إلى أعمال فنية راقية منها: المفارش، والوسائد، وأغطية الأسرّة وإكسسوارات المنزل التي لا حصر لها، تشكّل فناً يدوياً جميلاً يدعى “الكروشيه”، أي الأشغال اليدوية. بصمة كفاح دونت حرفة الكورشيه اسمها عبر التاريخ، وتركت بصمة كفاح السيدات اللاتي استطعن أن يتغلبن على شظف العيش وقسوة الحياة من خلال عملهن المتواصل في عقد الخيوط وتسويق أعمالهن، فصنعت منها الحقائب والإكسسوارات والأحذية، إضافة إلى بعض ديكورات المنزل التي تمنح المكان عبق التاريخ وأصالة هذه الحرفة. تشير يسرى بهاء الدين، خبيرة في فن الأشغال اليدوية، “الكورشيه”، مؤرخة لنا بداية فن الكورشيه وتطوره عبر العصور: “يرجع تاريخ فن الكوروشية إلى القرن الثامن عشر، حيث ظهر أول باترون للكوروشيه في المجلة الألمانية Penelope عام 1824، ومن هنا يستنبط المؤرخون ممارسة فن الكروشيه في الحضارات القديمة (لكنه لم ينجز أي أنسجة من الكوروشيه قبل عام 1800)، بينما المنشأ الرئيس لفن الكروشيه فهو في فرنسا حيث اشتقت كلمة (كروشي) من الكلمة الفرنسية التي تعني صنارة الحياكة أو الخطاف- أي إبرة الكروشيه.. ومن فرنسا انتشر هذا الفن اليدوي الرائع إلى جميع دول العالم خاصة أوروبا الشرقية وازدهر في ايرلندا قبل أن تبدع الدول الآسيوية في إنتاجه”. كسب الرزق استخدم الكورشيه في بداية ظهوره بأوروبا كحرفة لكسب الرزق خاصة في الحرب العالمية الأولى، وقد ظهر أيضاً كبديل للدانتيل الباهظ الثمن وكانت الطبقة الراقية تنظر إلى قطعة الدانتيل المنسجة من الكروشيه إلى أنها نسخة مقلدة زهيدة الثمن، ولكن غيرت الملكة فكتوريا من حدة هذا الانطباع -بشرائها العلني للدانتيل المصنوع من الكروشيه- بين الطبقة الراقية تعلماً وشراءً، لذا لم تتوقف هذه الحرفة تتوقف على الملابس فقط وإنما اقتحمت عالم الديكور في جميع مجالاته، حيث نشرت العديد من تصميمات الكروشيه الخيالية الجديدة الخاصة بمناديل المنضدة وماسكات القدور الساخنة والمفروشات المنزلية الأخرى، كما يوجد العديد من الكتب التي تحتوي على باترونات حديثة التصاميم. وقد دعت هذه الباترونات لاستخدام خيط القطن والكتان لعمل الدانتيل، والغزل الصوفي لتصنيع الملابس، في كثير من الأحيان بتوليفات من الألوان الزاهية. أشغال يدوية في عودة إلى يسرى بهاء الدين نجدها متحمسة لفن الكورشيه على الرغم من أفول نجمه ذات عصر مضى، إذ تقول: “على الرغم من أن فن الكروشيه قد أفل نجم شعبيته، إلا أن أوائل القرن الحادي والعشرين شهد انتعاشاً في الاهتمام بالحرف اليدوية، حتى بدأت السيدات في امتهان هذه الحرف وعمل منتجات متنوعة ومبتكرة واستطعن تسويقها وتحقيق مكاسب بسيطة تعينهن على مشقة الحياة ومتطلباته، فضلاً عن تحقيق خطوات كبيرة في مجال تحسين جودة وأصناف الغزل، وتجديد سوق الحرف اليدوية الذي يشهد تنامي في مجالاته المتنوعة حتى أصبح البحث عن المنتج المشغول باليد هو مقصد الكثير من النسوة اللاتي يبحثن عن منتج مبتكر ومميز في أحياناً كثيرة وغير مكرر”. تضيف: “نجد الديكور المنزلي أصبح يزهو بفن الكوروشية بمختلف إكسسوارته بدءاً بمفارش المناضد وصولاً إلى التحف التي وزعت بطريقة فنية راقية أكسبت المكان روح القديم بفنياته الأصيلة التي تنحدر من التصميم الفيكتوري الراقي، فيمكن أن نجد الوسائد والمفروشات وقد زينت نسجت بخيوط الكوروشية. وكذلك أطقم الشاي التي تُكسى بالكوروشية لتقدم للضيوف بطريقة فنية راقية بأشكالها وألوانها التي تحاكي لون الأثاث وروح المكان، ولم يفارق هذا الفن زوايا وأركان المنازل التي أثراها بالجمال، فيمكن أن نرى اللوح التي حيكت بخيوط الكوروشية وأخذت مكانها على مساحة من الجدار، كما نرى قطعة من مفرش الكوروشيه المنسدل على الكرسي بطريقة فنية تمنح المكان ملمحاً إبداعياً لا يخلو من رونق وأناقة”. لم يتوقف هذا الفن عند هذا الحد، بل حيكت منه إكسسوارات للحمام والستائر وأطقم المفارش وأغطية الحمام، بحيث تتناغم مع ألوان الجدران والأرضيات، إضافة إلى إكسسوارات المائدة والمطبخ، حيث لا يزال هذا الفن يلقى صدى بين محبيه وبين كل من يبحث عن التفرد والتميز في منزله
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©