أكدت نشرة “أخبار الساعة” أن مقتل أسامة بن لادن على أيدي القوات الأميركية يمثل ضربة قوية لتنظيم “القاعدة” الإرهابي الذي كان يتزعمه على مدى سنوات طويلة وخطوة كبيرة في مسار الحرب العالمية المستمرة ضد الإرهاب منذ أحداث 11 سبتمبر 2001. وتحت عنوان “خطوة مهمة على طريق الحرب ضد الإرهاب”، قالت لقد تضرر تنظيم “القاعدة” الإرهابي لا ريب بمقتل زعيمه ومرشده الروحي رغم أن بن لادن أمضى السنوات العشر الماضية مشغولاً بحماية نفسه والهرب من الملاحقات الأمنية وأن هيكل القيادة فيه تعرض للتفكك والانهيار تحت وطأة الضربات القوية التي تعرض لها. لكن ما يجب الالتفات إليه هو أن غياب بن لادن لا يعني غياب “القاعدة” أو نهايتها، داعية للنظر إلى مقتله على أنه خطوة في المسار الطويل والممتد الذي لم ينته بعد في المواجهة المستعرة مع الإرهاب وتنظيماته.
وأضافت أن دولة الإمارات العربية المتحدة أشارت إلى هذا المعنى بوضوح من خلال تأكيدها أن مقتل بن لادن يعد خطوة إيجابية تعزز الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب لكنه في الوقت نفسه، لا يعني نهاية التنظيم والإرهاب. ونوهت النشرة الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، إلى أن “القاعدة” استطاعت خلال السنوات الماضية، امتصاص الكثير من الضربات الكبيرة التي تعرضت لها وتغلبت على غياب العديد من قادتها المؤثرين وظلت قادرة على العمل والحركة رغم الحرب العالمية ضدها، وعملت على تطوير آليات عملها وأساليب تنفيذ عملياتها وتحولت من هياكل وتنظيمات وأشخاص إلى “أفكار وتوجهات” تجتذب الأتباع حول العالم.
وشددت النشرة على أن قتل بن لادن له أهميته ومعانيه المهمة لكن أيديولوجيا العنف والإرهاب التي يمثلها لم تمت معه وتحتاج إلى جهد ومثابرة من أجل التصدي لها والقضاء عليها لأن الأفكار مهما كانت طبيعتها أو مستوى الشر والانحراف فيها، لا تموت بسهولة ولذلك فإن “حرب الأفكار” هي الأهم والأخطر في إطار الحرب على الإرهاب وتوجهات التطرف خلال الفترة المقبلة، لأنه ما دامت أيديولوجيا العنف قادرة على الحياة والحشد والتعبئة سيظل الإرهاب خطراً يهدد الاستقرار العالمي ويسمم العلاقة بين الحضارات والثقافات والأديان.
عدد اليوم
