الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قف للمعلم

قف للمعلم
16 أكتوبر 2008 23:09
''قف للمعلم وفّه التبجيلا··كاد المعلم أن يكون رسولا''، بيت شعري شهير يحمل الكثير من المعاني السامية الجليلة، لشخص كان له الفضل في وهب الحياة لأجيال تبني حاضر ومستقبل مجتمعها· شخص امتهن النقش على الحجر وتشكيل رياح الأحلام إلى واقع فأجاد ذلك، فكل لغات العالم تتفق على قدسية المعلم ومسماه باعتباره المربي والمعلم في الوقت نفسه· وقبل أيام قلائل قمنا بتكريم هذا المعلم الجليل في يومه الذي يصادف الخامس من أكتوبر في كل عام، حيث احتفلت بعض مدارس الدولة بتكريم من كرّس حياته ورسالته من أجل تخريج جيل قادر على مواجهة رياح الحياة وأمواج بحرها· ولكن هل سألنا أنفسنا ولو لمرة واحدة، هل هو تكريم للمعلم كإسم أم كرسالة؟؟ وما الداعي لتكريمه في يومه حيث يتوجّب القيام بتكريمه طيلة أيام السنة ومدى الحياة؟ لن يختلف اثنان على أن المعلم هو الأب الروحي ليس للطالب فقط بل الحياة نفسها، في الوقت الذي ذهبت هيبته مع الريح فتطاول عليه الصغير قبل الكبير، فأُعطيت الصورة المشوهة عنه· لم تعد للمعلم تلك الهيبة والمكانة، ولا يوجد بالأساس ذلك التوجيه السليم من أولياء الأمور لأبنائهم باحترامه وتقديره، بل أصبحوا ممن يزيدون الطين بلة بالوقوف في صف ابنائهم مخطئين كانوا أم صائبين، فتنهال على ذلك المعلم المسكين سيل من الشتائم وعدم التقدير تصل احيانا إلى إقالته، وربما سجنه· نعم هناك صورة أخرى ترينا الوجه القبيح للمعلم ، فيكشر عن أنيابه عند الضرورة باستخدامه مبدأ العنف (كوسيلة انتقام وترهيب لا تهذيب) من شتم وضرب تصل في أحيان كثيرة إلى التسبب بعاهات مستديمة، فيكون بمسمى معلم دونما رسالة أو هدف، إنما مهنة يسترزق من ورائها، ولكنها ليست الصورة الحقيقية للمعلم· لنعد لذلك المعلم الذي قاسم الأيام العجاف شظف العيش، ولامس حلم جيله بآماله لإنشاء جيل مكملاً له برؤية الغد مع الحفاظ بقيم عصره ومبادئه، لنعد لذلك الجيل الذي نام على أنين ألمه من عصا معلمه وهو يدعو له لفضله في تعليمه مبدءاً من مبادئ الفضيلة عندما زلّ في تصرف ما، لنعد جميعاً بذاكرتنا إلى طفولتنا ومعلمينا وما زرعوه في أنفسنا لنكون معلمين لأنفسنا قبل الآخرين، لنعد لمعلمينا لتكتحل أعينهم وتتعطر ذاكرتهم بمن كانوا يوماً ما لا تصل قاماتهم إلا لنصفهم، ينظرون إليهم نظرة تقدير وشموخ· نوال سالم- الإمارات
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©