حسن طلب يقرأ من تاريخ تجربته في بيت الشعر بأبوظبي

نظم بيت الشعر في مركز زايد للدراسات والبحوث التابع لنادي تراث الإمارات أمس الأول في أبوظبي، أمسية شعرية للشاعر المصري الدكتور حسن طلب، قرأ فيها منتخبات من شعره بمختلف مراحلها ابتداء من الفترة السبعينية ولحد الآن، وحضر الأمسية شعراء وأدباء وصحفيون ومهتمون بالشعر. وفي تقديمها للشاعر حسن طلب قالت الشاعرة شيخة الجابري “إن حسن طلب اسم مهم في خريطة الشعر المصري والعربي، والدليل على ذلك ما أنتجه من دواوين أسهمت في تعزيز هذا الرأي، كونه قامة مهمة في حركة الشعر”. واستعرضت الجابري أهم إنجازات حسن طلب الشعرية والإبداعية خاصة دواوينه “لا نيل إلا النيل” و“آية جيم” و“بستان السنابل” و“مواقف أبي علي وديوان رسائله” ومساهماته الفلسفية في كتابيه “المقدس والجميل” و“أصل الفلسفة”. واستهل حسن طلب الأمسية فأعرب عن فرحه لوجوده بأبوظبي بدعوة من المركز الثقافي الإعلامي لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة وإقامة الفعالية الشعرية في بيت الشعر الذي اعتبره بيتاً لكل الشعراء والعرب. وأكد حسن طلب أن الأمسية هذه سوف تكون بانوراما تعكس تجربته الشعرية، حيث يقرأ منتخبات من شعره القديم والجديد ماراً بجميع بؤر تحولاته الشعرية عبر التطور الزمني الذي مرّت به تجربته، ولهذا -بحسب قوله- إنه لا ينحاز لفترة أو لتجربة دون أخرى. وقرأ طلب عدداً من القصائد من مختلف دواوينه والفترات التي مر بها شعره، وقال الشاعر في قصيدته “فسيفساء”: “يا مرسلة غزلانك في قمحي/ في كرمي.. تاركة خيلك/ ما كان أضل خروجك لي/ تحت الدّوح../ وكان أضلك”. وفي قصيدته “النيل ليس النيل” يقول: “يا أيها النيل يا رجائي/ قضيت شيئاً من القضاء/ رويت غيري بحر مائي/ شفيت خصمي.. فمن لدائي؟”. وتغلب على شعر حسن طلب الكثير من الخصائص التي تأثر بها بفعل تخصصه الفلسفي، حيث تحفل قصيدته بألفاظ فلسفية واضحة الغايات من مثل “الماهية والهيولي والعبث والأزلي والأبدي”، كما أن اللغة والقافية تستغرقان نصه الشعري، فتبدو القافية لديه عفوية جميلة في حركة بداية القصيدة، إلا أنها تتحول إلى ثقل لفظي حال تكرارها، مما يقسر الشاعر قصيدته بهذا النمط من المشابهة في القوافي. يعد حسن طلب من الشعراء المؤثرين في استغراق النص بالسردية والحكائية والحوارية إذ تكثر لديه أفعال السرد الدالة على الزمان والحدث كما تكثر لديه أفعال القول الدالة على الحوار وأعتقد أن هذا انضباط اتباعي سيطر على قصيدة الشاعر. ويستخدم حسن طلب أقنعة كثيرة في قصيدته كقصة الفلك والاختيار والطوفان على الصعيد المضموني. كما أنه يستخدم على صعيد اللفظ الكثير من ألفاظ القرآن الكريم والشعر والمثل العربي. ويؤكد حسن طلب حضوراً شعرياً لافتاً بالرغم من أن قصائده التي قرأها كتب بعضها منذ أربعين عاماً.